هشام حيدر
نشرت صحيفة بينات الصادرة في بيروت في العدد 103 وعلى صفحتها الاخيرة وفي باب (موضوعات اثارت جدلا) مقالا بقلم (جعفر فضل الله) عنوانه (مخالفة المشهور).
وردا على ماورد في المقال المرفقة صورة منه نقول ان لكل مذهب فقهي اسلامي فتاوى وافكار وقواعد فقهية تعرف بين فقهاء ذلك المذهب , وتشتهر عندهم ,ويحاولون الاستدلال عليها بطرق شتى , وهذه الافكار الفقهية هي التي تبني المذهب وتميزه عن غيره من المذاهب الفقهية ,ويعتبر الالتزام بها التزاما باصول ذلك المذهب , ويعد الفقيه الملتزم بهذه الافكار والقواعد من فقهاء ذلك المذهب والا فلا !المذهب الحنفي مثلا يميز بين الفرض والواجب وهذا من ميزاته في تقسيم الاحكام الفقهية فيلتزم فقهاء الاحناف بهذا التقسيم ويتميزون عن غيرهم به ولايمكن تصور فقيه حنفي لايقول بهذا التقسيم !بهذه الميزات تبنى المذاهب وتعرف , فيمكن اكتشاف مذهب الفقيه من خلال فتاواه الفقهية . فاذا اختلفوا في فقيه من أي مذهب هو رجعوا الى كلماته وافكاره وفتاواه لينظروا نسبة موافقته لمشهورات المذاهب فيحسب على المذهب الذي يوافق في اكثر فتاواه لمشهوراته !بل ان هناك بعض الفتاوى الفقهية تكون مشهورة في مذهب بحيث انه لو خالف الفقيه واحدة منها لم يعتبر من فقهاء المذهب ...فمثلا اختلفوا في القاضي ابي حنيفة المصري الاسماعيلي فقيل هو مالكي المذهب وقيل بانه اسماعيلي وقيل بانه اثنا عشري ...فاحتج من قال بانه ليس باثنى عشري بانه يفتي بحرمة المتعة , واحتج من قال بانه اثنى عشري بكثرة موافقاته لمشهور المذهب وان مخالفته في المتعة كانت بسبب التقية التي عاشها!وبالرغم من هذا فلا نجد فقيها يلتزم بجميع مشهورات مذهبه الفقهي ولكنه يبقى من الفقهاء المحسوبين على هذا المذهب وذلك لالتزامه باغلب المشهورات التي عرف بها المذهب!فلايشترط في فقيه لمذهب معين موافقته على جميع مشهورات المذهب بل يكتفى بالموافقة على ابرز واكثر مشهوراته . وبالمقابل من يوافق من مذهب ما, الشاذ من الاقوال, وغير المشهور, ويلتقط الفتاوى المخالفة لمشهورات المذهب بحيث تكون اغلب فتاواه مخالفة للمذهب الذي يدعيه, فان دعواه هنا ترد ولاتقبل, ويعتبر خارجا عن ذاك المذهب فقهيا ويهجر اهل المذهب اقواله وفتاواه ....ولهذا مثلا نلاحظ ان فقهاء الامامية تركوا فتاوى ابن الجنيد وافكاره بسبب مخالفته لمشهورات المذهب كما صرح به الشيخ المفيد والشيخ الطوسي من وجوب هجر افكاره وترك العمل بفتاواه!و اكثر من هذا وذاك, ان مشهور الاصوليين هو اقرار قاعدة انجبار الرواية الضعيفة وتقويتها واعتبارها حجة بسبب عمل الاصحاب بها بينما تركوا الكثير من الروايات بسبب هجران الفقهاء لها,.....واكثر من هذا ان بعض الاعلام كالشهيد الثاني اعتبروا ان فتوى المشهور من الادلة الشرعية وخصوصا ماورد من اهل بيت الهدى عليهم السلام من انه اذا اختلفت الادلة فيرجع الى ماوافق المشهور بين اصحابنا ففيه الهدى والنجاة.
وقد يدعى ان قناعة الفقيه يجب ان تكون دائما في موضع احترام وان الحرية الفكرية تستوجب احترام الفكر مهما كان اتجاهه وعليه فان خالف الفقيه المشهور المذهبي لايعني انه خارج عن اصول ذلك المذهب ان التزم باصوله ....وهذا الكلام صحيح لو كان الالتزام بالاراء المخالفة لمشهور المذهب لاتضر مع نهجه المذهب وتوجهه الفقهي ....فمثلا لو رجعنا الى المشهور من الفتاوى وكيف تكوَن لعرفنا حقيقة هذا الامر, فان الفتوى في الفقه الامامي لاتعد مشهورة الا بعد توافرها في كتب القدماء ومعروفيتها وشهرة العمل والفتوى بها في عصور متتالية من عصور الفقهاء من اصحاب الائمة ع الى عصر الشيخ المفيد والطوسي والسيد المرتضى ونحوهم , ثم مابعدهم . اما اذا كانت الرواية مشهورة بين المتاخرين فقط فتُرد دعوى مشهوريتها بعدم اشتهارها بين القدماء.فهذا معنى كون الفتوى مشهورة , واما السبب في اشتهار الفتوى بالمعنى المذكور فيكون عادة لوضوح دليلها وضعف دليل الفتاوى المخالفة لها فيؤدي هذا الى اشتهار الفتوى في ابناء المذهب , لذا يكون ردها رد على دليلها , ونظرا لتقوية اجيال من الفقهاء لهذا الدليل من جهة ولاتصاله بعصور الائمة ع او ماقاربها من جهة اخرى فيكون رد هذا الدليل ردا على منهج فكري متكامل , اما اذا اخذنا بالرد على جميع الادلة او اغلبها فسيكون ردنا هذا ردا على مفاصل المنهج الفكري للمذهب , وقد يصل هذا الى حد يخرج الفقيه عن المذهب عقائديا!ان اصول المنهج الفكري للمذهب الامامي ماخوذة من اقوال اهل البيت ع وان التشكيك بهذه الاصول تشكيك باقوالهم , فاذا كان هناك مجال للنقاش مرة او مرتين فان من غير الممكن ان يبنى بناء متكامل مخالف لبناء اخر ثم ندعي ان البنائين المختلفين بناء واحد او متشابه !وعلى هذا جرى تقسيم العلماء على مذاهبهم ومدارسهم في المدرستين...مدرسة العامة , ومدرسة اهل البيت عليهم السلام. وهذا يخص بالطبع فقهاء هذه المدرسة ,اما من حاول التسلق على جدران تلك المدرسة مدعيا الفقاهة فقد الجمه اية الله الوحيد الخراساني بقوله ان هذه سفاهة وليست فقاهة !** ** **واذا كان هذا من زرع الوالد , وان الولد على سر ابيه ....فما بال الحزب الذي مابرح يشنع على المرجعية ويكيد لها ليلا ونهارا سرا وجهارا حتى تعقب المراجع وذراريهم حقدا وحسدا....ماباله لم يقل لابن مريجعه ماقاله في ابناء المراجع من قبل ؟http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=1093915
هشام حيدرالناصريةhttp://husham.maktoobblog.com/
https://telegram.me/buratha