سعد البصري
تمر علينا هذه الأيام ذكريات وضعت بصمتها في التاريخ العراقي بشكل أو بأخر مما ساهمت في معرفة الغث والسمين بين من يريد أن يخدم العراق أرضا وشعبا وبين من يريد أن يضرب الشخصية العراقي ويبيع تراب هذا الوطن العزيز بثمن بخس ، بين الذي سقط كما تسقط الحجارة الصماء في أعماق المحيط حيث لا يعرف لها اثر ولا مكان وبين الذي يعلو ويسموا كلما ذكر اسمه وشع أكثر رغم كل الذين أرادوا أن يحجبوه . فيوم التاسع من نيسان يوم خالد وذكرى أزلية في قلوب ووجدان الشعب العراقي بكل مكوناته الشيعية منها والسنية والكردية والتركمانية وغيرها من المكونات العريقة عند الشعب العراقي بما يحمله من ذكرى ربما تكون أليمة عند البعض وسعيدة عند البعض الأخر ، فذكرى استشهاد السيد محمد باقر الصدر ذكرى أليمة على قلوب الشعب العراقي لما كان يمثله هذا الفيلسوف والمفكر الإسلامي من مصدر إشعاع فكري وحضاري خلاق ساهم في وضع العراقيين على العتبة الأولى في طريق الحرية ونبذ سياسة الظالمين في العصر الحديث . وسعيدة عند البعض الأخر كون هذا التاريخ يمثل انعطافة كبيرة جدا في تاريخ العراق ألا وهي سقوط الصنم البعثي الذي كان متسلطا على مقدرات الشعب العراقي وعمل بكل جد على تهميش وإقصاء مكونات مهمة جدا من مكونات الشعب العراقي . فشاءت إرادة الباري ( عز وجل ) أن يشاطر هذان الحدثان يوم واحد فاستشهاد السيد ( محمد باقر الصدر ) كان في الحقيقة ولادة لمرحلة جديدة عرف العراقيون فيها من يريد مصلحتهم العامة ممن يريد مصلحته الشخصية . وسقوط الطاغية صدام كان نهاية محتومة للظالم فسقطت بسقوط الصنم كل العروش الظالمة وكل معاني التسلط والتخويف التي رافقت العراقيون لأكثر من خمسة وثلاثين سنة ، ولكن كما يقولون ( على الباغي تدور الدوائر ) فانتصار الحق كان في يوم استشهاده وعودة الكرامة العراقية كان في ذكرى سلبها . وهنا تنطبق المقولة الشهيرة القائلة ( جولة الباطل ساعة وجولة الحق حتى قيام الساعة ) .
https://telegram.me/buratha