كامل محمد الاحمد
يقول الفلاسفة والمتمنطقون ان الصحيح يؤدي الى صحيح والخطأ يؤدي الى خطأ والتوجه الى الاسفل يؤدي الى الانحدار والتوجه الى الاعلى يؤدي الى الارتقاء والصعود..وهكذا فأن هذه النظرية-البديهية تنطبق على كثير من الاشياء والحالات في كل زمان وكل مكان.وفي واقعنا العراقي الراهن من اليسير جدا ان نعثر على مصاديق لتلك النظرية.. فالفساد مثلا يؤدي الى ظهور المفسدين والعكس صحيح، والفساد والمفسدين معا يؤديان الى دخول ما هو فاسد الى البلد ماديا ومعنويا واخلاقيا.وخلال الايام القليلة الماضي نشرت وسائل الاعلام عدة تقارير عن مواد فاسدة، مثل مائتي طن من الشاي المخلوط بنشارة الخشب تم استيراده ضمن عقود وزارة التجارة لاستيراد مواد الحصة التموينية، وكذلك اكتشاف كميات كبيرة جدا من زيت الطعام المنتهي الصلاحية وغير الصالح للاستخدام البشري.وطبيعي انه ماكان لتلك المواد ان تدخل البلاد لو لم تكن هناك ارضيات خصبة للفساد، يبدأ من ابرام العقود بين الشركات الموردة واشخاص في الدوائر المعنية همهم الوحيد كمية الاموال التي تدخل الى جيوبهم كعمولات يقبضونها من تحت العباءة كما يقولون. ليمتد الى التخزين ولنقل والفترة الزمنية للتوزيع على وكلاء المواد الغذائية ومن ثم على المواطنين.واذا لم يكن الوزير يعلم بالكثير من التفاصيل والخفايا فأن وكلائه يفترض ان يعلموا، واذا لم يعلموا فيفترض ان يكون المدراء العامون على علم بذلك، ومن يعلم ولايتصرف بالشكل الصحيح ام مستفيد او خائف .. وفي كلتا الحالتين يجب ان يكون هناك حل وعلاج.والفساد المالي والاداري ودس الاموال العامة في الجيوب والحسابات المصرفية يستتبعه فساد اخلاقي لايقل خطرا عن الفساد الاداري والمالي مادته الاساسية النساء والجنس ومعهما الكحول والمخدرات .. ومن لايتورع عن فعل عمل غير صحيح كالسرقة فأنه بالتأكيد لن يتورع عن القيام بأي فعل اخر محرم دينيا ومرفوض اجتماعيا وعرفيا واخلاقيا.
https://telegram.me/buratha