المقالات

المعضلة الاكبر

697 17:51:00 2011-04-06

احمد عبد الرحمن

طيلة الاعوام الثمانية المنصرمة وحتى الان مازال الجميع يقولون ويؤكدون ويكررون حقيقة ان الفساد الاداري والمالي المستشري في مختلف المؤسسات والدوائر والمفاصل يعد المعضلة الاكبر والافة الاخطر في جسد الدولة العراقية، واكثر من ذلك يقولون ويؤكدون ويكررون ان الفساد والارهاب هما وجهان لعملة واحدة ، وان الفساد هو المدخل الرئيسي للارهاب، ومادام الاول قائما فأن القضاء على الثاني من غير الممكن ان يتحقق مهما كانت الخطط ومهما انفق من اموال، ومهما كرس من كوادر وطاقات.ونفس المظاهر التي يخلفها الفساد يخلفها الارهاب، وهي الفقر والعوز والحرمان والفوضى وانعدام الامن وتفشي الظلم والحيف والاهمال.ومثل هذه المشاكل التي تبدأ صغيرة فأنها من الطبيعي ان تكبر وتتسع وتستفحل اذا لم يتم الالتفات اليها مبكرا واحتوائها بطرق واساليب واقعية وعملية.وهذا المبدأ لايقتصر على العراق فحسب الذي يرى فيه البعض حالة استثنائية نوعا ما، بل انه ينطبق على كل الشعوب والانظمة والمجتمعات، وما حصل ومايحصل حاليا في عدة بلدان عربية من مظاهر احتجاج واسعة هو في الواقع تعبير حي وحقيقي تراكم وتعقد المشاكل والازمات بسبب عدم حرص المعنيين ومن بأيديهم زمام الامور على حلها ومعالجتها.ولعل اوجه ومظاهر الفساد الاداري والمالي تتعدد وتتنوع من هذا المفصل الى ذاك، لترسم بمجملها صورة سوداوية وقاتمة، وتلقي بظلالها الثقيلة واثارها السلبية على المواطن العادي، من حيث الخدمات الاساسية، وشيوع البطالة، واتساع الهوة بين اقلية في المجتمع من اصحاب المواقع والمناصب الخاصة، واكثرية ابناء المجتمع من ذوي الوظائف العادية والمداخلي المالية المحدودة، ناهيك عن العاطلين عن العمل وذوي الاحتياجات الخاصة والارامل والايتام، وبقاء الاوضاع والظروف السيئة التي ترزح تحت وطأتها فئات وشرائح اجتماعية عديدة. ولاشك انه من الخطأ اعتبار ان التظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية التي اجتاحت الشارع العراقي مؤخرا جاءت من فراغ، وبدون مبررات ومسوغات ودواع معقولة ومنطقية ومقبولة.ان تلك التظاهرات والاحتجاجات هي نتاج ممارسات واجراءات وسلوكيات خاطئة -بصرف النظر عن كونها مقصودة ام غير مقصودة-تراكمت خلال الاعوام الماضية، من دون ان تطرح ازائها حلول ومعالجات عملية وعملية تكفل تغيير الواقع واصلاحه نحو الافضل بما يعود بالنفع على المواطن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك