المقالات

استراتيجية محو الامية وتعليم الكبار

1348 20:32:00 2011-04-06

صلاح حسن التميمي /نائب نقيب المعلمين العراقيين

من المسلم به أن أي استراتيجية لتعليم الكبار،تعدعلامة طريق هامة على درب التقدم الثقافي. والعراق الذي عانى في العقود الثلاثة الاخيرة من تأريخه المعاصر،من الحروب والويلات والاضطهاد،مما خلف جحافلا من الاميين ،سواءا الامية الابجدية او الامية الحضارية(استخدام الحاسوب والتكنولوجية الحديثة) وخاصة بين صفوف النساء اللواتي هن الركيزة الاساسية في المجتمع،لأعداد الجيل اعدادا صالحا وصحيحا .،فهو اذن بحاجة ماسة الى استراتيجية لمحو الامية باسلوب المواجهة الشاملة، تتكامل مع استراتيجية تعليم الكبار في اطار التعليم المستمر لللحاق بمتطلبات العصر بما يشهده من تفجر معرفي وثورات تكنولوجية ،وهذا من شأنه أن يساعد البلد في نضاله ضد التخلف والتجزئة ومكافحة الارهاب والارتقاء به الى مصاف الامم المتقدمة . واذا لم يحدث تحرك عاجل وصادق وبناء من قبل جميع الاطراف المختلفة في الدولة والمجتمع ،نحو تبني استراتيجية لتعليم الكبار في اطار فلسفة التعليم المستمر مدى الحياة ، فان المجتمع العراقي سيواجه الجمود والتخلف وراء قافلة الحضارة الحديثة والتقدم البشري ،بل ولسوف ينفصل عن حضارته وتراثه العربي الاصيل الضارب بجذوره في عمق التاريخ ....ان حل مشاكل محو الامية‎ - الابجدية والحضارية - المعقدة يرتكز الى مطلبين: الاول،مواجهة شاملة لحل تلك المشاكل .والثاني جهد متوازن بين جميع الهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة من مؤسسات المجتمع المدني ونقابات واتحادات.....من أجل القضاء على هذا الكابوس البغيض . ولكن السؤال الذي يطرح نفسه:كيف يمكن تصميم وادارة وتنفيذ برنامج شامل ناجح؟وان الاجابة على مثل هذا السؤال العريض يكمن في تنفيذ الاسس والمبادئ التالية : 1 - التخطيط الشامل الدقيق : وهذا يستدعي دمج مشاريع مواجهة الامية في خطط التنمية الوطنية ، وذلك بتحديد الاولويات وتبني أنجح الطرائق والوسائل وأقلها كلفة وجهدا وأكثرها فعالية لتحقيق الاهداف المعلنة . 2 - الادارة : اذ لابد من توافر ادارة خاصة بمتابعة برامج محو الامية والاشراف عليها،وذلك لانجاحها،ولتتمكن من اداء واجبها في عمليات التعليم والتدريب .... 3- المنهاج : ان الهدف الاسمى لبرامج محو الامية ، هو رفع كفاءة الامي العملية وعليه فان المنهاج الشامل يجب أن يغطي منوعات عديدة من المواضيع التقنية ،والمهنية ،والاجتماعية، والاقتصادية ،والثقافية.....والمهم هو دمج الدروس النظرية بالتدريب العملي ، حتى يتعلم الدارسون كيف يطبقون المعرفة التي يكتسبونها....4 - المواد التعليمية : يجب أن تعكس المادة التعليمية الاهداف المعلنة للمنهاج . كما يجب أن تتنوع وتتدرج في الصعوبة وتتصل حلقاتها بعضها ببعض . حقا ان أهم مايحتاجه الاميون هو تنمية مهارات الاتصال،كالقراءة والكتابة والحساب، لكن المواد التي تلزم أميات الريف مثلا قد لاتلائم أميي الريف، وما يصلح لميكانيكي التراكتورات الزراعية قد لايلائم العاملين في الحقل الاجتماعي . وبمعنى آخر، أن المادة التعليمية قد تتنوع وتختلف باختلاف حاجات الاميين المختلفة .....وعلى ضوء تشريع قانون محو الامية من قبل البرلمان العراقي ، نتمنى على الجهات التنفيذية أخذ ماورد أعلاه بنظر الاعتبار ،ولو كنا نتمنى أن تشرك نقابة المعلمين العراقيين في اعداد وصياغة القانون المشار اليه والدخول كطرف تنفيذي فعال ،لما للمعلم الدور الرئيسي والمهم في انجاح تطبيقه بصفته الركن الاساسي من أركان العملية التربوية ..وان لنا اطار شامل وعريض وتفاصيل مهمة في هذا المجال .وفق الله الجميع لكل مافيه الخير والصلاح والله ولي التوفيق......

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــــد مغير
2011-04-06
وفقك الله أستاذنا الفاضل صلاح التميمي , وأقترح أن نبدأ بتغيير الروتين لأن مخلفات النظام العفلقي الجاهلي ما زال معمولا به , نبدأ بجهازي الشرطة والجيش وهي طبقة الشباب الذين حرموا من التعليم بسبب الظروف التي تعمدها الطاغية الأرعن صدام لزراعة الجهل .على أن يتم برنامج الترقية وزيادة راتب من يتعلم ويأخذ الشهادة الأبتدائية وأعلى للمتوسطة وللأعدادية . وأستغرب كيف يقف في نقاط التفتيش من هو أمي ليقرأ هوية أو جواز سفر أو حتى رقم سيارة ؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك