ماجد الكعبي
إن التجذر التاريخي، والأصل الأصيل والمَحتد المتأصل في رحاب التاريخ يضفي على الإنسان وشاحا من الهيبة والوقار، ويغدق عليه هالة من الإجلال والإكبار والاعتزاز، وان هذه الاشراقات الباهرة، والمزايا المميزة، والحضور المتألق يمتلكها بجدارة وأصالة سماحة السيد عمار الحكيم الذي يقف على تراث شامخ من النسب العائلي القائد والرائد والموجه والمرجع الديني الكبير.
فقد كان جده ((قدس الله روحه الطاهرة السيد محسن الحكيم )) يحتل حضورا دينيا واجتماعيا وسياسيا وجهاديا ووطنيا وعلميا، فقد كان وبحق نبراسا مشعا للمرجعية العريقة وكان منارا لقوافل المؤمنين والمسلمين من كل بقاع العالم، وكان في طليعة المجاهدين ضد المستعمر الانكليزي المحتل، وكان هاديا ومرشدا وموجها ومرجعا للمسلمين آنذاك .. وان التاريخ يقف منحنيا وبإجلال وإكبار أمام آية الله محمد باقر الحكيم ( شهيد المحراب ) الذي وشح صفحات التاريخ بأبهى وأروع صور الإيمان والتضحية الفذة والشجاعة الفائقة والعلم الموسوعي والجهاد الذي سجل فيه أسمى وأبهى آيات الإيمان الراسخ والصمود الأسطوري.
حيث تحمل الكثير الكثير من القهر والغربة والتشريد والسجون والتعذيب، ولكنه ظل كنخلة العراق شامخا يقاوم كل ممارسات الظلم والاستبداد ألصدامي المقيت، وعندما عاد إلى العراق من ديار الغربة تأمل منه الشعب العراقي أن يصنع قلائد المجد والسعادة والشموخ، ولكن يد الغدر الغادرة قد امتدت له في محراب العبادة بجوار جده الخالد المخلد الإمام العظيم علي بن أبي طالب عليه ألف سلام، وان المسلسل العائلي العريق بكل ما هو متميز فقد أكمل مشوار التضحية والبذل والعطاء ( عزيز العراق ) فقد كان يحظى بحب وتأييد ودعم كل العراقيين الذين وجدوا فيه جوهر الدين والعقيدة، ونبع الأصالة واليقين، ومنطلق الفضائل والمكارم، وقد برهن على قيادة حكيمة متعقلة خلاقة ومبدعة في مختلف المجالات وشتى الأصعدة .. فالتاريخ يشهد بان هذه العائلة الشامخة في الوجود قد قدمت كوكبة من الشهداء الذي وصل تعدادهم إلى أكثر من 60 شهيدا وهبوا أنفسهم على مذبح الحرية والتفاني من اجل الإسلام وبقاء العراق في واحة المجد والخلود والكبرياء .. اسكنهم الله فسيح جنانه والهم الأهل والمحبين الصبر والسلوان.
اجل لقد اطل علينا مشرقا السيد عمار الحكيم سليل الدوحة المحمدية التي تتناسل على مر السنين والأعوام وتقود جحافل المؤمنين إلى شواطئ التقوى والورع والنقاء والجهاد والتضحية، وستظل راية خفاقة في سماوات التوحيد والعز والكرامة والبقاء.
إن السيد عمار الحكيم وبلا أدنى شك قد برهن بالفعل والتفاعل بأنه قيادة شابة موهوبة استقطبت انتباه وإعجاب كل الذين شاهدوا وتابعوا السيد عمار في أحاديثه الشائقة ولقاءاته المثمرة، والذي هو بحق عمارة هندسية موشحة بألوان قشيبة ومتنوعة، فوجدناه بحق حقيق قائدا جماهيريا ينغمس في مسامات المقهورين والمعوزين والمهمشين، ويعبر عن تطلعاتهم ويتفانى من اجل تحقيق طموحاتهم، لأنه متمسك بعروة الشعب والدين والوطن، فقد أغنى الساحة العراقية بطروحات يقينية وجوهرية وغنية بالأفكار الموضوعية الصادقة والناطقة بآمال بهية ينشدها كل الذين افترشوا بساط الفقر والمرض والحرمان والقهر .. فهذا الرجل الإنسان يمتلك مغناطيسية قوية الجذب لكل من يشاهده ويسمعه، فحديثه ثري بالصدق والحرص والأمانة والأمل، ومعالجاته الصائبة تتجلى بكل الوضوح وفي كافة المجالات التي يخوض غمارها باقتدار ملفت للنظر وسالب للإعجاب والانبهار.
فهذا القائد الذي تتوهج في صدره جذوة الحماسة والمثابرة والتفقد والمتابعة، نجده ينهض بعدة جولات ميدانية للمحافظات ليطلع شخصيا على مشاكل وطلبات وهموم ومقترحات المواطنين، ويعمل بكل تفان وجدية ومتابعة على تنفيذها أو حلها، وقد استوقفتني وأدهشتني الكثير من جولاته التفقدية وآخرها زيارته لمحافظة ذي قار التي عبرت بأمانة عن التفاف وإعجاب وتأييد جماهير ذي قار لهذا الزائر الذي يحمل بين حناياه همومهم وآلامهم وآمالهم وطموحاتهم، وان الجماهير تعي من هو هذا الإنسان المتفقد لذلك هرعت المحافظة بمختلف أطيافها وأحزابها وجماهيرها لاستقبال هذا القائد الذي تمور في نفسه قوة وفاعلية، واندفاع الشباب من اجل صنع مستقبل مشرق، وحياة كريمة، وانجازات عظيمة، وتوفير المتطلبات الملحة من ماء وكهرباء ودواء ومدارس وخلق فرص عمل وفيرة تستوعب جميع العاطلين .. كما انه حريص بامتياز على طلبات المثقفين والجامعيين والموظفين في كل مفاصل الدولة .. فنفسه وروحه وقلبه مفتوح لكل طلب مشروع ولكل غاية متسامية ومشروعة، انه بحق مستودع كبير يضم اصدق المشاعر وأسمى العواطف لكل إنسان بلا بيت .. بلا عمل .. بلا وظيفة .. بلا ضمان وانه قد التزم شعار ((الوطنية الحقة هي الخدمة غير المشروطة لهذا الوطن العريق)) وسيظل هذا الرجل الانموذج بعيدا كل البعد عن المطالب الذاتية والامتيازات الشخصية، فانه لا ولم ولن يطمح بأي منصب مهما تعالى، ولم يفكر بأي امتياز مهما تسامى، ولا يرقد في ذهنه وفي قلبه أي طموح ذاتي .. فطموحه الأول هو خدمة الوطن وسعادة الشعب .. فسلام وألف ألف سلام لهذا الرجل الفذ ولعائلته الكريمة المكرمة التي تكرمت على الشعب بجواهر الدين وبالتضحية والعلم والإخلاص ولكل ما يرتضيه الله ورسوله والمؤمنون.
https://telegram.me/buratha