بيان منظمة حقوق الانسان في العراق / هولندا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين .
قال الله في محكم كتابه الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ ألآ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لايُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ
صدق الله العلي العظيم
في ذكرى استشهاد فيلسوف العصر آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر واخته العلوية العالمة آمنة بنت الهدى نرفع أحر آيات التعازي والمواساة لمقام صاحب العصر والزمان عج والى مراجعنا العظام والى المؤمنين والمؤمنات في كل مكان واليكم جميعآ سيداتي وسادتي الحضور ...أصحاب السماحة والسيادة ...السلام عليكم جميعآ ورحمة الله وبركاته
في حياة الشعوب رجال تعجز الكلمات عن وصف عظمتهم وشجاعتهم مما يجعلهم احياء وان كانوا اموات لانهم اروع من الكلمات واشجع من الطواغيت الذين يرتعدون خوفا من مجرد ذكر اسماء هؤلاء الرجال الشجعان ...أيها الأحبة كلنا نشعر بالخجل حينما نعرف بان من يضحي من اجل المبادئ والعقيدة هم من خيرة العلماء ... هذه الكلمات تعود الى الاديب الفرنسي اندريه مالرو ...لقد وجدت فيها صورة حية لتكريم الرجال الشجعان الذين يرفعون شموع الحرية حينما يحاول الطغاة حجب الانوار وتحويل النهار الى ظلام دامس لكي تتمكن الاقدام الهمجية من تدنيس الطرقات وتحويل الارض الى مستنقع تنمو فيه الافكار الظلامية افكار البعث الكافر الذي اراد ان يجعل من العراق مزرعة للمنبوذين وللقتلة وللحاقدين على ال البيت الطاهرين .. لقد حاول البعث الكافر ان يوهم الناس بان فكره الخبيث ينبع من حضارة العرب ومن تراثهم وقد سخر لذلك كل طاقات العراق وثرواته لنشر الخوف وزرع الرعب وتحويل الانسان العراقي الى مجرد جسد لاحراك فيه لكي يضخ اليه السموم والحقد على كل ماهو اصيل ...
انها نفس الوحوش التي افترست بالامس عائلة النبوة الطاهرة وكبلت نساء واطفال ال البيت الاطهار بالقيود والاصفاد واجبرتها على السير اياما طوال من العراق الى الشام ...
انها نفس الوحوش التي ارادت طمس الحقيقة وكتابة التاريخ على أهواءها وتشويه التراث العربي الاسلامي لتبرير حملاتها الدموية ضد اتباع ال البيت الاطهار... وانه بالتأكيد تراكما تاريخيا من الحقد الاعمى تعود جذوره الى ابي سفيان وشجرته الخبيثة
في هذا الظلام الدامس وفي هذا الطريق المزروع بالخوف والرعب والحقد وقف الشهيد اية الله العظمى محمد باقر الصدر قدس الله سره بوجه الطغاة البعثيين وهو يحمل رسالة الحسين عليه السلام ليكون امتدادا لثورة الامام الحسين وهذا ما جعل الطغاة البعثيين عاجزين عن مواجهته رغم ماكان تحت تصرفهم من جيوش وماكنة قتل جماعي ...كان البعثيون الجبناء يرتعدون خوفا من هذا القائد الشجاع الذي واجه الموت وقلبه مفعما بالايمان وبرسالة ال البيت الاطهار ... لم يكن محمد باقر الصدر انسانا عاديا بل كان مدرسة في العلم والشجاعة والرجولة ... كان رحمه الله شجاعآ يحمل مشاعل الحرية بوجه الطغاة الكفرة من البعثيين ومن تعاون معهم في الداخل وفي الخارج ...لقد كان البعثيون الكفرة يعتقدون بان اعدام الشهيد محمد باقر الصدر سيضمن لهم الامان والبقاء ... ولكن الذي حدث هو تماما العكس حيث بدا العد التنازلي لسقوط النظام البعثي الدموي الطائفي منذ اللحظة التي اقدم فيها الطاغية على اعدام الشهيد الصدر يوم التاسع من نيسان 1980. لقد شاءت ارادة الله سبحانه وتعالى ان يسقط النظام البعثي الفاشي في نفس التاريخ .. 