علاء التريج حقوقي ومستشار نفسي
عندما اكتب شئ سواء كان مقالا او غيره اعرضه على من حولي وهم على مستويات ثقافية مختلفة ثم استطلع رايهم من اجل معرفة وضوح الفكرة كي لا نقع فيما لا نريد, وعندما كتبنا مقال (( قصة الشيخ الوائلي المثيرة )) لم نجد من توهم انها تشير الى الشيخ الوائلي ( رحمه الله تعالى ) من قريب او بعيد, لكن في نفس الوقت كنت متوقعا ستكون هناك ردود افعال باعتبار ان هناك من سيمسه المقال. ارجو من الاخوة في موقع براثا ان يعيدوا نشر المقال السابق كي لا يكون هناك سوء فهم لدى من لم يطلع عليه.
ان القصة التي تقدمت في المقال كانت مقدمة لموضوع حساس, فلم يشكل احد على اصل المقال وذهب البعض الى القصة التي لو اطلع عليها ابسط انسان سيعلم ان الشيخ الوائلي الحقيقي لم يذكر فيها وانما هي قصة حقيقية حصلت بالفعل في محافظة البصرة, جعلناها مقدمة ليسهل على القارئ العزيز فهم المقصود. لكن احد الاخوة ذهب الى القصة لانه لم يستطع ان يطعن في المحتوى من الناحية العلمية ولا الشرعية, وبعد ان اثار اشكاله, رد عليه بعض الاخوة الواعين, قام بالاعتذار وافصح عن انه يشم رائحة تضر بمصلحة ما, وهذا يعني ان تشبثه بان المقصود في القصة كان واضحا بالنسبة له ولكنه اخذ يهمز ويلمز ليعكر الاجواء على القراء وهذا امر معيب, وتبعا لهذه الشبهة التي اثارها هذا الاخ وجدنا ان له بعض الانصار يستنكرون اقحام اسم الشيخ الوائلي ( رحمه الله ) في القصة, وهذا الاخ استند الى ان هناك من يقرأ وهناك من يتصفح, اقول ان كلام كهذا يكم الافواه, وعجبي ان الاخ لم يسمع بجعفر الكذاب وهو اخ لمعصوم وعم معصوم وابن معصوم مع ذلك لم يعتبر ذلك للمتصفح انه الامام جعفر الصادق ( ع ).
ان علماء المنطق يقولون ان توضيح الواضحات من اشكل المشكلات, فالقصة كانت واضحة جدا ( فاذا كان الشئ واضح لا يمكن توضيحه بل ستتجه الى تعقيده اذا ما فعلت ذلك ), اما سبب تسمية الناس لذلك الرجل البصري بهذا الاسم ففي تصوري ان العالم الشيعي خصوصا العربي منه كان يعرف اسماء معينة وهي التي كانت تتصدى للطواغيت وبرزوا على المستوى العلمي وكل حسب موقعه, فكان ال الحكيم والامام السيد محسن الحكيم ( رض ) يعرفه العراق بكل طوائفه وطبقاته الاجتماعية, بان هذه العائلة هم من اهل العلم والفقه والشجاعة والتضحية و و... وكان الشيخ عبدالزهرة الكعبي ( رحمه الله ) قارئ المقتل, وكذلك السيد جاسم الطويرجاوي ( اطال الله بعمره الشريف ) بناعي اهل البيت ( ع ), والشيخ الوائلي ( رحمه الله ) صاحب المنبر, ان هذه الاسماء عندما تذكر يتبادر الى الذهن تلك المعاني وعندما تذكر تلك المعاني يتبادر الى الذهن تلك الاسماء. قد يحاول المتصيدين في الماء العكر ان يثير اسماء هنا او هناك من اجل اثارة البعض, اقول ان الناس كانت تعرف هذه الاسماء بهذه العناوين. على اية حال فتسمية ذلك الرجل قد تكون لشبه في صوته او ابداعه او بيانه او ما شاكل, فهذه ليست وظيفتي ان ابحث عن سبب اللقب لذلك الرجل.
اما حقيقة الانتقاد للمقال ولموقع براثا الموقر, فاعتقد انه نابع من تخوف واضح لان هذا الموقع لا يداهن واثبت الشجاعة في التصدي لكثير من القضايا التي يخاف الاخرون اثارتها, ان احد شواهدنا في المقال ( حلاقة الذقن وعلاقة الحكومة ) وهذا الموضوع اول من تصدى له هو هذا الموقع وعن لسان سماحة الشيخ ابو ميثم الصغير ( حفظه الله تعالى ).
عندما لا يجد احدهم حجة لرد ما يكتب او يقال يذهب مباشرة الى التهم الجاهزة على قاعدة ( من لم يكن معي فهو ضدي ), اعجب لمن لا يتحرك للاوامر والنواهي الالهية التي تم التعدي عليها جهارا نهارا, ويبرز للدفع بالباطل عن احزاب انتم سميتموها وابائكم, انه عرق الجاهلية مازال ينبض, مع اننا لم نذكر اسما معينا مراعاة للمصلحة العامة!!! لكنهم يحسبون كل صيحة عليهم!!!
اما حقيقة المقال فهي من باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بسبب ما وصلت اليه الحركة الاسلامية في العراق وهو تحليل من المنطق العلمي فكان ينبغي عليهم ان يواجهوا بنفس الطريقة. كما اعتقد ان احد الاسباب التي دعت هؤلاء للرد بهذه الطريقة انما هي من اجل التصويب على اهداف وهمية لحرفنا عن هدفنا الحقيقي والدخول في سجالات لا طائل منها. في زمن المعارضة كانوا يرسلون الينا تهديدات يعف اللسان عن ذكرها فلم يفلحوا, وبعد ان اختطفوا السلطة تم تهديدنا ايضا, نعم نفذوا بعض تلك التهديدات لكنها زادتنا اصرارا والعاقبة للمتقين وعند الله ستجتمع الخصوم.
https://telegram.me/buratha