علي الدراجي
اصبح العالم اليوم في حالة منافسة شديدة من اجل استثمار كل الامكانيات والمقدرات والموارد لتحقيق المصلحة العامة بما يخدم المجتمع والحصول على اعلى الانجازات وباقل الكلف وهذا مبدأ اقتصادي يعمل عليه المعنيون بالتخطيط الاقتصادي ورجال السياسة وعملية استغلال الموارد بعلمية فائقة كما يعملون على ايجاد الفرص وخلقها التي تمكن اقتصادياتهم من النهوض والتطور والتنمية نحو الافضل فكثير من البلدان والمدن تسعى دائما ان تكون متميزة في مجال ما لتصبح محط انظار ومركز استقطاب يشار اليه فمنهم من يعني بالقطاع الصناعي لتوفر المواد الخام لصناعة معينة ومنهم من يعنى بالقطاع الزراعي وبانتاج محصول معين لتوفر الارض الصالحة والمياه والعوامل الاخرى التي تؤدي الى نجاح هذا القطاع واخرون يعنون بقطاع السياحة لتوفر الامكانيات والعوامل التي تؤدي لنجاحه وكل هذا من اجل تحقيق التنمية الاقتصادية والرفاهية الاجتماعية لان المجتمع الذي تتوفر فيه عوامل التنمية وبالاخص التي ذكرناها سابقا لابد ان تعود بالفائدة بشكل مباشر او غير مباشر على سكان تلك المناطق .محافظة ديالى فيها كل المقومات والعوامل التي تساعدها على ان تكون مهيأة للتطور والوصول الى تنمية حقيقية ولكن ما شهدته في ظل النظام السابق من اهمال وتهميش لهذه المحافظة جعلها متخلفة في اكثر من جانب اضافة الى بناها التحتية التي لم تجد أي عناية واليوم ارتفعت نسبة تهميش المحافظة واهمالها وسارت الامور نحو الاسوء فالمحافظة يمكن ان ينجح فيها اكثر من جانب او قطاع اقتصادي فعلى سبيل المثل يمكن ان تستقطب السواح للاماكن الاثرية او لمناظرها الطبيعية الخلابة علما ان حضارة اشنونا تمتد الى حوالي 3000 سنة ق . م , واما في مجال الزراعة فالمعروف عن المحافظة انها زراعية وبالاخص شهرتها بزراعة الحمضيات وبمختلف انواعها وهذا بحد ذاته يمنحها ميزة اقتصادية يمكن استثمارها ولكن ما حصل بالعكس فقد ضاق هذا القطاع وانحسر الابعض المناطق وكثيرة هي فرص الاستغلال التي يمكن ان تعود بالفائدة على اهالي ديالى لابد لنا من معرفة المسؤول عن هذا التخلف بمن فيهم المجتمع الذي يتحمل جزء من المسؤولية وما جرى في السنوات الماضية من عمليات ارهابية خلق حالة من النفور لدا الاخرين بحيث اصبح اسم المحافظة متعلق بالارهاب وما زال لحد الان غالبية سكانها متقيدين بالطائفية والعرقية والقومية ونتفاخر بعضنا على البعض الاخر بالانتماءات ويحاول بعضنا تسقيط الاطراف الاخرى ولم نخطو خطوة واحدة لبناء هذه المحافظة المظلومة فعلينا ان نصلح ذات بيننا لنتمكن من التعاضد والنهوض بواقعها المرير فمحافظة ديالى ما زالت تعاني ضعف في الخدمات والبنى التحتية فالنتصور انها المحافظة الوحيدة التي لاتمتلك على اراضيها فندق يأوي اليه أي زائر وعلى ذلك تقاس بقية الامور كما واوجه العتب على ادارة الحكم فيها لانها هدرت الاموال ولحد الان هي تهدرها على مشاريع تتحمل كلف اكثر مما هو الواقع اضافة الى لم تعتمد اسلوب التخطيط الصحيح والعلمي والعتب الاخر موجه الى جامعة ديالى التي يجب ان يكون دورها اكبر في اعطاء المشورة والخبرة ولكنها اقتصرت على تخريج طلبة العلوم لانظمامهم لجيش العاطلين او انشاء مراكز مختلفة تمتاز بالشكلية او مجرد حبر على ورق يجب ان تتظافر الجهود لبناء محافظة يفتخر بها حقا ونقول استطعنا ان نقدم اليها مثلما عانقتنا ارضها واخيرا استذكر المثل الشعبي القائل الشجرة الي ما تفيي على اهلها قطعها اولى .
https://telegram.me/buratha