عماد الاخرس
إن قوة مؤسسات اى دوله تعنى أن تكون حماية جميع مواطنيها ضمن مسؤولية قوات مسلحه ذات وجود قانوني .. ولكن في حالة ضعفها يبرز دور الميليشيات والمعروفة بمهماتها غير القانونية وتخصصها بحماية الأشخاص والأحزاب وتنفيذ الأوامر بصوره عشوائية دون اى احترام للمواطن والدولة . والمفروض أن تكون حماية المسئولين في الدولة العراقية الجديدة محصورة بمنتسبى أفواج الحماية التابعة للقوات المسلحة ( الدفاع أو الداخلية ) .. ولكن يتضح ومن خلال مشاهدة سلوك وتصرف البعض من أفرادها بأنها من المستحيل أن تنتمي إلى هذه الأفواج بل هم عناصر ميليشيا تحمل الرتب العسكرية زوراً !وسأروى هذه القصة عن سلوك وتصرف حماية السيد المفتش العام لوزارة التعليم والبحث العلمي وعلى القارئ الكريم التحديد إن كانوا من أفراد قواتنا المسلحة أو ميليشيا . بتاريخ 542011 كانت لي مراجعه شخصيه لمديرية البعثات وفى نفس اليوم كانت هناك زيارة للسيد المفتش العام للوزارة.. بعد التفتيش الدقيق لملابسي الشخصية وتسليم كل الأسلحة الممنوعة في الاستعلامات ( الحاسبة .. الهاتف النقال .. الفلاش ) توجهت إلى المصعد الكهربائي لغرض الوصول للطابق الثالث .. وانتظرت دقائق إلا انه لن يصل للطابق الأرضي واضطررت لاستخدام السلم ( الدرج ) .. وبصراحة وصلت الطابق مُتْعَباً.. وإذا بى أجد احد عمال التنظيف وهو شاب صغير لا يتجاوز 15 عام ماسك أبواب المصعد ويقف في منتصفه .. تقربت منه و سألته .. لماذا يا أخي تفعل هكذا والمراجعون بانتظار المصعد ؟ .. فأجابني لأنه محجوز للسيد المفتش العام .. فخرجت منى كلمه عفويه وبهدوء ولن يكن لي اى قصد منها .. وقلت له يا أخي ( هو بشر وإحنا بشر ) .. وهذه عبارة تترد على أفواه الكثيرين ولا توجد بها اى إساءة .. بعدها دخلت إلى القسم المقصود وإذا بالسيد المفتش العام يتجول فيه .. تقربت من احد أفراد الحماية وسألته .. هل يمكنني توجيه سؤال له ؟ .. فوافق على ذلك .. وبينما انتظر في الممر خروجه من الغرفة جاء لي فرد آخر من الحماية وقال لي سمعتك وأنت تقول عبارة ( هو بشر وإحنا بشر ) بس راح اسكت ! .. فقلت له لماذا لازلت أصر على انه هو بشر ونحن بشر ولا خطا في ذلك .. وإذا هي لحظات ويهجم على آمر الحماية ويمسك بيدي اليسرى دون اى احترام لعمري وراسي الذي يغزوه الشيب ويسحبني إلى خارج القسم ولم يترك يدي إلا بعد أن خرج احد موظفي دائرة البعثات الذي تصرف بخلق عالي ورفيع وطلب منه ذلك .. وسألني إن كنت احتاج إلى اى معونة .. فقلت يا أخي أنا مواطن عراقي وصحفي ومراجع ولا اعلم لماذا يتصرف آمر الحماية معي بهذا الأسلوب .. حينها نطق فرد آخر من الحماية ليقول أخي انه مقدم ( ح ) وكأنه يريد أن يخيفني !!عموما خرجت وقررت أن لا اذهب إلا وارى المفتش العام .. شاهدته وجسمي يرتجف لان بصراحة لن أتعرض لمثل هذا الموقف سابقا .. بعدها خرج وسال عما يجرى وأجابه الموظف بوجود خلاف مع آمر الحماية وسألني وشرحت له سلوكه الخاطئ معي .. والحقيقة كان في البداية متحمسا للموضوع لأنه كان يتصور إن المشكلة مع احد الموظفين ولكن بعد أن عرف انه مع آمر حمايته أجابني بأسلوب بارد لا يتناسب مع الحدث نعتذر أخي !يتبين بان السيد آمر الحماية فقد السيطرة على نفسه وتصور نفسه في احد السجون والمعتقلات وأمامه متهم بالإرهاب ونسى انه في دائرة اغلب مراجعيها من الأساتذة والكفاءات !!وأسئلتي للسيد المفتش العام أبداها .. إذا كان هذا هو سلوك المحيطين بك فكيف يتمكن المواطن العادي إيصال المعلومة أو الشكوى إليك ؟ كيف سيتم الكشف عن الفساد والوصول إليك يُذَكِرَهُمْ بهيمنة وتسلط ضباط امن الوزارات في العهد البائد ؟ وحتى لو كنت مُخطئا في مساواة نفسي بك واعتذر لهذا الكفر والتجاوز .. فهل يستحق ذلك هذا الرد فعل من قبل آمر حمايتك ؟ من الذي خلق في نفوس أفراد حمايتك التصور بأنك تختلف عن بقية البشر أو فوق مستواهم وليس منهم ؟ عذرا سيدي فتصرف حمايتك الخالي من كل أشكال الاحترام جعلني افهم السبب الذي يقف وراء عدم الكشف عن اى حالة فساد في وزارات الدولة ولم يتم محاسبة مفسد واحد أو عرضه على القضاء طيلة ثمانية أعوام عدا وزير التجارة وكان المتهم معه المفتش العام للوزارة !وجعلني افهم أيضا إن منصب المفتش العام في العهد الجديد لا يختلف عن منصب ضابط امن الوزارة في العهد البائد !! أخيرا أقول لأخوتي حماية المفتش العام .. لازلت مصرا على إنني بشر والمفتش العام بشر أيضاً وهذا هو العراق الجديد حتى وان اختلفت الواجبات بين مواطنيه فالحقوق لن تختلف وكلنا سواء يوم الحساب !ولكل الإخوان العاملين في أفواج الحماية أقول .. إن المسئولين هم مواطنون من الشعب وواجبهم خدمتنا وعليكم حمايتهم ولكن ليس على حساب كرامتنا !!
https://telegram.me/buratha