علي الخياط
ليس للشرطي أن يكون إرهابيا تسلطيا يؤذي الناس في الشارع ,رجل المرور والشرطي ورجل الأمن الذي عليه تقع مهمة حماية الامن الوطني وتأمين حياة الناس.
كنت أشاهد العديد من الأمنيين في العهد السابق, وهم يضعون مسدساتهم على الجنب ,ويتباهون بها حين يمرون في الأماكن العامة وفي مناطق السكن التي تشهد زحمة من المواطنين البسطاء,هكذا كانت الصورة في السابق ,ولم نكن نتمنى أن تتكرر أبدا لأن في ذلك أذى يلحق بالمواطنين ويحول حياتهم الى الى جحيم .
بالأمس مارس رجال شرطة المرور في قاطع الكاظمية إرهابا منظما مع أحد أهم الإعلاميين في البلاد ,ومن المعروف عنه مساندته للتغيير ونصرة الشعب ووجوده ومستقبله,فقد سحبوه قهرا وزميلا له الى قاطع المرور في محيط الكاظمية,ووصل الأمر بعميد مرور أن يهدده بالشحط أي السحل في الشارع وطالبه بأخذ التحية له.بينما يهدد رجل مرور زميله بإستخدام العصا الكهربائية ويقول له لو أن الأمربيدي لفعلت ذلك ,بينما يتوعد عميد المرور بقوله ( لو جاء الله لاأفرج عنكم) وهو تجاوز على الذات الإلهية. ولولا تدخل مسؤولين في الدولة لكانوا قد ألبسوا صاحبنا تهمة مروعة, لكن اللطف الإلهي قد أنقذه من بين أيديهم.
يجدر بالسادة المسؤولين عن سلوك عناصر الشرطة والمرور في الميدان التأكيد على الممارسة الحضارية ,وإحترام عامة الناس.هذا الحادث تعرض له الزميل هادي جلو مرعي رئيس مرصد الحريات الصحفية, والذي وصف لي ممارسات غريبة لم أكن لأصدق بها لو لم تكن صادرة منه وهو محل ثقة بالنسبة لي ولكل الإعلاميين في العراق وسواهم من المسؤولين والنواب والقيادات السياسية في البلاد,وللأسف فقد لاحظت ممارسات قاسية من خلال حراكي العادي وتنقلي في شوارع العاصمة بغداد ,ممارسات تؤكد إن البعض يتعمد إهانة وإذلال الناس ,ويقول زميلي هادي ,لم أكن قلقا كثيرا لأني أعرف أن صحفيين ومسؤولين سيتدخلون ويطلقون سراحي,لكني متألم لحال العامة من أصحاب السيارات الذين يقفون في طوابير تشبه تلك التي تقفها أسر السجناء عند مواجهتهم لأبنائهم,وهولاء المساكين يتعرضون لإبتزاز مالي وإهانات وحجز لسياراتهم وربما حالات إفتراء للأسف ,وإتهامهم بتهم باطلة.حتى وصل الأمر برجل مرور أن يقول ,إنه يكسّر عصا كهربائية كل يوم على سائق كوستر,أو كيا!!!
فهل يعقل ذلك ,ونحن في عراق التغيير الذي نريد له أن يكون واقعا ومستقبلا ,ونكسب ثقة العامة من أجل ديمومته؟ وإذن لابد من وقفة حقيقية لمراجعة أداء جهاز المرور من الناحية الأخلاقية ,وليس فقط المهنية.
https://telegram.me/buratha