المقالات

ورقة تمديد البقاء/ لنخيّر امريكا بين "االعراق" او مملكة الارهاب السعودية!

1185 13:42:00 2011-04-10

اسعد راشد

الامريكيون يتهافتون اليوم على العراق زرافات زرافات ‘ واحد بعد الاخر واتصالاتهم مع المسؤلين العراقيين مستمرة ولم يكن اخرها مهاتفة بايدن نائب الرئيس الامريكي للسيد المالكي ‘ والهدف هو كما يشاع الضغط من اجل "التمديد لبقاء القوات الامريكية" في العراق ‘ هذا التمديد الذي يصر عليه البيت الابيض ويمارس اقصى ما يمكن من الضغوط لاجبار القادة العراقيين على القبول بمبدا "التمديد" الذي يرفضه عدد كبير من العراقيين وخاصة المكون الرئيسي الذي في الوقت الذي لا ينسى فيه "الفضل" في اسقاط النظام البعثي ودور الامريكيين في ازاحة كابوس البعث عن صدورهم فان ذلك لا يعني ان هناك ثمة نقاط يجب ان لا يتم وضعها على الحروف او ان لا نطالب بما هو علينا وبما هو على الامريكان الالتزام به خاصة فيما يخص امرين مهمين :

الاول : الوضع والشأن العرقي الداخليين ودور المكون الاساسي والرئيسي في ادارة العملية السياسية في العراق خاصة مع ظهور كل القرائن التي تشير الى استحالة تجاوز هذا المكون وان بامكان هذا المكون ان يقلب الوضع رأسا على عقب وما خروج المئات الالاف من هذا المكون ـ ونقصد هنا هم اتباع اهل البيت (ع) ـ في مسيرات يوم الخلاص من صدام المقبور ونظامه العنصري الطائفي الا دليل على مدى قوة وتماسك هذا المكون ووجوده الحي والبارز في المشهد السياسي العراقي .

الثاني: الوضع الاقليمي ودور الانظمة الديكتاتورية والمستبدة والتي وضعت يدها في يد ارهاب القاعدة والسلفيين والتنظيمات المتطرفة التي مازالت مستمرة في دعم عمليات القتل والتفجير و الاغتيالات والارهاب ضد الاغلبية من الشعب العراقي وقد طالت اعمالهم الارهابية حتى اهلنا السنة في الانبار والموصل وكل العراق وهذا يعني انهم يستهدفون كل من لا يسير ضمن مخططهم التاَمري الشيطاني .. ويأتي دور مملكة الارهاب السعودية في ذلك المخطط ودعمها للارهاب واستقرار المنطقة على رأس القضايا التي يجب على القادة العراقيين ان يضعوها في اولياتهم في اي عملية مقايضة او تفويض لتمديد بقاء القوات الامريكية في العراق ..

نحن نعلم ان العراق وموقعه الجيوسياسي وما يملكه من ثروات ومخزون نفطي ضخم يدفع الامريكيين بان لا يضحوا به من اجل حفنة من الطغاة في المنطقة او انهم يتجاهلوا ما يريده العراقيون من الادارة الامريكية .. العراق بلد مهم واستراتيجي واهميته تفوق مملكة الارهاب السعودية ‘ هذه الاخيرة قد فقدت في العقد الاخير كل اهميتها وحتى دورها السياسي وحتى امريكا اغلقت قواعدها فيها وسحبت كل قواتها من تلك الاراضي‘ ولا تملك ـ السعودية ـ الا ورقة واحدة وهي مازالت تلعب بها وهي "الارهاب" والقاعدة والتنظيمات المتطرفة هذه الورقة اصبحت تؤرق الجميع والامريكان انفسهم يعلمون ان رموز البغي والارهاب والفساد في تلك المملكة البغيضة يشكلون الخطر على السلم العالمي وان دورهم السلبي والتخريبي في كثير من الدول عبر دعم الارهاب والتطرف غدى مكشوفا وان المال و مخزون الثروة الهائل الذي بايدهم هو الذي يشجعهم للاستمرار في تلك الاعمال الدنيئة و تنفيذ ذلك المخطط الذي للاسف مازال الامريكيون عاجزين عن ليس فقط فعل شيء في وقفه بل حتى القيام بدور الضغط على حليفهم الاخر في المنطقة والذي لا يهمه مصالح امريكا وهي اسرائيل التي تلعب دورا تحريضيا ومزدوجا لا يخدم الا الارهاب الديني الوهابي ويضر بمصالح الشعوب التواقة للحرية والديمقراطية والسلام والتعايش مع الجميع بما فيه التواجد الامريكي الذي لا اعتقد هناك من يرفض التعامل معه بعقلانية فيما لو تخلت واشنطن عن دعمها للطغاة في المنطقة وتولي ظهرها لاسرائيل التي لا فائدة ترجى منها سوى المشاكل والازمات ..الجميع اصبح يدرك اليوم ان "مملكة الارهاب السعودية غدت اليوم في موقف اضعف من الضعيف خاصة بعد سقوط حلفائها "الاقوياء" في المنطقة على شاكلة نظام مبارك وزين الهاربين بن علي وما هو على وشك السقوط وهو عبد الله صالح الذي مازال السعوديون يدعمونه ويحاولون بشتى الطرق عدم خسارة اليمن والتدخل لضمان النظام الذي قد يتشكل غدا على حطام نظام علي عبدالله ان يكون مواليا لهم وعميلا لمخططاتهم ..ومن هنا ايضا تدخلوا في البحرين عسكريا وغزوها ووضعوها تحت الاحتلال المباشر رغم التحذيرات من ذلك ورغم ان الرسالة التي وجهتها في حينها هيليري كينتون وزيرة الخارجية الامريكية لدول المجلس الخليجي حيث قالت لهم ان "المسار الذي اختاروه هو خاطئ" كانت واضحة وتحذيرية وهي تحمل ابعاد مستقبلية وقد فسر ذلك التصريح عدد من المراقبين والمحللين بـ"الورطة" التي سقطت فيها السعودية وحلفائها في الغزو رغم ما قيل عن الضوء الاخضر الذي اعطاه االبيت الابيض لعملية الغزو الا ان البعض ايضا لم يستبعد المقاربة واوجه الشبه بين هذا وبين ما قالت في حينه يوم السفيرة الامريكية في بغداد لصدام في حديث خاص اعتبره الاخير ضوءا اخضرا لغزو الكويت ! .. مع كل ذلك فان العنجهية ركبت رؤوس الوهابيين وحلفائهم وغزو البلد الصغير وبطشوا بشعبه المسالم وحولو البحرين الى "جزيرة رعب" كما قال احد المحللين في الـ"بي بي سي"..

