المقالات

قراءة في المشهد الليبي

974 18:51:00 2011-04-09

عبد الكريم ابراهيم

يزداد المشهد الليبي يوما بعد يوم ضبابية ،لعدم حسم الموقف هناك والابقاء على حالة الكروالفر بين كتائب القذافي والمعارضة ،ولعل تأخير تقديم الدعم للاخيرة من قبل الجهات الراغبة باسقاط النظام الليبي ،وهو من الاسباب الرئيسية في حالة التأرجح هذه ،حيث لمس اغلب المحللين السياسيين والعسكريين تردد وخجل امريكي واضحين في عدم خوض معركة جديد بعد عقدة افغانستان والعراق ،وزاد الامر سوءا ضبابية طبيعة ونوايا المعارضة الليبية الجديدة التي يتهمها القذافي في كل مرة بأنها امتداد للقاعدة والتطرف ،ماحدى بالولايات المتحدة الامريكية ان تتعامل بحذر مع هكذا قضية . الخجل الامريكي المبرر من قبل قادتها ،دفع بحلفائها الاوربيون الى التحرك في قيادة حلف الناتو وتوجيه ضربات جوية دون التدخل البري ،وكان هذا ايضا مطلب المعارضة الليبية التي تريد الابتعاد عن شبح الحرب الاهلية التي يزيد من سعيرها اي تدخل عسكري بري ويحفز الخلايا النائمة على الاستقاظ من مخابئها .الامر الملفت للنظر هو دخول فرنسا في هذا الصراع كلاعب قوي ،بل (داينمو ) للعمليات العسكرية ،وهي خطوة مهمة في السياسة الفرنسية الخارجية للخروج من التبعية الامريكية التي جعلتها جندي في الجيش الامريكي ،ماعليه سوى تنفيذ الاوامر بكل اخلاص وطاعة .الضربات العسكرية لحلف الناتو حجمت قدرة كتائب القذافي بحوالي 30% حسب قادة العمليات هناك ،ومع كل هذه الضربات فان القوة العسكرية مازالت تميل لصالح القذافي ، حيث استطاعت اسعادت بعض المناطق التي فقدتها،لعدم عدم وجود قيادة موحدة للمعارضة وتنوعها ؛جعل الغرب لايستعجل للاعتراف بها كممثل شرعي للشعب الليبي ماعدا فرنسا . اما على الصعيد العربي ،هناك اصرار على اسقاط نظام القذافي من قبل جميع الدول العربية ، موقف بعض هذه الدول ناجم عن دعم حركات التحرر للشعوب العربية،ومؤازرة حالات التغيير التي تعصف في المنطقة ، في حين موقف الدول الخليجية كان اكثر وصولية ،من خلال عقد شبه مقايضة ،غض النظر الدول الكبرى عما يجري في البحرين ،مقابل دعم لاي تحرك عسكري ضد نظام القذافي ،بل وصل الامر ان بعض الدول الخليجية اشتركت في الضربات الجوية .من خلال الموقفين العربي والدولي واصرار القذافي على البقاء على كرسي الحكم او التوريث احد ابنائه ،تبدو فرصة القذافي في الحصول على ملجأ يقضي فيه اخر ايامه ،بات صعبا ، في ظل الاتهامات لنظامه من انتهاكات لحقوق الانسان وضرب المدنيين ،فضلاعن قضايا سابقة في دعم الاهاب يمكن ان تفتح من جديد وبالتالي مصير القذافي في النهاية هو الحصول على محاكمة دولية عادلة.ان عدم حسم الموقف لكلا الطرفين ( القذافي والمعارضة ) جعل الامور تسير اتجاه الاطالة وحرب الاستنزاف،و خصوصا ان المعارضة الليبية لاتملك القدرة العسكرية وتراهن على حدوث انشقاقات في القوات المؤيدة للقذافي وقدرة حلف الناتو على اضعاف قوة كتائب القذافي التي تتحاشى الدخول في معركة برية ،ومع هذا يبدو اسقاط نظام القذافي مسألة وقت ليس الا ؛ لان كل مؤشرات تصب في هذا المنحى وخصوصا بعد ان اصبح النظام الليبي غير مرحب به في المنطقة والعالم ، والتغيير اصبح ضروري لحماية الدول الغربية وبالاخص الاوربية التي تريد الاستقرار لمنطقة البحر الابيض المتوسط .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك