ثورات في كل مكان
اهوال لا بل بركان
والفوضى في كل مكان
افعال الانس ام الجان؟
شهور طوال وقلمي في غيبوبة ولا اعلم ان كانت هذه رحمة او نقمة ! ايقضته مرارا دون جدوى اوقفته اجبارا ذات مرة لكنه ابى الا ان يرسم نخلة بدل ان يكتب كلمة , وما هي الا فترة قصيرة حتى انسحب لساني الى الغيبوبة وبت كالمسلوبة من سلاحين طالما ترجما ما في داخلي من لوعة وفرحة من راي وعقيدة فجأءة صمتت تلك الوسائل ولما كان لكل بلاء نعمة تحيط بها فلقد تركتهما معا وعزمت على ان الامر فترة لترتيب الاوراق وتصفية الذهن استعداد لانطلاقة اخرى غير ان ما حدث قادني لطلب الهدوء والسكينة فلا تلفاز يُشاهد ولا اخبار تٌتابع الا ما اسمعه من افواه الاخرين واقرائة في سطور براثا من باب التواصل مع الحياة ولا اقصد الحياة اليومية التي من واجبنا ان نستمر في العطاء لها واصلاح ما يمكن اصلاحه من صدوع ملئت جدار الوطن وجدار قلوبنا الكسيرة.
الحياة التي اعني هي ما عناها ابو القاسم الشابي في قصيدته ارادة الحياة فلقد بارك هذا الشاب اهل الطموح في قوله واترك لكم التامل في الكلمات واستنتاج المغزى
ابارك في الناس اهل الطموح ومن يستلذ ركوب الخطر
والعن من لا يماشي الزمان ويقنع بالعيش عيش الحجر
هو الكون حي يحب الحياة ويحتقر الميت مهما كبر
فلا افق يحتضن ميت الطيور ولا النحل يلثم ميت الزهر
ثورة في تونس ثم ماذا واخرى في مصر وماذا بعد ؟!! هذا ما كنت اردده في داخلي ومن ثم ليبيا ضد الطاغية وهنا استوقفتني الذكريات الاليمة لما حل بنا في الانتفاضة شعرت انني امتلك من الانانية ما يكفي لاغتاض من ثوراتهم لان ثورتنا مرت كنسيم على اجباههم وكانت رياح سوداء بالنسبة لنا ومن ثم توالت الاحداث من السعودية الى البحرين الى سوريا وكل ما اعرفه سماعا فلا زال تلفازي تعلوه قطعة قماش قطنية !!
رأيت صورة الشاب المفتوح الرأس على موقع براثا تألمت لكنني لم ابك وكثيرا ما اتم صلاتي واستدرك بعد فترة انني لم ادعو لهم ! ماذا يحصل ؟ لا اقول بانني لا اشعر بهم وأتألم لالمهم والعن مرتكبي الجرائم في حق الانسانية لكن ليس بالمستوى الذي اتوقعه من داخلي في لحظات انتفض وافكر في مظاهرة لنصرتهم ليس لانهم من اتباع اهل البيت ع بل لانهم قبل ذلك اصحاب حق وما البث هنيئة حتى اتخاذل والسبب هو بلدي فهل اتظاهر لاخوة لي ينزفون وبلدي ينزف ايضا هل ارفع يدي واقول هذا ظلم والظلم يخنقني ! هل اصرخ كفى وما زلت لم اصرخ بما يكفي بوجه العتاة في بلدي .
اشعر ان صمتي جاء من كثرة البلاء والمصائب صرت اتلفت بما ابدء وفي كل مرة تصغر دائرة العمل فمن خدمة الوطن الى خدمة مجتمع معين الى التراجع الى تحديد المباديء الى مراقبة الذات خشية الانزلاق وهاي هي الدائرة تضيق وتضيق وياليتنا نصل الى نتيجة .
اشعر احيانا ان كل ما يجري هو بداية النصر الذي ننتظر فاهيم في سماء التفائل واحيانا اخرى اشعر انه فخ نجى منه اهل تونس ومصر وسقط فيه اهل البحرين ! وان هذه لعبة مقصودة وان اسرائيل وراء كل شي كما هو دائما !! هل نقف دائما عند هذه النقطة اسرائيل كبيرة اليس الله اكبر ! اسرائيل وراء العلك والجبس الذي يحتوي المصائب ونحن ماذا هل نفخر باننا نعرف وان لنا بلدا لا نصنع فيه عود ثقاب !!
اعتذر من القارىء الكريم فلقد بعثرت كلاميفي مرمى ناظريه في استعراض لما يجول في خاطري من دون ان اتفنن في صياغة بداية وعرض ونهاية كما في كل مقالات الاخرين والتي تقف هذه الكلمات كالقزم امامها غير انني شعرت برغبة في التعبير من دون ترتيب الافكار والانا في المقالة لمن يشعر بذات الشعور ومن تخطى بهمته تخاذل كلماتي اقول له بوركت وبهمتك لن تنطفى شمس الحقيقة واتمنى من كل من علت همته في هذه الاحداث ان يكتب سطوره حتى يخجلني بشجاعته وامتثاله لاهل البيت ع لاتحرر من الصدمة فكيف يصدم قلب عاش حرقة الطف ! ولمن لم يستشعر حتى بما يجري ولايبالي اقول لا انما فلسفة وجودنا كلها هي كلمة وموقف لنمضي وان تعثرنا في الطريق فندم عدم الشعور بالمسوؤلية تجاه الدين والعقيدة هو الموت بذاته
شمس قضية الشعوب المطالبة بحقوقها لن تنطفى وكفا بالله ناصرا لها وبقلوبنا داعية لها وياليت بايدينا اكثر من ذلك اه اين الرجال المطالبة بدم الشهداء هل اكتفوا بشهداء الماضي وقبضوا الثمن !! ماذا عن هؤلاء !! . هل من ناصر هل معين والله بودي ان ابكي دما على زمن قلت فيه الرجال وندرت فيه الرجولة .
لن اراجع هذه الكلمات سانشرها كما هي واسال الله ان ينصر الاسلام والمسلمين وان يخذل الكفار والمنافقين وان يحرننا من قيود انفسنا ونستعين به تعالى لكسر شوكة الاعداء
اللهم بك ننتصر فانصرنا
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على اهل بيت النبوة ومعدن الرسالة
اختكم بغداد
https://telegram.me/buratha