العراق لا يمكن باي شكل من الاشكال ان يتخلى عنه الامريكيون وهم غير مستعدين ان يقاضوا به مع بلد اخر كمملكة الارهاب السعودية وذلك لتك العوامل التي ذكرها خاصة وان الرقم الاصعب في المعادلة العراقية هي الاغلبية الشيعية التي من دونها لا تستطيع ان تمرر امريكا ورقة تمديد لبقاء قواتها في العراق خاصة مع بروز قوي لتيارات عراقية منظمة اعادت تنظيم صفوفها وتحالفاتها والهيكلية التنظيمية والسياسية وحتى العسكرية لكياناتها وهي عصية اليوم على الضرب ويحسب لها الف حساب في اي مغامرة لتجاوز دورها وهنا نقصد بالتحديد التيار الصدري والتيار المجلسي اللذان اصبحت نقاط الالتقاء والتوافق تجمعها اكثر من نقاط التقاطع وهما في موقع اكثر قبولا شعبيا وتأثيرا في الساحة وطبعا دون ان ننكر لبقية التيارات والاحزاب ولا ننكر ايضا دور تحالف دولة القانون ..

اذن قضية التمديد لبقاء القوات الامريكية امر يجب ان يخضع لمعادلتين مهمتين ‘ المعادلة الداخلية والمعادلة الاقليمية ‘ اولا ان يبتعد الامريكيون عن الشأن الداخلي العراقي ولا يجعلوا انفسهم طرفا في المعادلة الداخلية ..ثانيا‘ يجب ان يعلم القادة العراقيون وخاصة دولة رئيس الوزراء ان الامريكيين هم اليوم في امس الحاجة للعراق وانهم بدون العراق القوي العارف والمدرك لدوره في المنطقة لا يستطيعون ان يفعلوا شيئا ولذلك يجب ان يقايضوا الامريكان بين البقاء في العراق او الخروج منها على المعادلة التي ذكرنها وهي ان تسحب يدها من الشان الداخلي وان ترفع الغطاء عن النظام السعودي وتمارس عليه فورا ودون تاخير وقبل التوقيع على اي ورقة لتمديد بقاء قواتها ضغوطا اي على مملكة الارهاب السعودية بسحب قواتها من البحرين والكف عن اللعب بورقة الطائفية والتطرف الوهابي ..هنا نربأ باخوتنا في التيار الصدري الكرام والمجلس الاسلامي الاعلى ان يضغطوا في هذا الاتجاه وخاصة في موضوع سحب القوات السعودية فورا من البحرين ودون ابطاء وتاخير لان الامر يتعلق بمصير الطائفة باكملها بل ومصيرحتى انفسنا في العراق ان لم نكن على مستوى التحدي خاصة وان الجميع يدرك ان العراق اليوم ليس كما كان قبل سقوط صدام المقبور وان اي كلمة يقولها العراقيون الشرفاء للامريكان وباصرار ومن موقع القوي والناصح ايضا سوف يكون لها مفعول مباشر وتأثيرمهم ‘ نريد انقاذ المظلومين في البحرين ونريد قطع يد الارهاب السعودي عن العراق وهذا لا يتاتى الا من خلال الورقة التي بايدينا وهي ورقة التخيير للامريكان بين العراق عراق الاحرارو الديمقراطية والسلام وبين مملكة الارهاب السعودية مملكة التطرف والقاعدة والتكفير والذبح و11 سبتمبر! ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مغترب
2011-04-11
يا ليت حكومتنا تفهم ما كتبت يا استاذ اسعد قبل فوات الآوان الكرة الآن في الملعب العراقي ويجب استغلالها فالسياسة فن الممكن والعراق بيده اقوى ورقة ضغط عرفها العراق منذ سقوط الصنم....
زيــــــد مغير
2011-04-10
أخي أسعد : من هو المستفيد من بقاء القوات الأمريكية في العراق ؟ ومن هو الخاسر ؟ بالنسبة للتدخل السعودي والعربي في العراق واضح , أجمل ما جاء في مقالك الجميل هو الأسطر الأربعة الأخيرة ..ولكن اريد تبرير عن اطلاق سراح المجرمين العرب وإعادتهم الى السعودية بمكرمة موفق الربيعي , وتبرير عن أعدام عراقيين في السعودية دون أن يحرك العراق ساكن . مشكلتنا نحن العراقيين وأننا لم نضع يد بيد وما دمنا متفرقين فويلات وويلات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك