عبد الكريم ابراهيم
المتعارف عن الرياضة انها بعيدة عن كل الممارسات غير الاخلاقية ،لذا تهدف اغلب الدول من وراء اقامة البطولات تحقيق مكاسب معنوية قبل المادية من خلال جمع الرياضيين بجنسياتهم والوانهم وقومياتهم تحت خيمة التقارب الانساني الواسع ،حتى مبدأ الفوز والخسارة هو الاخر سمة وعلامة مميزة لرياضي ،لانه يتقبل النتيجة مهما كانت ، وانتقل هذا العرف الجميل الشفاف في التعامل الى بقية ميدان الحياة سواء كانت السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،حيث نسمع بين الفينة والاخرى عبارة تتردد كثيرا في عالم السياسة والصراع الانتخابي : بان فلان الفلاني تقبل نتائج الانتخابات بروح رياضية .يدل هذا على ان الرياضة قبل ان تكون منافسة شريفة ،هي اخلاق سامية تنزع الغل والحقد والضغينة من القلوب المريضة وتنقلها الى عالم السماحة والمودة .قد تتحول بعض الحالات الشاذة الى داء وخيم يعصف بالمثل الرياضية ومنها ظاهرة الشغب الاعمى التي هي بعيدة عن عنصر التشجيع ،لان الاخير هو ميول ومحبة لسبب ما تجاه هذا او ذاك الفريق ،ولكن عندما يفور ويغلي هذا التشجيع يتحول الى داء بحاجة الى معالجة قبل الاستفحال ،لان "من امن العقاب ساء الادب " وما حدث في مباراة الزوراء والجوية بعد تأهيل معلب الشعب الدولي ،يبعث على الالم والكمد لانه اعطى صورة سيئة عن سلوك بعض المحسوبين على الجمهور والرياضيين ،خصوصا نحن اليوم بحاجة الى اعادة الثقة بالكرة العراقية من قبل الجهات الدولية ،والسلوك المتحضر هومن مفاتيح الابواب المسببة في كسب ود هذه المؤسسات الدولية لتعاطف مع قضيتنا المشروعة .وأد داء الشغب الرياضي لايكون فقط في فرض العقوبات ،بل في نشر الوعي على متخلف الصعد ،ولعل الاعلام والصحافة هما من اكثر الوسائل التي تقع عليها هذه المسؤولية ، عبر تشخيص الاسباب وايجاد الحول لها بعيدا عن المجاملة ،لاننا قد نختلف في موضوعات شتى ولكن في هذه القضية التي لاتقبل المساوة والانحياز لطرف ما ،يجب ان نكون موحدين ،لان هذه الظاهرة اذما فاح زفيرها سيزكم الانوف ويشوه متعة مشاهدة كرة عراقية ،من عراك واعتراضات ورمي للكراسي ،والمحصلة النهائية هو حب الكرة الذي يوحدنا ويجمعنا سواء كنا زوائيين او جويين الهوى .
https://telegram.me/buratha