قلم : سامي جواد كاظم
الاسلام دين الكمال وجزء من كماله تشريعاته التي ضمنت للبشرية حقوقهم ونظمت الواجبات عليهم ، وهنالك تشريع ضمن التشريعات الاسلامية هي احترام القوانين الوضعية التي لا تتعارض مع الثوابت الاسلامية والتي تنظم حياة البشرية مع التطور الحاصل ، بعض الدول الاسلامية يحكمهم طواغيت يشرعون قوانين تتضارب والثوابت الاسلامية مما يجعل المواطن في حيرة من امره باي القوانين يلتزم فالملتزم يلتزم بالتشريعات الاسلامية هذا اذا كان الطرف الاخر ملتزم والبعض يلجأ الى القوانين الوضعية بالرغم من ظلمها واجحافها .وبين هذا القانون وذاك التشريع ظهرت لنا تشريعات جديدة مشرعيها شيوخ العشائر الذين لا يفقهون من الدين شيء ، شيوخ العشائر هذه الظاهرة التي انحرفت عن غاياتها النبيلة الاصلية بسبب طاغية العراق المقبور الذي استخدمهم كادوات لتثبيت حكمه بل وشجع على الخلل الذي احدثوه نتيجة تخبطهم وعبثهم بالتشريعات الاسلامية ، وفي العراق حكايات عن الجلسات العشائرية يندى لها الجبين .عندما يقرر شيخ العشيرة ومن معه ( الفصل ) وفق قائمة تسمى (السونية او ماشابه ذلك ) فيها التسعيرة والتي كثيرا ما تتغير الارقام نتيجة حضور شيوخ ( فاعلين خير ) لتقليل مبلغ الفصل .بعض العشائر ولا ابالغ اذا قلت الاكثرية منهم اليوم في العراق وبعد السقوط قطعت شوطا طويلا من الاستهتار والمزايدات والابتزاز بحق كثير ممن يسوء حظه ويصطدم باحد ذوي هذه العشائر ، بل ان هنالك عوائل لا تعرف ماذا تعني العشيرة واذا ما شاء القدر ان تكون هنالك مشكلة بينهم وبين من يتربص للمشاكل العشائرية فتلك طامة كبرى ، بل وان الاتعس من ذلك ان القتل هو نصيب من يرفض الحكم العشائري .العشائر التي من المفروض ان تعبر عن توطيد العلاقة بين ابناء الرحم الواحد وتحث على التزاور والمساعدة فيما بينهم نجدها اليوم على عكس من ذلك فهل رايتم شيخ عشيرة لديه سجل بايتام عشيرته ويلتفت الى معاناتهم واحتياجاتهم ؟ فهل رايتم شيخ عشيرة يتابع اطفال عشيرته السائبين في الشوارع بين التسول والسرقة ودفع ( العربانة او بيع الاكياس البلاستيكية ويامكثرهم اليوم ) هؤلاء لا عشيرة لهم ؟ قد تعتقد للوهلة الاولى ذلك ولكن حاول ان تعترض احدهم وستاتيك رسل النذر لتعطيك (عطوة ) ومن ثم (الكعدة ) ،ولا اعلم اين كانت هذه المشايخ عندما تتسكع ابنائهم في الشوارع والاسواق ؟.هل سمعتم بحكايات العشائر في العراق هذ البعض منها ، سائق سيارة بين المحافظات ساعد زميله باعارته اطار سيارته الاحتياط حتى يوصله الى اقرب مصلح وشاء القدر ان تصطدم سيارة طالب المساعدة فاذا بعشيرته تطالب الذي ساعده بـ ( الفصل) لانه لو لم يعطيه اطار سيارته لبقيت سيارة ابنهم واقفة ولما تعرضت للاصطدام !!!!.الطلبة وما ادراكم ما حكايات الطلبة ، احد المدرسين راى احد طلبته ( يغفي ) بالدرس فقال له المدرس اذهب الى اهلك واجلب فراش حتى تنام ، فجاء شيخ العشيرة ليحدد موعد ( الكعدة ) مع المدرس الذي اهان ابنهم!!!!! ، سائق سيارة اثناء تصليحه اطار سيارته فتق سرواله من الخلف فضحكت احدى العجائز على هذا الموقف ولشدة ضحكها ماتت ، جاء شيخ عشيرتها ليحدد الكعدة مع سائق السيارة الذي تسبب بضحكها وموتها !!! ، اخواني هذه القصص حقيقية وهنالك الكثير من هذه الشاكلة .اخر الامر بقي ان تعلموا ان هنالك مشايخ او يقال عنهم مشايخ للايجار اذا ما اراد اي شخص لديه ( طلابة ) مع شخص اخر ولا عشيرة له او انه بحاجة الى شيخ عشيرة مستهتر يقوم بالاتفاق مع هؤلاء على الاتعاب ويستعين بهم وما عليه الا توفير مكان ( الكعدة ) واذا وفرها الشيخ المستأجَر عندها تكون الاتعاب اكثر .الى اين تنحدر ثقافتنا اذا ما بقيت واستفحلت هذه العادات السيئة او انحرفت عن غاياتها النبيلة الاصلية الاصيلة التي تعبر عن تلاحم ابناء الرحم فيما بينهم ؟
https://telegram.me/buratha