4.9. 2003 . حينما اقدم نظام العفالقة على ارتكاب جريمتهم الشنيعة وقد اجمع الكثير من المحللين السياسيين في اوروبا وفي الولايات المتحدة الامريكية على ان ايام النظام الدموي اصبحت معدودة وانه حفر قبره بيده وان المسالة مسالة وقت لا اكثر وسيسقط في مزبلة التاريخ ...وركز هؤلاء المحللون على نقطة مهمة وهي ان اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر يعتبر من اهم علماء الدين في العراق بشكل خاص وفي العالم الاسلامي بشكل عام لانه يعتبر من اشهر رموز محاربة الظلم والاستبداد وان جريمة اعدامه سوف تغير الخارطة السياسية في المنطقة وفي العالم .. لم تكن توقعات المحللين مجرد ارهاصات فكرية ولكنها كانت ترتكز على الكثير من المعطيات والحقائق ... فالشهيد الصدر يعتبر شخصية عالمية اذ انتشر فكره في ارجاء المعمورة ...ويندر ان تلتقي بمثقف في البلاد العربية والاسلامية وهو يجهل اسم محمد باقر الصدر ... لقد تجلت عبقرية فيلسوف العصر آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر في العلوم والسياسة والدين والاقتصاد وان مؤلفات وفكر الرجل مازالت شاهد حي لذلك العطاء الزاخر من علوم أهل البيت... ان من يقرا كتاب اقتصادنا بهدوء سوف يكتشف سعة معلومات الشهيد الصدر وعمق معرفته للفكر الاقتصادي وآليات علم الاقتصاد وقوانينه وهي مسائل لايمكن مناقشتها بعمق الا من قبل الاكادميين المتخصصين والمتميزين في بحوثهم ... وهذا ما قاله عن الشهيد الصدر الفيلسوف الفرنسي المشهور روجيه كارودي الذي اعتنق الاسلام... خصوصآ لو عرفنا ان البروفسور روجيه كارودي متخصصا في الفلسفة وهو يحمل شهادة الدكتورا في هذا الميدان .. كما انه ملم الماما جيدا بالاقتصاد حيث كان وحتى بداية السبعينيات من القرن العشرين سكرتيرا عاما للحزب الشيوعي الفرنسي قبل ان ينفصل منه بسبب التطور النوعي الذي حدث في فكره ونقده للفلسفة الماركسية بعد تاثره بالاسلام .. وكان حينما يتحدث عن الشهيد الصدر يقول ان ما كتبه اية الله العظمى الشهيد محمد باقر الصدر يعتبر من اروع ما قرأته. وكان معجبا بافكاره وبعمق اطلاعاته...
سيداتي وسادتي الحضور ان خير مانقوم به لاحياء الذكرى الحادية والثلاثين لاستشهاد اية الله العظمى محمد باقر الصدر هو ان نكون اوفياء لفكره ولرسالته الانسانية العالمية التي تقوم على محاربة الظلم والاستبداد ونشر الحرية والعدالة بكل ابعادها وبناء مجتمع قائم على اسس سليمة تكفل للانسان كرامته وتوفر له العيش الكريم وتساعد على ارساء اواصر المحبة والاخوة ومحاسبة المجرمين القتلة من البعثيين والارهابيين الذين اذلوا المواطنين وسلبوا حرياتهم وعبثوا بمقدرات الوطن وزرعوا الرعب والخوف في نفوس الافراد... ان احياء ذكرى الشهيد محمد باقر الصدر يجب الا تتحول فقط الى مناسبة لالقاء الخطب والكلمات التي سرعان ما تتبخر ولكن يجب ان تكون هذه المناسبة فرصة لاستخلاص الدروس والعبر وان نرص الصفوف ونقف بوجه الاعداء من البعثيين القدامى والجدد والارهابيين وكل اعداء العراق الجديد ... سلام عليك سيدي ابا جعفر ...سوف تبقى حيا في قلوبنا وعقلونا واننا نعاهدك على ان نبقى اوفياء لرسالتك ولفكرك وسنواصل الدرب رغم.... صعوبته سلام على زينب العصر الشهيدة الآمنة بنت الهدى سلام على
شهداء العراق سلام على آل الصدر وآل الحكيم والشيرازي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسؤول منظمة حقوق الانسان في العراق / هولندا
علي الموسوي
https://telegram.me/buratha