اسعد راشد
قراءة واعية لأزمة دولية / العراق ادرك اللعبة ومرجعية النجف هي القادرة على الحسم!
ليس من قبيل المصادفة ولا الحماقة ان تدخل الاطراف الاقليمية على خط النار المشتعلة في البحرين وهنا اقصد بالتحديد العراق وايران البلدان اللذان يشكلان اكبر ثقل اقليمي في منطقة الخليج واذا لم ابالغ استطيع القول في كل منطقة الشرق الاوسط ‘ بل الحماقة كانت من نصيب مملكة الارهاب السعودية التي غزت البحرين وارادت من خلال هذه اللعبة الخطرة تحقيق اهداف لا علاقة لها ابدا بما يروج له طغاة المنطقة والاعلام الخليجي الرسمي المدجن الذي يسيطر عليه المتطرفون ..
اللعبة بدأت مع دخول القوات الغازية السعودية الى البحرين واحتلالها بناءا على ضغوط مورست على النظام الخليفي الذي وجد نفسه على مفترق طرق سلوك اي منها لا يؤمن له الخروج من المأزق بل يزيده ويضاعف الاخطار التي تحدق ببلد كالبحرين ومن قبل ليس القوى الدولية ولا من قبل ايران ولا من قبل الشعب الثائر بل من قبل اطراف هي في الاساس كانت تخطط لمثل هذا الظرف ‘ الا انه اختار الطريق الاكثر خطورة وبحماقة ومن خلال عمل انقلابي لم يستبعد المراقبون ان يكون طرف من داخل العائلة الحاكمة الخبيثة يقف خلفه وبتواطؤ مع القوى الاجنبية السعودية وجيشها المحتل الغازي ..
وقد شكل دخول الجيش السعودي الى البحرين ضربة قاصمة لجهود كل الاطراف الاقليمية وحتى الدولية التي كانت تسعى من اجل وضع حلول تحقق للشعب البحريني مطالبه الاساسية ولشعوب المنطقة ولم نكن نغالب الحقيقة اذا قلنا ان نظام الحكم الظالم في البحرين كان من الجهوزية بتقديم كل شيء لشعب البحرين والتنازل لمطالبه تحديدا قبل مجزرة الدوار الاولى حيث جاء تدخل الجيش فيها والمواجهة المباشرة مع المتظاهرين السلميين وقتلهم بالرصاص الحي ليقصم ظهر البعير ويدفع المتظاهرين والجماهير الثائرة لرفع سقف مطالبها وبالتالي يضع المنطقة برمتها على بركان متفجر.
البحرين اليوم فقدت استقلالها شاء الكذابون بذلك ام ابوا ‘ قرارها اليوم بيد المحتلين والغزاة وحتى حكامها قد فقدوا السيطرة على قرارهم واصبحوا عبيدا لدي القوات الغازية التي بدورها سقطت في مأزق كبير ارادت من خلال هذه اللعبة ضمان سيطرة كاملة على الخليج خاصة وان التقارير كانت تتحدث عن نوايا سعودية لضم الكويت وقبلها عمان التي ادركت سريعا الخطر واللعبة فقامت باجراءات احترازية واصلاحية في نفس الوقت للخروج من دائرة الخطر ونجحت الا ان الكويت مازالت معرضة لخطر الضم وكانت القرائن والدلائل بينة وتشير بوضوح الى تلك النوايا السعودية تزامنا مع دعوات متطرفة للاطراف السلفية والوهابية الارهابية في البحرين والكويت بالانضمام الى "دولة الام" السعودية وتحويل البلدين الى محافظات تابعة لها !
الا ان حجم ردة فعل الدولية على الغزو السعودي للبحرين كانت قوية جدا فاجأت بالدرجة الاولى السعوديين وثم العائلة الحاكمة الخليفية حيث كان الموقف الامريكي رغم ضبابيته في البداية بسبب احداث ليبيا وضرورة اتخاذ قرار سريع بشان التدخل فيها لصالح شعبها الا ان التصريحات التي اعقبت الغزو بعدة ايام اماط اللثام عن الحقيقة وكشف المستور من الاسرار التي فاجأت الجميع وصدمت القوات الغازية وقادة المملكة الوهابية ‘ وكان تصريح وزيرة خارجية امريكا هيليري كلينتون بهذا الخصوص هو السر الذي لم يكتشفه احد بل كانت فلتة لسان لم يتابعها الاعلام ولا المراقبون الا القليل وقد تطرقوا اليها في مواقعهم الخاصة ‘ حيث عندما وجدت كلينتون نفسها محاصرة باسئلة الصحفيين والمراسلين العالميين حول موقف الادارة الامريكية من التدخل السعودي في البحرين قالت بعاجلة وعفوية "اننا قلنا لهم ان هذا المسار خاطئ"!! .. مواقف طهران جاءت متأخرة نوعا ما ولكن كانت على قدر كبير من المسؤولية والحنكة والذكاء على خلاف اقوال البعض الذين اتهموها بالتدخل والاستغلال وما اشبه بل تصرفت على ضوء تطور الاحداث والمواقف الدولية وبما يتماشى والقانون الدولي وهو ما احرج الخائنين في البحرين اي حكامها ولم يجدوا شئيا يعلقوا عليه اوساخهم سوى العودة الى اسطوانة السبعينات والثمانينات!!ومن هنا ايضا ليس جزافا يطلق قادة ايران على الاحتلال السعودي للبحرين بانه "اللعب بالنار" تزامنا مع تصريح كلينتون بانه "مسار خاطئ" اي "درع الجزيرة" قد اتخذت هذا المسار الخاطئ باحتلالها للبحرين ..
ليتذكر المراقبون والعقلاء وحتى اهلنا المظلومون في البحرين تصريح المبعوث الامريكي عندما قال "على المعارضة الدخول سريعا وفورا في الحوار وبدون شروط.. ويغتنموا الفرصة!!" وقال ايضا" ان هذه المرة الامر جدي في تحقيق اصلاحات حقيقية" هذا التصريح رغم ما يكتنفه من اشياء وغموض في بعض جوانبه الا ان فيه نفس ـ بفتح النون والفاء وسكون السين !ـ كلينتون وقراءة طهران الواعية للعبة ال سعود وتحريض اسرائيل لامريكا بوضع ثقلها مع مملكة الارهاب السعودية ! وبالمناسبة الكلام حول تحريض اسرائيل امر حقيقي وليس كلام انشائي ولا مزايدات حيث ان دور اسرائيل وتحريضها في ممارسة اللعبة الخطرة اراده حكام المنطقة ارضاءا لاهوائهم ومصالحهم الذاتية للحفاظ على عروشهم لم يهمهم استقرار المنطقة ولا الامن والسلم الاقليمي ولا العالمي وهو ما قد تنبه له الامريكان ومعهم المستشارين اليهود الكبار في العالم وخاصة في الولايات المتحدة الامريكية كون ان ذلك التحريض وخاصة في ما يخص التضخيم من الخطر الايراني و"البعبع الشيعي" لا يخدم مصالح الغرب وامريكا ولا الشعوب بل هو لعب بالنار يفتح الطريق هذه المرة للارهاب للدخول الى المنطقة من اوسع ابوابها.. وجاء الموقف العراقي الحازم والشجاع وخاصة موقف المرجعية الرشيدة والمؤتمر الوطني العراقي بشخص رئيسه الدكتور احمد الجلبي ليحشر ال سعود في زاوية ضيقة هذا الموقف الذي هو المرشح للتصعيد في ايام القادمة مع اللغط المتصاعد حول احتمالية عدم انعقاد القمة العربية في بغداد في شهر مايوا القادم!وقبل ان نعود مرة اخرى لموقف العراق والدور المطلوب لابد من التطرق الى "الازمة الدولية" و"اللعبة الخطرة" لقضية البحرين والتدخل العسكري السعودي الذي وضع العالم كله في مواجهة استحقاقات ولم يكن الموقف الدولي غائبا ازاء هذه الازمة عندما قال احد زعماء الغرب بان "الوضع في البحرين يحطى باهمية اكثر وخطورة من الوضع في ليبيا"!