امير جابر
كلنا يعلم من ان الجامعة العربية والتي تم انشائها عام 1945 بطلب من الانكليز هي عبارة عن تجمع يمثل الانظمة العربية الشمولية وبعيدة كل البعد عن اماني وتطلعات الشعوب العربية والشواهد على ذلك لاحصر لها حتى عمر موسى عندما عوتب بهذه الخصوصية قال بالحرف ان ممثلي الجامعة العربية هم ممثلي للانظمة الحاكمة وهذا راي الانظمة فماذا تريدون مني ان افعل؟
هذا الامر معروف تماما لكن الاهم من ذلك ان هذه المنظمة والتي تخضع اساسا لتوجيهات السعودية ومصر لعبت دورا معاديا للشعب العراقي وعلى طول الخط فهي التي ساندت صدام في ظلمه وغطت على كل انتهاكاته عندما كان صدام صديقا لحسني مبارك ولحكام الخليج ولا انسى موقف حدث لي شخصيا فقد ذهبت انا والاخ العزيز الكردي محمد العسكري الى مقر الجامعة العربية لتسليم بعض الوثائق الخاصة بمجزرة حلبجه في نهاية عام 1988 فما كان بالموظف الذي سلمناه التقرير والصور الاان قام بتمزيق الصور ثم قال اذا لم تذهبوا على الفور من هنا فساتصل بالمباجث كي يبعثوكم لصدام في بغداد
وعندما اختلف الظلمة وشاءت القدرة الالهية ان تضرب الظالمين بالظالمين عندما غزى حامي البوابة الشرقية من اعانوه على ظلمه مصداقا لقول من لاينطق عن الهوى (من اعان ظالما سلطه الله عليه) منحت تلك الجامعة البائسة كل ماطلبه الغرب من قرارات وحصار وتدمير وسلب سيادة العراق دمرت الملايين من الشعب العراقي ولم تصب النظام الصدامي باي ضرر وحتى بعد سقوط النظام شاهدنا كيف كانت التمنع والمقاطعة الدبلوماسية من قبل جامعة الانظمة العربية
واليوم وبعد ان انتقم القوي الجبار من تلك الانظمة الظالمة والتي اشتركت في سفك دماء شعبنا بل ان تلك الانظمة كانت وحتى ايام قلائل تشمت بمايجري في العراق من قتل وتدمير قائلة لشعوبها دكتاتوريتنا ولاديمقراطية العراق وظنوا بانهم من خلال التخريب وسفك دماء العراقيين سيطول عمر انظمتهم الايلة للسقوط الى ان اتاهم الحذر من مامنه من خلال الثوراتالعربية الحالية
فالسعودية والامارات الملحقة بها والتي انفقت المليارات على تشوية وتدمير حياة العراقيين والايرانين لانهم اسقطوا الانظمة المشابهه لانظمتهم الشمولية وصاروا يبشرون بالديمقراطية وحقوق الانسان جائها صوت التغيير من تونس ومصر
والنظام السوري واليمني والقذافي الذين كانوا يرسلون ويسهلون مرور اولئك القتله باتجاه العراق كي يغطوا على مايجري في العراق ويجعلون من الاشلاء المقطعة هناك حاجزا بين مطالب شعوبهم بالحرية او الرضا بسجن الدكتاتوريات واصبحت عواصمهم مقرات لفلول البعث والضواري هاهم اليوم
بالكاد يلتقطون انفاسهم فقد اغرقتهم دماء العراقيين التي كانوا يعتقدون انهم يتدفأون بها وهاهي شعوبهم تحيط بهم من كل صوب واتجاه وترفع نفس الشعارات التي رفعها العراقيين قبل عقدين من الزمان بل نرى تلك الشعوب تستعين على اسقاط انظمتها بنفس ممن كانوا يقتلون العراقيين ويكفرونهم لانهم استعانوا بهم على اسقاط صدام
اذن بعد كل هذه الايات والتجارب مع جامعة الانظمة الشمولية والتي حارب شعب العراق على طول الخط وهي تلفظ انفاسها تقوم الحكومة العراقية بمد طوق النجاة لجامعة الانظمة العربية الايلة للسقوط وتغدق الملايين المسروقة من شعب اليتامي لتستقبل اصحاب الفخامة والسمو الذين احتقرتهم شعوبهم واني ارى ان هذا الرفض والاحتقار من قبل احقر حكومة وهي حكومة البحرين والتي تحتمي بالاسطول الخامس الامريكي والذي يشغل مساحة اكبر من مساحة البحرين انما هو عقوبة الهيه وثارا ممن لايحترمون دماء شعبهم التي سفكها اولئك المجرمون
اعطوني شيئا ولو يسيرا استفاد به العراق من تلك الجامعة حتى تحرصون على عقد مؤتمرها في بغداد
كنت اعتقد ان ساسة العراق قد علمتهم التجارب والمحن كيف يتصرفون لكن حب الدنياوالتنافس فيها والاعتماد على المحاسيب والفاشلين وابعاد اهل الكفاءة والاخلاص جعلهم يطلبون العزة من الاذلة وليس من الله وشعبهم المضحي
ولو انهم استغلوا هذه الفرص الربانية وقاموا بابرام تشكيلات اقتصادية مع تركياوايران وماليزيا والدول المتحررة من الدكتاتوريات حديثامثل مصر وتونس وقالوا نريد ان نبني نادي للدول الديمقراطية ولا مكان للدكتاتوريات معنا وكما يفعل الاتحاد الاوربي الذي يشترط معايير للدول التي ترغب قي الدخول فيهاواهمها الديمقراطية واحترام حقوق الانسان وتبادل السلطة لاصبحت تلك الانظمة هي المحتصرة وليس العراق و لعرفت تلك الانظمة ان الله حق ولاصبحت هي من تتمنى رضاهم ولما تجرات عليهم البحرين التي لاتكاد ان ترى خريطتها بالعين المجردة ولابقية امارات الخليج والتي اصبحت انظمتها الوحيدة في هذه الدنيا يشار الى ظلمها واستهتارها بكل القيم الانسانية ولكن ساسة العراق اثبتوا انهم وبابتعادهم عن شعبهم اصبحوا يرمون مصيرهم مع مصير القادة العرب السائرين الى مزبلة التاريخ
https://telegram.me/buratha