المقالات

في موضوع المصالحة: الضحية أولا...

799 10:32:00 2011-04-14

الكاتب والإعلامي قاسم العجرش

هل في نفوسنا ثمة أمل وتفاؤل بغد أفضل؟ سؤال يردده الكثيرين من الحيرى الذين يعتقدون أن ألامل يتجسد من خلال استيعاب الطبقة السياسية الحاكمة لأولويات المرحلة ولتطلعات الشعب واهتماماته... ورغم التفاوت بين مكونات هذه الطبقة في قراءة طبيعة التعاطي مع تلك الأولويات وحتى مع اهتمامات المواطن، فأن الحصفاء من المتابعين يعتقدون أن التفاوت بالتعاطي ظاهرة صحية في جميع البلدان الديمقراطية التي تتعدد فيها الآراء وتختلف فيها وجهات النظر وقراءات الواقع وتجلياته...ولأن التفاوت شيء والإختلاف شيء والخلاف شيء آخر، فإن قراءة المستقبل لا ينبغي أن تكون محل خلاف بين فرقاء المشهد الوطني، من سياسيين ومثقفين وإعلاميين وصناع قرار، لسبب بسيط جدا ، هو أن المستقبل الذي نعنيه هو مستقبل من سيأتون بعدنا، أولادنا وبناتنا ...و ينبغي أن تكون أول معطيات الإتفاق هو رفض ممارسة الظلم البيّن على المواطنين، مهما كانت مواقعهم واهتماماتهم، فهل يتفق الجميع على أننا في بداية عهد جديد من التعاطي البناء والشفاف مع مختلف تلك القضايا بما فيها العمل الدؤوب على اجتثاث الظلم بكل تجلياته، وأن ما ينقصنا هو التأني حتى نقطف الثمار؟..وفي موضوع المصالحة فإن من الظلم أن نتصالح مع الجلاد ونترك الضحية يشعر بالحيف...وقد يرى البعض في الآليات المتبعة في ملف المصالحة، آليات وأدوات ناقصة وغير كافية مما يتطلب المزيد من المثابرة والسعي الحثيث لمعالجة هذا الإشكال ، ترك الضحية يتشطح بدمه فيما نخطب ود القاتل لتجنب شروره القادمة ... هذا هو أصل داء حنق المواطن على موضوع المصالحة ، وقد قيل: "إن العدل أساس الملك"، وهو ما يتأكد عبر مراحل التاريخ وأعمار الكيانات والدول على مر التاريخ، ومن العدل والإنصاف أن يحتكم في هذا الملف الشائك الى الضمير أولا، والى القضاء ثانيا، بعد أن يتم إعادة تأهيل القضاء بما يمكنه من التعاطي مع حساسية الملف ..وتأهيل القضاء يتطلب اهتماما أكبر به من حيث استقلاليته عن السلطة التنفيذية ونفاذ أحكامه وابتعاده عن كل أشكال التأثير الخارجي لنضمن بذلك إرساء أسس سليمة للعدل الذي هو أساس الملك كما ذكرنا.صحيح أن الحاكم في النظام الديمقراطي يتلقى مختلف أنواع النقد وكافة أشكال المظالم عبر وسائل التعبير الحرة المتاحة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه دائما هو: ما مدى استجابة الحكام لتلك المظالم؟ ...سلام....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك