المقالات

كيف نفهم معنى التظاهر؟

1391 15:19:00 2011-04-06

عبد الكريم ابراهيم

بعد غياب طويل تحت وصاية قوانين الطوارىء والاحكام العرفية وبطش الاجهزة الامنية ،عاد الشارع العربي الى ممارسة حق التظاهر ،كنوع من الاحتجاج على اوضاع معينة يراد لها التغيير ،خصوصا بعد سريان هذا المفهوم الى عقول الشعوب العربية المتعطشة ،ولكن هل كل هذه البلدان مهيئة لتلقف شرارة التظاهر ؟ وهل العربي و العراقي بوجه خاص واع بثقافة هذا الحق ؟ ؛لان المعرفة هي اهم شيء في مثل هذه الامور ،للحيلولة دون تحويل الاعمال النبيلة والشريفة الى نوع من اللصوصية ونهب المال العام ،ولاتكفي الدعوة الى ممارسة حق كفله القانون ، بل يجب اعداد المواطن ثقافيا لقبول هذا المعنى وتفاعل معه ،وهذا لايعني التخيلي عن المطالبة بحق التظاهر ، لان المعرفة الواضحة هي السبيل لعدم انحراف الثوارات الشعبية الى ماكنة تحرق الاخرين بنارها .اذا كيف نسير في الطريق الصحيح ولانعط مبررا واحدا ينفد اليه الاخرون ،هذا يحتم علينا ان نكون واعين بقدر المسؤولية ،ونحدد اهدافنا بشكل واضح ،لان الضبابية قد تدفع المقابل ان ينعتوا المتظاهرين بالقاب شتى ،وايهام الاخرين بعدم مشروعيتها ،بهذا يضيع حق قد تدفع في سبيل تحقيقه دماء زكية.بعض المتقولين يصفون ما حدث في مناطق متفرقة من العراق ،من مطالب تحسين الخدمات والقضاء على البطالة والفساد الاداري ،جاءت بفعل الهيجان العربي الذي يغلي من دولة الاخرى ،اي ان عدوى التظاهر انتقلت الى العراق بفعل التقليد الاعمى دون معرفة الامور .هذا الكلام نصف الحقيقة ،او من يريد وأدها واضاعتها في متاهات المؤامرة التي لاتفارق العقلية العربية ؛لان لااحد ينكر ان الانتفاضات الشعبية كانت جزءا من عوامل الغليان ، لكن الخروج من اجل المطالبة بتحسن الخدمات والملل الذي انتاب العراقي من وعود بعض المسؤولين،يجعل المظاهرات التي خرجت لم تكن حالة عبثية او نزوة تقليد ،ولكن نفاد صبر العراقيين والضغط الداخلي هما اللذان دفعا ان تخرج بعض الفئات للمطالبة بحقوقها التي كفلها الدستور،وغياب المعارضة البرلمانية التي يمكن الاعتماد عليها في ايصال صوت المواطن وتعبير عنه،مع كل الاسف بعض البرلمانيين انغمسوا في البحث عن المنافع الخاص والفئوية ،ما افقد البرلمان بعض خصوصته المتمثلة في الدفاع عن مصالح الجماهير ، شراء الخواطر والمجاملات التي التى جعلت وزارات العراق تمدد بحيث فاقة اكبر الدول ،كل هذه الامور هي نتائج عكسية على ميزانية الدولة وتبديد للموارد العراقية ،وقد تكون بعض هذه المظاهرات انحرفت عن المسار المحدد لها، بفعل حالة عدم السيطرة على المشاعر وتنوع المشاركين .على العراقيين ان يكونوا واعين لاستثمار هذا الحق بحيث يكون صوتا مدويا يهز مضاجع بعض المسؤولين الفاسدين الذين ليس على السنتهم سوى الوعود ،واعطاء صورة عن ثقافة قانونية وروح حضارية مفعمة عن الاستغلال الامثل لحق الشعوب في التعبير عن مطالبها المشروعة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك