المقالات

عندما تختل الموازين...

1911 23:03:00 2011-04-14

محمد رشيد القره غولي

عندما تختل الموازين...عندما تختل الموازين يصبح كل شئ ممكن، ففي يومنا هذا نجد الكاتب ليس بكاتب و القائد ليس بقائد و رجل الدين جعل من علمه سلعة تباع و اصحاب الحرية جعلوا كل شئ مباح.لم نجد إلا القليل الذين حافظوا على موازين عقولهم و سلوكهم، فلم ينجرف منهم إلا النادر و ظل القسم الأخر يكافح ليحافظ على المبدأ الذي عاش من اجله. لكن الكثير و للأسف من البشر الذين نشاركهم فقدوا كل شئ و أصبح كل ما هو جميل ممكن الحدوث هو كمال لا يمكن إليه الوصول. فتخبط الأعمى و دفع ثمنها البصير. و انجرف الرعاع و راح يصلح العليم ما افسده الدهر، لكن هيهات و التجذر أصل نبت في العقول، و لم يكن إلا منه زرع خبيث. فوضى في كل مكان و بؤس يتقطر منه دماء منهمرة من عيون المستضعفين على سطح ارض جرداء. جردت الفتيات من حيائهن و أصبحن يعرفن كل ما ليس لأعمارهن البارحة مسموح. و انكسرت النساء إللاتي انتظرن على جمر من الفراق حتى حان موعد اللقاء و اذا بشريكها لف بقطعة من قماش، و راح الموت يطلب كل جيل يدق أبواب الرعية و الحكام، البعض اتعض اليوم و الأخر شغله الكرسي و من حوله حاشية وفرت له كل وسائل الحياة و تناسى يوم اللقاء. نخرج إلى الابواب و اذا بظلام يحيط بنا في كل الاوقات فلم نرى إلا بصيصا من نور سرعان ما تطفئه الافواه العفنات. لم نسترح من العتمة يوما و الآخرين يظنون إنهم في منأى عن ما يحدث و لم يتصوروا انهم يشاركوننا بنفس الهم، اليوم كان أو غد لا محال. قرأنا عن الايام الخاليات و علمنا أن ظلما ذهب و الذي جاء لم تستطع الاوراق تحمله لانه كتب بقلم يلفظ شرارا لا حبرا كالمعتاد!. لماذا كل هذا و لماذا كل من نثق به اصبح هو الجلاد؟! و لماذا نترك الخيرين يمشون في واد و نقذف على رؤسهم حمم من نار؟!بالرغم من انهم أكثر من يرد بنا خيرا لكن الظاهر إننا لسنا اهلا لمثل هؤلاء. جرعنا المر بكاس قدمناه لانفسا و شارك في تقديمه اجيال، لم نفكر كما السابقون بالاجيال اللاحقات فكل منا لا يهتم إلا بنفسه و يدعس على الآخرين و يقول مالي و هؤلاء، طبعا المعادلة منتهية و هي ميزان كسر و راح الوزان يزن بالعين، فمرة يُصب و يخطئ بالمئات، فعلى الوزان السلام و على من رضى الف سلام، فشاركنا بكل ظلمٍ، فالراضي مشترك في كل وزن يزان. المٌ في الصدر خرج و اذا هو يشتكي و يتمنى إلى الصدر يرجع لِما رآه من حياة لا تستحق البصاق، لا ليس للحياة ذنبا بل امثال ذاك كزرافة و من حولها الضباع، حولوا بيتنا لعبة بيد غبي قد جعل في رأسه فراغ لا يمكن ملاه إلا بالمستعار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك