المقالات

تحية للأمام السيستاني

1081 16:37:00 2011-04-06

السيد حسين محمد هادي الصدر

جاء في الأخبار " إن لقاء المرجع الديني الأعلى الأمام السيستاني برئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان قد تناول أزمة شح المياه ، التي تركت أثراً سيئاً على الوضع الزراعي ، فوعد اردوغان بوضع حل لهذه الأزمة "لقد أنعم الله على العراق بنعم كبرى لا تعد ولا تحصى ومن أهمها الثروة المائية ، فلدجلة والفرات أهميتهما الأستثنائية .ومن هنا ، عبّر عن العراق ب ( بلاد ما بين النهرين ) .

وببركة هذه الثروة المائية ، كان العراق طوال عقود من القرن الماضي ، يعيش في بحبوحة حقيقية من المنتوجات الزراعية ، سرّها التوفر على مياه الرافدين الصالحة للزراعة . وما ان أبتدأت قصة السدود التي أقيمت على دجلة والفرات ، في كل من تركيا وسوريا ، حتى أنخفض منسوب المياه عندنا الى الحّد الذي تحولت فيه معظم أراضينا الزراعية،الى مساحات قاحلة عطشى لا زرع فيها ولا ضرع، والى الحد الذي احتجنا معه الى استيراد معظم احتياجات البلاد من الخضر والفواكه ، ناهيك عن الرز والحنطة والشعير . وهذه هي الطامة الكبرى .

لقد كانت الثروة المائية رديفاً للثروة النفطية ، ولكنها اليوم عادت للأسف من أخبار التاريخ ليس الاّ . ثم تفاقم الوضع ليصل الى الحد ألذي يعاني فيه خُمْس العراقيين من أزمة فقدان المياه الصالحة للشرب . فلا مياه صالحة للزراعة ، ولا مياه كافية تصلح لإرواء الظامئين من العراقيين، وتلك من كبريات المشاكل العراقية الآنية التي تبحث عن حل عاجل ، في الوقت الذي استهلكت فيه المناصب ، والكراسي المحاصصاتيه، من سياسينا المحترفين ، جل اهتماماتهم ، ومعظم أوقاتهم ، وعلى العراق وأهله ألف تحية وسلام .

ان محنة العراق بشحة المياه ، لم تغب عن ذهن المرجع الأعلى اية الله العظمى السيد السيستاني - دام ظله - ، فقد أولاها عناية خاصة، وطرحها على ضيفه الزائر رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي ، فوعده خيراً.ان المرجعية الدينية العليا تضيف هنا، موقفاً رائعاً جديداً الى مواقفها التاريخية الرائعة ، التي انطلقت من حرصها الكبير على العراق وعلى العراقيين جميعاً سنه وشيعة ، عرباً وكرداً تركماناً ،مسلمين ومسيحيين وأقليات .

هذا الموقف الشامخ يدعونا الى تجديد التحية تحية الأجلال والأكبار للمرجعية العتيدة وحملها لهموم الوطن والمواطنين .ان الذي يحدد جدول أعمال المرجعية هي المرجعية نفسها ، ولقد جاء جدول أعمال لقائها برئيس الوزراء التركي ، كاشفاً عن روحها الكبيرة ، وشعورها العالي بالمسؤولية ازاء ما يعانيه العراق والعراقيون ، وفي هذا ما يكفي لأن نلقم أفواه المتخرصين بالباطل ،على المرجعية ، بألف حجر وحجر .

وأذا كان الاسلام يقول :( خير الناس من نفع الناس )

فكيف لا تقف المرجعية في قمة هذا الهرم الساعي بأستمرار ، ودون كلل ولا ملل ، الى خيرالناس جميعاً ، ومنهم في الطليعة العراقيون المتعبون، الذين كانوا يحلمون بالخلاص من ربقة الدكتاتورية الغاشمة، وحين ولّت مهزومةً الى غير رجعة ، تضاعفت الأزمات وتشعبت المشكلات ...!!! وأكثر السياسيون المحترفون من الوعود ، وقطع العهود ، ومازلنا بأنتظار التنفيذ .

ان امتناع المرجعية العليا ،عن اللقاء بالمسؤولين العراقيين ، هو الموقف الناصع الأخر، الذي يدل على عمق التفاعل مع آلام الشعب العراقي ، والأصرار على أشباع حاجاته ، وتلبية طلباته .

اننا اذ نقدم شكرنا للمرجعية العليا ، على مواقفها الواعية ، وتثميننا لخطواتها المباركة ، نبتهل أليه سبحانه ، ان يسبغ عليها كل ألوان التسديد والعز والنصر والعافية ، انه سميع مجيب .

حســـين الصـــدر

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك