المقالات

ذكرى الاحتلال الربيعي /

714 13:00:00 2011-04-11

حافظ آل بشارة

في هذه الايام من نيسان يتذكر العراقيون زحف الاحتلال الأمريكي الصديق قبل 8 سنوات ، ذروة الصراع بين واشنطن ونظام الحكم الذي صنعته بنفسها ، لكن من زاوية ثانية بدا ان العراق يسبق العراق العالم العربي كله في التغيير ، اليد الامريكية اخذت بعنق صدام في العلن واليوم تاخذ بأعناق اخوته الطواغيت العرب سرا ، في ذكرى الغزو نتحدث حكومة وشعبا عن انسحاب القوات الأمريكية من البلد في نهاية السنة ومدى قدرة قواتنا الوطنية على ادارة الملف الأمني ، امريكا دولة عظمى ذات مصالح تتصرف بخطط محسوبة ، وقد تغير مفهوم الاستعمار ومنطق التبعية في العالم ، وعندما يقول سكان البيت الابيض انهم يريدون في العراق حكومة قوية قادرة على ادارة بلدها بنجاح فهم صادقون ، يرفضون الوصاية علينا ليس لانهم اخيار بل لان الوصاية على بلد مثل العراق تكلفهم كثيرا من الجهد والمال ولا تجلب لهم الا اللعنة ، العراقيون يرحبون بالرؤية الامريكية ، لكن فيهم صفات غير ملائمة تؤخر الانسحاب ، يفكرون بعقلية المؤامرة فيعتقدون مثلا ان الولايات المتحدة تريد تدميرهم وتمزيق صفوفهم واهانة دينهم ومصادرة ثرواتهم ، لكنهم في الحقيقة محطمون سلفا فماذا تدمر منهم ؟ وصفوفهم منذ البداية ممزقة فماذا تمزق منهم ؟ بالعكس حاول الامريكيون دائما تقريب وجهات النظر بين العراقيين انفسهم وفشلوا احيانا ، نحن لا نحتاج الى الامبريالية كي تمزق صفوفنا لان صفوفنا غير موجودة ، ولا نحتاج الى من يوجه اهانات الى ديننا فنحن اول من يمارس هذه العملية ، كثير من العراقيين يقولون انهم مسلمون ويمارسون كل هذا الفساد والاهمال والانانية والطمع والكذب والمحسوبية فاين الاسلام ؟ النظام السابق اسس عددا من الأزمات المستدامة وقد ورثها العراقيون منه ، ترك لهم الفساد ، والبطالة ، والفشل الاقتصادي ، والبنية الاجتماعية المهدمة ، والتمييز الطائفي ، والامية والعزلة والتخلف والعلاقات المتوترة مع المحيط الاقليمي والدولي ، النظام الديمقراطي الجديد بدأ نشاطه بدون اي تمارين مسبقة وارتكب كثيرا من الأخطاء واثبت عجزه عن التعامل مع الموروث الصدامي بمشاكله الكارثية فتضاعفت وتراكمت ، وقد استغل اعداء التغيير هذه الظاهرة وبذلوا جهودا اعلامية كبيرة لغسل ذاكرة الشعب ومسح الوقائع والصاق جميع اشكال الفشل والتدهور بالنظام الجديد ، لم يعد الرأي العام قادرا على التمييز بين النظام السابق الذي صنع الازمات وبين النظام الجديد الذي ورثها واخفق في اصلاحها ، هناك من استغل الفشل ليقرع طبول العودة ، من يريد مواجهة تركات النظام السابق عليه ان يقاتل ويخوض مواجهة صعبة تحتاج الى شجاعة استثنائية ، ونزاهة وروح حسينية لا تسأل عن الغنائم ، أخطر ظاهرة في المشهد السياسي الراهن ان الصراع بين القوى التي تشترك في العملية السياسية يبلغ احيانا مرحلة تتطلب التحالف مع العدو لمواجهة شريك الامس ، واقصى بغية الاعداء ان يتحولوا الى بيضة قبان في صراع الاشقاء الذين افسدتهم السياسة ، وقس على ذلك .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك