محمد هاشم الشيخ
تعتبر العلوية الشهيدة بنت الهدى ..واحدة من اهم الرموز الجهادية النسوية في العراق وعلما بارزا من اعلام الدفاع عن حرية الانسان وكرامته في ظل الاستبداد..وتنحدر الشهيدة من واحد من البيوتات العريقة المعروفة بالعلم الوتقى في مدينة الكاظمية المقدسة فوالدها هو آية الله السيد حيدر الصدر ولدت عام 1937 في كنف اسرة فقيرة الحال ...لكن الفقر المادي حمل معه الغنى الروحي والمعرفي الكبيرين..
احيطت العلوية بنت الهدى بالرعاية والعناية من شقيقها الوحيدين كل من المرحوم السيد اسماعيل الصدر والشهيد محمد باقر الصدر ..اللذان عوضاها عن فقد ابيها في سن مبكرة من طفولتها ..
تعلمت الشهيدة القراءة والكتابة اولا على يد والدتها ثم لاحقا على يد اخويها فبرعت في تعليمها وبرزت اهتماماتها الدينية والثقافية والادبية في سن مبكرة جدا من عمرها فكتبت الشعر الملتزم وظلت تواضب على المطالعة والكتابة الادبية حتى استشهادها رحمها الله ..
كانت الشهيدة واحدا من ابرز الاقلام الادبية الرفيعة التي تصدرت صفحات مجلة الاضواء التي كانت تصدر في النجف الاشرف في ستينيات القرن الماضي فمثلت القلم النسوي الاسلامي الثوري الذي يتصدى لمشاكل الامة وهموم المراة في تلك الفترة العصيبة من تاريخ البلاد .
عالجت كتابات الشهيدة بنت الهدى مشاكل المرأة الاجتماعية والثقافية والتربوية وتمكنت من سد الفراغ الكبير الذي كان موجودا انذاك في مواجهة التيارات الفكرية الغربية والدخيلة على فكر وتراث الامة .فكانت تحث المراة على تحصين نفسها ثقافيا وسياسيا في مجال الكتابة الموجهة والهادفة لتثقيف المرأة المسلمة بما يضمن لها كرامتها ويحصنها من الانحراف والضياع.
كانت الشهيدة بنت الهدى انموذجا نسويا اخلاقيا وثقافيا قل نظيره حيث رافقت الشهيد محمد باقر الصدر في جميع مراحل حياته الجهادية قدس سره الشريف فكانت تمثل الخط الموازي لحركة الشهيد الفقهية والتبليغية حيث لعبت ادوارا مهمة على الصعد الثقافية والتبليغية فاسهمت بشكل فاعل في تاسيس مدارس الزهراء عام 67 في بغداد والكاظمية والنجف الاشرف والتي كان الغرض منها مواجهة المد الثقافي الغربي واغناء ثقافة الجيل الشبابي بالمعرفة الواعية والثقافة الاسلامية المعتدلة ...
بالاضافة الى ذلك كانت الشهيد تقيم حلقات الدرس النسوية فيي منزلها وتستخدم الادب وخاصة القصص كوسيلة لنشر مبادئها وافكارها التجيهية والتصحيحية ..
كانت الشهيدة بنت الهدى حاضرة وبقوة في ميدان المواجهة مع النظام البعثي حيثما يكون الشهيد حاضرا سواء في انتفاضة صفر او انتتفاضة رجب ..
فكانت قادرة على تحريك مشاعر الجماهير بخطبها المفوهة المطالبة بالتصدي للطاغية..
ولهذا السبب قرر النظام تصفيتها مبكرا لتنال شرف الشهادة في نفس الوقت الذي ناله فيها شقيقها الشهيد محمد باقر الصدر قدس الله سره الطاهر ..ولتنحت اسمها لامعا في ذاكرة الاجيال المتعاقبة ..
محمد هاشم الشيخ
https://telegram.me/buratha