احمد عبد الرحمن
ثمانية اعوام مرت على سقوط الصنم.. واليوم حينما نستذكر ذلك الحدث الكبير ونستحضره لابد لنا ان نتوقف عند عدة حقائق نعتقد انها في غاية الاهمية، وان كانت مذكورة ومشخصة في اوقات سابقة.الحقيقة الاولى هي ان نظام الطاغية المقبور ماكان له ان يسقط وينتهي الى مزبلة التأريخ غير مأسوف عليه لولا تضحيات كبرى قدمها مختلف ابناء الشعب العراقي على امتداد ثلاثة عقود من الزمن ونيف، ويخطأ من يقول او يدعي ان نظام صدام سقط بواسطة العامل الخارجي، والصحيح ان العامل الداخلي-او العوامل الداخلية-هي التي هيأت الظروف والمناخات الملائمة لكي يتمكن العامل الخارجي من حسم الموقف مع اعتى نظام استبدادي ديكتاتوري قمعي عرفه تأريخ البشرية.لانعتقد انه كان يمكن ان تتظافر وتتوحد الارادة الدولية بأتجاه طي صفحة نظام صدام لولا اتساع نطاق المعارضة والرفض لذلك النظام الى ابعد الحدود والمستويات، وبشتى الصور والمظاهر والاشكال.والحقيقة الثانية ، هي ان خيار اعادة عجلة الزمن الى الوراء يعد خيارا عقيما وبائسا، بل انه ضرب من الخيال، ويبدو ان قوى اقليمية وعربية لم تدرك تلك الحقيقة وراحت تقرأ معطيات الواقع بطريقة خاطئة وتبني على اساس تلك القراءة الخاطئة مواقف الحقت الضرر بها وبالشعب العراقي وتجربته الديمقراطية الجديدة، وساهمت بتعميق جراحات العراقيين ومعاناتهم التي جاءت من بعض اشاقائهم وجيرانهم.والحقيقة الثالثة، انه في التاسع من شهر نيسان قبل ثمانية اعوام سقط صدام ورموز ذلك النظام، لكن لم يسقط وينتهي هذا الاخير كسلوكيات وممارسات وثقافات وشخوص، اذ مازال العراقيون يعانون جراء تفشي تلك السلوكيات والممارسات والثقافات والشخوص في مؤسسات الدولة وفي مختلف المفاصل، وهذا يعني ان عمنلية الاطاحة بنظام البعث الصدامي المجرم لم تكتمل بعد، مثلما ان بناء التجربة الديمقراطية لم يكتمل هو الاخر حتى الان، وكلا العمليتين تتطلبان جهودا كبيرة وجبارة وينبغي ان يسيران بطريقين متوازيين حتى تكون الجهود مثمرة والنتائج طيبة. والحقيقة الرابعة هي ان الاصرار على الاخطاء والسلبيات او التغاضي عنها يفضي الى نتائج كارثية ويزيد من حجم المعاناة والالم، بدلا من ان يفتح افاقا لغد ومستقبل افضل.
https://telegram.me/buratha