الكاتب والإعلامي قاسم العجرش
هل في نفوسنا ثمة أمل وتفاؤل بغد أفضل؟ سؤال يردده الكثيرين من الحيرى الذين يعتقدون أن ألامل يتجسد من خلال استيعاب الطبقة السياسية الحاكمة لأولويات المرحلة ولتطلعات الشعب واهتماماته... ورغم التفاوت بين مكونات هذه الطبقة في قراءة طبيعة التعاطي مع تلك الأولويات وحتى مع اهتمامات المواطن، فأن الحصفاء من المتابعين يعتقدون أن التفاوت بالتعاطي ظاهرة صحية في جميع البلدان الديمقراطية التي تتعدد فيها الآراء وتختلف فيها وجهات النظر وقراءات الواقع وتجلياته...ولأن التفاوت شيء والإختلاف شيء والخلاف شيء آخر، فإن قراءة المستقبل لا ينبغي أن تكون محل خلاف بين فرقاء المشهد الوطني، من سياسيين ومثقفين وإعلاميين وصناع قرار، لسبب بسيط جدا ، هو أن المستقبل الذي نعنيه هو مستقبل من سيأتون بعدنا، أولادنا وبناتنا ...و ينبغي أن تكون أول معطيات الإتفاق هو رفض ممارسة الظلم البيّن على المواطنين، مهما كانت مواقعهم واهتماماتهم، فهل يتفق الجميع على أننا في بداية عهد جديد من التعاطي البناء والشفاف مع مختلف تلك القضايا بما فيها العمل الدؤوب على اجتثاث الظلم بكل تجلياته، وأن ما ينقصنا هو التأني حتى نقطف الثمار؟..وفي موضوع المصالحة فإن من الظلم أن نتصالح مع الجلاد ونترك الضحية يشعر بالحيف...وقد يرى البعض في الآليات المتبعة في ملف المصالحة، آليات وأدوات ناقصة وغير كافية مما يتطلب المزيد من المثابرة والسعي الحثيث لمعالجة هذا الإشكال ، ترك الضحية يتشطح بدمه فيما نخطب ود القاتل لتجنب شروره القادمة ... هذا هو أصل داء حنق المواطن على موضوع المصالحة ، وقد قيل: "إن العدل أساس الملك"، وهو ما يتأكد عبر مراحل التاريخ وأعمار الكيانات والدول على مر التاريخ، ومن العدل والإنصاف أن يحتكم في هذا الملف الشائك الى الضمير أولا، والى القضاء ثانيا، بعد أن يتم إعادة تأهيل القضاء بما يمكنه من التعاطي مع حساسية الملف ..وتأهيل القضاء يتطلب اهتماما أكبر به من حيث استقلاليته عن السلطة التنفيذية ونفاذ أحكامه وابتعاده عن كل أشكال التأثير الخارجي لنضمن بذلك إرساء أسس سليمة للعدل الذي هو أساس الملك كما ذكرنا.صحيح أن الحاكم في النظام الديمقراطي يتلقى مختلف أنواع النقد وكافة أشكال المظالم عبر وسائل التعبير الحرة المتاحة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه دائما هو: ما مدى استجابة الحكام لتلك المظالم؟ ...سلام....
https://telegram.me/buratha