خضير العواد
أن الثورات العارمة التي هزت الوطن العربي من أقصاه الى أقصاه , أعطت للعالم الصورة الحقيقة للشعوب العربية المحبة للحرية والحياة الكريمة ورفض التبعية , وهذا ظهر جلياً من خلال كل شعارات التي رفعت في جميع الثورات فكانت عاملاً مشتركاً بينها , وقد كانت هذه الثورات عفوية بسبب التراكمات لسنوات طويلة من الظلم والتهميش وسيطرة العائلة الواحدة على كل مقدرات الشعب فلم يستمر صبر الشعوب فتفجر الوضع وأنكسر حاجز الخوف وخرجت الجموع للشوارع , ولكن الاهداف التي خرجت من أجلها الشعوب لم تحققها بل الذي حصل هو تغير الوجوه والأسماء , فهذه تونس ذهب زين العابدين وبقى نظامه القمعي مستمر في إضطهاده للشعب التونسي وهذه مصر مستمرة في المطالبة بتغير رموز النظام ولكن ألأستجابة من المجلس العسكري بطيئة جداً وفي أكثر الاحيان يحاول في تسويف طلبات الشباب الثوري ولكن الجماهير مستمرة في المطالبة بالتغيرات وهذا يعطيك الأمل بوصول الثورة المصرية الى النتائج المرجوة , وأما الثورة اليمنية فأن الغرب ودول الخليج كان لهم الوقت الكافي للسيطرة على الوضع هناك وعدم ترك حكومة صالح تنهار بشكل مفاجئ مع عدم وجود البديل الذي يحصل على موافقتها بسبب الوضع الأستراتيجي لليمن مما جعل علي عبد الله صالح يقاوم في قصره بالرغم من كل الأستقالات التي أضعفت حكومته ولكنه مستمر بالسيطرة على البلاد والعباد والعالم يضع يده على عينيه كأنه لايرى الجرائم التي يرتكبها النظام والإعلام لايعطي الوقت الكافي لتغطية الاحداث في اليمن , وأما ليبيا فالدول الكبرى مختلفة حولها بسبب ما تحمله من نفط وخيرات, والدول التي تدعي الديمقراطية لاتعتني بالقتل والتدمير والمدن المحاصرة ولم تفكر ولو للحظة في إنقاذ الشعب الليبي الجريح وحتى القرار الأممي تستخدمه حسب مصالحها , وأما البحرين فثورتها لم تختلف عن بقية الثورات فالظلم واحد والتهميش أكثر والقسوة أشد وأغلب الشعب خرج الى الشوارع بصدور مفتوحة وليس لها واقي إلا الله , فهاجمتها القوات السعودية الغازية بالأضافة للقوات البحرينية فقتلوا ودمروا وأعتقلوا الشباب والنساء والشيوخ والعالم أيضاً يضع يده على عينيه لكي لايرى ما يجري بالبحرين وشعبه ولكن الحالة هنا تختلف كثيراً لأن الشعوب العربية تدعم المجرمين من الحكومتين لقتل شعب البحرين الاعزل بحجة إن الثائر شيعي المذهب فحولت الحكومات الظالمة الثورة الى حدث طائفي و أنطلت اللعبة على الشعوب العربية واصبحوا ظُلام كما هي حكوماتهم في المسئلة البحرينية ألم يقل رسول الله (ص) ( من أحب عمل قوم ٍ أشركهم فيه ) , والعجب كل العجب لهذه الشعوب وهي ترى بأم عينها كيف هي الحكومات السنية تقتل شعوبها السنية المطالبة للحقوقها المشروعة إن كان في تونس أو ليبيا أو اليمن وحتى الشعب الفلسطيني من هو الذي يحاصره ويقتله في الانفاق ؟؟ وكل هذه الحكومات تعطي التهم لشعوبها الثائرة كالقاعدة والتحشيش في ليبيا والخروج على القانون في تونس والمدعومين من إسرائيل في اليمن وإعطاء اللباس الطائفي للثورة في البحرين, فالحكومات العربية لا تعترف بالمذاهب المهم لديها هو الحفاظ على الكراسي والسيطرة على الشعوب والخيرات وكل من يقف امام أهدافها يضرب مهما كان , بل إنها تستعمل ورقة المذهبية عندما تحتاج إليها , فكفى نوماً أيها الشعوب العربية فقطار التحضر بالعالم قد ذهب عنا مسرعاً ونحن بعدنا لعبة بيد الحكومات ومخططاتها الهادفة الى الإستمرار بالسلطة فدعوا الإختلاف المذهبي جانباً وألتفوا حول إنسانيتكم وحقوقها عليكم عندها ستصبحون يداً واحدة بوجه الحكومات الظالمة قاطبةً وتنالون ما تصبون أليه من غايات و أهداف.
https://telegram.me/buratha