محمد هاشم الشيخ
الكرد الفيليون شعب عريق عاش على ارض العراق وهم جزء من الأمة الكردية التي ينقسم اهلها إلى قسمين رئيسيين الأول أهل كردستان العراق والمتواصلة جغرافيا مع الأقاليم الكردية الممتدة في تركيا وإيران وغيرها أما الأكراد الفيليون فهم من سكان المناطق الوسطى والجنوبية من العراق.تشهد الحوادث التاريخية أن الكرد الفيلية ساهموا في الدفاع عن مدينة بغداد إثناء الغزو المغولي وقدموا تضحيات كبيرة ولكنهم عانوا كثيرا في فترة الاحتلال العثماني والاحتلال البريطاني ولم ينصفوا في فترة تاسيس الدولة العراقية ابان الحكم الملكي ولاسيما فيما يخص منحهم الجنسية العراقية اسوة بالعراقيين الاخرين.وبعد قيام النظام الجمهوري في تموز عام 1958 شعر الفيليون في بداية عهده الجمهورية بالأمل والاطمئنان بحكم ينصفهم ويعاملهم كمواطنين عراقيين دون تهميش أو اتهام بالتبعية لدولة أخرى و دافع الأكراد الفيلية بحسهم الوطني والإنساني عن ثورة الفقراءالتي تألب عليها الإعداد الخارجين من قوى استعمارية تحاول استعادة أمجادها وإعادة احتلال العراق من جديد وقتل الثورة ومنجزاتها فكان يوم 8 من شباط عام 1963 اليوم الأسود في تاريخ العراق عموما والكرد والفيلية خصوصا .بعد انقلاب تموز 1968 استمر مسلسل الاستهداف ضد الكرد الفيليه لاسيما ضد شبابهم حيث اعتقلت أجهزة البعث القمعية في مطلع العام 1977 العشرات من طلبة الجامعات من الفيلية.وكانت الحالة الاقتصادية التي تتمتع بها اغلب العوائل الفيليه مصدر قلق للنظام ألبعثي والذي قام في العام 1978 بجرد كل ممتلكات الكرد الفيليه في مدينة بغداد لحصر الممتلكات ومعرفة حجمها وحصر رجال المال والإعمال للتحرك ضدهم وهو ما تحقق فيما بعد حيث شنت الزمرة الصدامية أكبر حملة للتهجير تقوم بها سلطة حاكمة ضد أبناء شعبها في تاريخ العراق والمنطقة وربما في العالم تعددت فيها الصور المؤملة والمأساوية واستمرت أثارها لعشرات السنين وربما ستستمر لعشرات أخرى من السنين .
استمرت عمليات الاعتقال والتهجير للعوائل الفيليه واحتجاز الرجال من عمر 14 سنة ـــ 45 سنة في معتقلات وسجون النظام المقبور في أبو غريب والفضيلية ونكرة السلمان وغيب في تلك السجون اكثر من 17 الف شاب فيلي لم يعرف مصير اغلبهم ووجدت رفات البعض منهم في المقابر الجماعيةبعد سقط الدكتاتورية الصدامية عاد اغلب الاكراد الفيلية الى وطنهم ولم يفضلوا عليه بلدا اخر ولكنهم وبعد ثمان سنين لازالوا ينتظرون ارجاع حقوقهم المعنوية والمادية .
محمد هاشم الشيخ
https://telegram.me/buratha