عبدالله الجيزاني
في تاريخ الامم تقف شواخص ومثابات لاشخاص عطروا تاريخ اممهم،وجعلوها تقف شامخة بين الامم تتبارى بأسمائهم،وفي التاريخ الاسلامي تقف شخصية الرسول الكريم كأعظم شخصية،عرفتها المعمورة على مر تاريخها،وكذا اهل بيت الرسالة والصحابة المنتجبين التي لو استطاعت الامة ان تسير على خطاهم لاستطاعت ان تسود الدنيا وتربح الاخرة،وفي تاريخنا المعاصر كمسلمين وكعراقيين تقف شخصيات من امثال الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر،وشهداء ال الحكيم، والامام روح الله الموسوي الخميني والشيخ عبدالعزيز البدري والشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر،والشهيد محمد باقر الحكيم،والسيد عبدالعزيز الحكيم وغيرهم،هؤلاء القادة الاستثنائين استطاعوا ان يضعوا اسمائهم في قائمة الخالدين لما قدموه لامتهم من العطاء والتضحية التي وصلت الى اقصاها الاوهي النفس وهي غاية الجود،لكن مصيبة هؤلاء بنا نحن ابناء الامة اننا نعظمهم حين نفقدهم،او نحزبهم رغم شموليتهم،ونجعل منهم مصدر اختلاف بيننا وننشغل بين مدافع متعصب،وبين مناوئ جاحد،هذا في حياتهم دون ان نحاول الاستفادة من الفيض الفكري وروح التضحية التي يحملوها من اجلنا نحن المتصارعين،ومن هذا ينفذ المغرض بين صفوفنا ليحقق مبتغاة،اما بعد رحيلهم تكل الألسن وينتهي الصراع،ويندم من يندم لكن بعد فوات الاوان،ونبدأ بالبحث عن البديل كي نجعل منه نقطة الخلاف الجديدة في صفوفنا ويبدأ المندسون توفير مادة الخلاف التي تقف في طريق الانتفاع من القادة،وهكذا من قائد الى اخر،وقد لاحظنا بعد سقوط الصنم كيف وصل الخلاف الى اختلاف كبير سالت فيه دماء زكية،والسبب هو نفس السبب المذكور اعلاه من اننا نحزب قادة الامة ويتعصب بعضنا لهم لعجزه عن ادراك حقيقتهم،لذا يختار طريق العنف متصورا ان هذا ولاء،وعندها يسهل لاصحاب الاجندة المعادية الدخول من أي باب شاءوا لضرب الامة في مقتل،ولانشك اننا لو عرفنا قادتنا على حقيقتهم،وسلكنا مايريدون منا لما وصل حال البلد الى ماهو عليه الان،من سيطرة مجموعة نفعية على مقدرات الامة واستخدامها لاسماء قادتنا كشعارات للوصول لاهدافها الضيقة،اما اتباع هؤلاء القادة المخلصين فتراهم يعانوا التهميش والابعاد،لانهم ارادوا ان يجسدوا ماأراد هؤلاء القادة على ارض الواقع،واليوم ينجب رحم الامة الذي لايعقم قادة شباب لو قيض للامة ان تتبعهم وتسير وفق الرؤى التي يرسموها لاستطاعت ان تبنى البلد وتزيح كل الانتهازيين والنفعيين،ومن هؤلاء القادة السيد عمار الحكيم الذي يستند الى تاريخ اسري،مفعم بالجهاد والتضحية فهو وريث لااكثر من خمسين عام من المواجهة مع النظام الصدامي ودفعت اسرتة اكثر من (63)شهيد لاجل الدين والوطن واهله،وارسى والدة دعائم العملية السياسية في العراق بعد سقوط الصنم،وكان قطبها الفاعل حتى اخر لحظات حياته الشريفة، واثبتت التجربة قدرته القيادية التي يمكن ان ترتقي بالامة الى مستوى طموحاتها،ومواقفة التي امتازت بالحكمة والدراية اظهرت قابلياته القيادية وما مشروع الطاولة المستديرة الذي طرحه سماحته كحل لمعضلة تشكيل الحكومة في العراق وفعلا لم يتم تشكيل الحكومة الابواسطة هذه الطاولة،والتي رفضت عندما طرحها سماحته لكنها قبلت عندما طرحها غيرة،وهو مؤشر ودليل اخر على ماأسلفنا،ان على الامة ان تتعض من الماضي وتوحد صفوفها بأتجاه قادتها،وتعلم ان الساحة ممكن ان تستوعب اكثر من قائد ولكل منهم قدراته وعندما تتوحد الامة خلف هؤلاء القادة وتتيح لهم فرصة توحيد قدراتهم يمكنها ان تنهض وتحقق طموحها،ودعوة لنسمع القول المقترن بالفعل بدون تحسس اتجاه القائل،وان يكون الولاء واقعي يستند الى براهين عقلية بعيد عن العاطفة السلبية....
https://telegram.me/buratha