المقالات

نظرة معاصرة لقضاء امير المؤمنين عليه السلام

1060 06:01:00 2011-04-10

قلم : سامي جواد كاظم

ان دراسة تاريخ اهل البيت عليهم السلام بكل جوانبه يحتم علينا ان تكون الدراسة بطريقة اكاديمية حديثة نظهر العلاقة بين تاريخ الائمة عليهم السلام وحياتنا المعاصرة مع الحفاظ على ثوابت النص ، والامام علي عليه السلام صاحب مقولة سلوني قبل ان تفقدوني له كثير من الروايات والحكم التي عند البحث عن ابعادها نجد فيها الكثير من الالتفاتات التي هي من صميم واقعنا اليوم .توقفت عند رواية لامير المؤمنين عليه السلام تظهر قضاؤه وعدله ووجدت فيها خفايا جدا رائعة وها انذا اكتب الرواية وتعليقنا عليها بشكل اكاديمي .الرواية حدثت في اليمن بخصوص قوم وقفوا على زبية سقط فيها اسد فهوى احدهم في الزبية فتعلق بالاخر والاخر تعلق بالاخر والاخر تعلق بالاخر فسقطوا وافترسهم الاسد ، فاختصم اولياؤهم فقضى بينهم عليه السلام ان الاول فريسة الاسد وعليه ثلث الدية للثاني والثاني عليه ثلثي الدية للثالث والثالث عليه الدية كاملة للرابع وليس على الرابع دية ، فاختلفوا اولياء القوم فيما حكم بينهم امير المؤمنين عليه السلام فاتوا رسول الله (ص) وذكروا ما قضى بينهم امير المؤمنين عليه السلام فيه فقال ( ص ): القضاء ما قضى فيه بينكم ....انتهىهذه الرواية فيها عدة نكات منها مثلا يتضح من خلال تقسيم الدية ان الثلاثة الاوائل تقاسموا الدية ودفعوها الى الرابع ولم يقل امير المؤمنين عليه السلام بان على الثلاثة تقاسم الدية بان يتحمل كل واحد منهم ثلث الدية ودفعها للرابع بل قال الاول يدفع ثلث الدية للثاني وهكذا الثاني للثالث والثالث للرابع ، والمغزى من ذلك بانه لو قسمت بينهم فقد يمتنع احدهم ويشرط الاخر بعدم دفع الدية لان الذي قبله لم يدفع له وهذا غير جائز فالثالث ملزم بدفع الدية كاملة وهو عليه ان يطالب الثاني والثاني كذلك يدفع ثلثي الدية ومن ثم يطالب الاول ، هذا اولا وثانيا قد يكون هنالك عيوب او عوق لدى بعضهم فعندها ديته تختلف عن غير المعوق فلهذا يكون ولي كل شخص مسؤول عن ما بذمته اتجاه الاخر وحسب الشروط ، وثالثا ان الشارع الاسلامي شرع الدية تجنبا لحكم الاعدام في حال كون الجريمة وقعت عن غير عمد او لاول مرة مع موافقة ولي المقتول في حال التعمد .اليوم كثيرا ما تحدث حالات تصادم السيارات بطريقة تشبه حادثة الرواية حيث تصطدم اكثر من سيارة بعضها مع البعض والقانون الوضعي ينص على تجريم الصادم من الخلف فاذا اصطدمت اربع سيارات يكون صاحب السيارة الثانية هو من يصلح السيارة الاولى والثالثة يصلح الثانية والرابعة يصلح الثالثة ولا يجوز الزام صاحب السيارة الرابعة بتصليح السيارة الاولى بدلا من الثالثة لان اختلاف الاضرار ونوعية السيارات واجور التصليح قد توقع الغبن باحدهم ، اما اذا يعلم الجميع حجم الاضرار ومبلغ التصليح ويتفقون فيما بينهم فهذا مبحث اخر الا ان الصحيح هو تحمل كل شخص مقدار جرمه لصاحب الحق .وهذا من ذاك فهي الوجه المعاصر لرواية القضاء لامير المؤمنين عليه السلام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك