محمد الركابي
هكذا كانت هذه المدينة المظلومة واهلها ومنذ عام 2003 وهي تستقبل شهيد المحراب بعد عودته من المهجر بعد عشرون قضاها هناك حيث كانت مدينة النخيل واهلها اولى المحطات التي شهدت عودته الى ارض الوطن بعد طول غياب ومن نقطة البداية ومن مدينة الى المدينة كان اهالي البصرة يستقبلون ويساندون شهيد المحراب من صغيرهم الى كبيرهم وحتى النساء من اهالي هذه المدينة لم تتوانى في الخروج لاستقباله ولإعلان الفرحة بعودته بعد طول غياب كان مجبرا عليه حيث كانت هذه الجموع التي لم تشهد لها مدينة البصرة نظير من قبل ترافق موكب السيد شهيد في طريق عودته الى مسقط راسه مدينة جده (حيدر الكرار (ع) )في النجف الاشرف فعبرت وفي مرحلة استمرت لأكثر من (500) كم عن صدق المشاعر والولاء لهذا الرجل الذي كان يجاهد في الاهوار ويقاتل الاجهزة القمعية لذاك النظام البائد لتخليص شعبه من ظلمه واستبداده ولم يتوقف مد مسيرة الولاء الا بعد الوصول الى مدينة السلام بسلام , ولتأتي بعد ذلك مرحلة حضور صلاة الجمعة فمن جمعة الى جمعة لم يكن يخلو الصحن الحيدري الشريف من اكتظاظه بملايين الزائرين لاجل الصلاة الاستماع الى خطب شهيد المحراب الذي كان يلقيها في صحن جده امير المؤمنين (ع) ولم يكن أي اثر لتعب السفر باديا على أي من الحضور بل ان التفاعل مع الكلمات والعبارات كان اعلى حيث كان صوت الصلوات على النبي وال بيته الطيبين الطاهرين يصل الى عنان السماء مدويا وليشق اسماع الطغاة والمحتلين ولتأتي معها الصرخة المدوية التي اطلقها شهيد المحراب وتفاعلت معها الجماهير حتى جعلتها واحدة من شعارات تحررها من الظلم والطغيان (هيهات منا الذلة) ولتبقى حاضرة معها في كل زمان وحين تشتد فيها الصعاب على هذا الشعب المظلوم .وما شهادته وما مراسيم التشييع البهي المليوني الذي لم يشهد له التاريخ مثيل الا دلالة على محبة الشعب لهذا الرجل المخلص الشجاع اتجاه وطنه وشعبه منذ كان في المهجر وحتى بعد عودته حيث برحيله فقد العراق واحدا من اخلص الرجال المدافع عن حرمة اراضيه والمدافع عن حقوق شعبه المظلوم , ولتأتي بعد ذلك حفاوة استقبال اخيه وشقيقه عزيز العراق (رض) في البصرة وكيف خرجت الجماهير لتستقبل اخا وشقيقا وابا وقائدا وجدوا فيه الامل لإكمال مسيرة شهيد غاب عنهم رغما عنهم وبأمر رباني لا يمكن الاعتراض عليه فكانت الجماهير البصرية بالفعل محبة وفية لهذه الاسرة الحكيمية المدافعة عن حقوقهم حتى قيام الساعة . واليوم وهذه الايام خرجت جماهير مدينة النخيل لتستقبل خير خلف لخير سلف وهو الابن البار لال الحكيم الذي وضع نصب عينيه وهمه الوحيد الآجل هو الشعب وهمومه والدفاع عن حقوقه المسلوبة دون طلب لسلطة او منصب انما الغاية هو الوفاء لهذا الشعب الذي يستحق كل احترام وتقدير وعرفان فتجده يوما في البصرة ويوما في بغداد ويوما في النجف ويوما خارج العراق لاجل استحصال لحقوق الشعب المظلوم غير متهما بالمناصب وداعيا الى رموز تياره الى ضرورة تحقيق اكبر قدر ممكن من الانجازات لهذا الشعب وتقديم اعلى واكثر الخدمات التي يستحقها بعد العقود المظلمة المجحفة التي عاشها بسبب طاغوت اسمه البعث الصدامي الدموي ولكي تكون حفاوة الاستقبال البصري دافعا وحافزا له من اجل بذل المزيد من الجهد ولو على حساب الصحة من اجل هذا الشعب المظلوم وكذلك لتكون حفواة الاستقبال البصري رسالة الى كل من فكر ويفكر بأن لهذه الزيارة بعدا سياسي وليفهم الاخرون ان هذه الزيارة انما زيارة ابن الى اهله واحبائه ليس الا ودعوة للمطالبة بحقوق مفقودة لاناس اقل ما يستحقونه هو تقديم اعلى مراتب الخدمة والامن لهم ......
https://telegram.me/buratha