الازمة الدولية التي رافقت دخول القوات الغازية السعودية الى البحرين لم يشعر بها الكثيرون الا ان هناك طرفان اللذان كانا منتبهان لها ولذلك بادروا بطريقة اواخرى التحذير منها الطرف الامريكي والطرف الايراني وقد لعب الاخير دورا عقلانيا لوقف الاندفاع السعودي وخطره فيما الطرف الاول وهو الامريكان يحاولون احتواءها والضغط على الجهات التي تعمل اذكاءها وهي معروفة وقد اشرنا اليها وهي حكام المنتهية صلاحيتهم في الخليج وخاصة امراء السعودية الوهابيين فيما التحريض الاسرائيلي كان في البداية بارزا ومشجعا الا ان الامر بدأ في تراجع بعد احتلال البحرين لان ذلك ليس في مصلحتها وقد لمس المراقبون ذلك في قراءة مارتن انديك في صحيفة "واشنطن بوست" حيث حذر الادارة الامريكية من تداعيات ترك السعودية تنفذ سياساتها في المنطقة كما تريد لان ذلك في نظره سيجر "الى صراع شيعي ـ سني حتما ‘وبالتالي صراع عربي ـ ايراني فصراع عربي ـ اسرائيلي " وهو ما ينهي معادلة السلام الامريكية في االمنطقة"‘ لذلك حذر انديك الرئيس اوباما من التباطئ في الضغط على حكام السعودية ويريد منه سريعا اقناع ملوكها بان الحل الوحيد لحماية مملكتهم ومصالحهم هو انتشار انظمة ملكية دستورية في السعودية والدول المحيطة بها ".. كما حذر خبراء اليهود دولة اسرائيل من التطفل في الضرب على وتر التحريض لان ذلك ليس في مصلحتها ..الا حكام السعودية وخاصة المتطرفين من الامراء والذين لهم علاقات وطيدة مع الوهابيين وحلفاءهم من القاعدة خرجوا على المالوف واتخذوا قرارا احاديا استباقا للاحداث في نظرهم ولعبوها وضربوا قواعد اللعبة بدخول البحرين واحتلالها وجمعوا خلفهم اغلب حكام الخليج فادخلوا المنطقة في ازمة دولية مع ورود تقارير بان تنظيمات القاعدة والمتطرفين بدات تجميع صفوفها في المنطقة وبدعم سعودي لاشعالها باي ثمن كما وردت التقارير بان السعودية ارسلت "بندر" عراب الارهاب والازمات الى باكستان لاقناعها بالارسال الخبراء والكتائب الامنية لحماية المملكة من الداخل ..
هنا يأتي دور العراق في تغيير موازين اللعبة لصالح الشعوب في الخليج وامن المنطقة وابعادها عن خطر الارهاب ومخاطر اخرى قد تعرض السلم الاقليمي والعالمي للخطر ‘ فالعراق كبلد كان يلعب دور اشعال الحروب والاعتداء على الجيران قد انتهى ‘ عراق اليوم هو عراق الديمقراطية وحماية مصالح الشعوب والدفاع عن الحريات والمضطهدين ع هذا العراق يجب ان يلعب دوره وباقوى ولا يضر اذا تعاون مع الادارة الامريكية في ذلك خاصة وان الخطر القادم من اليأس السعودي يداهم مصالح الجميع ويضع المنطقة على فوهة بركان ليس هناك من يقف في وجهه وبالدرجة الاولى الا العراق بشعبه الاكبر عددا وقدراته الذاتية وارادة متينة وحماية المرجعية الرشيدة في النجف والتي يقدر المراقبون ان تقوم بدور كبير خاصة بعد احتلال البحرين ومحاولات الوحش السعودي لجر الخليج كلها الى العسكرة والارهاب ..وفعلا الدور العراقي بدأ ياخذ تأثيره الايجابي وغدى مشهودا وهو بحاجة الى اكثر من تحفيز واكثر من خطوة مع ضرورة اتخاذ قررات حاسمة بتغيير طواقم وزارة الخارجية العراقية بما يتلائم والتغييرات الجارية في المنطقة ومنح دور اكبر للجان الخارجية والامن في البرلمان العراقي لتقوم بدورها في كبح جماح الاندفاع السعودي بما يخدم مصالح الشعوب و نشر الديمقراطية في المنطقة .
https://telegram.me/buratha