علاء التريج حقوقي ومستشار نفسي
ان التمييز العنصري او الطائفي يكون من خلال توجيه عبارات او القيام بأعمال يقصد بها عدم تقبل افراد جماعة معينة من قبل جماعة اخرى..الجميع يتفق على ان هناك تمييز ديني وعنصري في اسرائيل ضد العرب والمسلمين, وينطبق هذا المعنى من خلال المجاهرة به في فرنسا من خلال حملتها ضد المنقبات وكذلك الحجاب من خلال تشريعات قوانين قد تأخذ بالتصاعد في المستقبل, وهناك تمييزا ضد الهنود الحمر وذوي البشر السوداء في امريكا ولكنه خفيا باعتبار ان القانون يمنع ذلك التمييز, اما مشكلة التمييز ضد الشيعة في العالم الاسلامي ذات جذور تاريخية تمتد الى اكثر من اربعة عشر قرنا ونيف, فنجد التمييز بشكل واضح في معظم الدول الاسلامية وبدوافع مختلفة, فمنها دوافع سياسية واخرى مذهبية خالصة.لقد بينت الدراسات التي كانت تقصد التعرف على الصفات الشخصية للأفراد الذين يظهرون الطائفية والتمييز العنصري, فكانت النتائج ان هؤلاء قد تميزوا بانهم محافظون, وانهم من النوع الذي يتعمد الى كبت دوافعه وضبط نفسه, والتشديد على النظافة بشكل مفرط, واحترام الوالدين, وكذلك عدم الرغبة الكبيرة في الانجرار وراء الشهوات, ولهذا السبب تم تفسير هذه الصفات على انهم يجدون في احقادهم على الاخرين تنفيسا مبررا عن دوافعهم ورغباتهم المكبوتة.اننا نعتقد ان هذه الدراسات تم اخذ عيناتها في مجتمع يختلف في الكثير من اعرافه ودياناته عن مجتمعاتنا الاسلامية والعربية, باعتبار ان الحالة السائد في المجتمعات الغربية هي على خلاف ما تم التوصل اليه, فعدم احترام الوالدين نجده في تعاليمنا السماوية يعتبر من الذنوب العظيمة وكذلك الانجرار وراء الشهوات المحرمة جرم يعاقب عليه الله تعالى, والكبت المتعمد للدوافع الشريرة وضبط النفس من الحسنات باعتبارها صبر على المعصية, اما النظافة المفرطة فهي من القضايا النسبية التي لا يمكن قياسها من مجتمع على مجتمع اخر. فكل دراسة هي صالحة لمجتمعها وبيئتها التي اجريت فيها.ان من اهم ما يميز التمييز الطائفي والعنصري بين الغرب وعالمنا الاسلامي هو ان العالم الغربي يتعامل بطريقة ذكية تحاول ان لا يكون ذلك ظاهر للعيان, اما في علمنا لإسلامي فهو تمييز طائفي اعمى ضد الشيعة, لذلك تجد ممارساته واضحة وبشعة وقد يرجع ذلك في تصوري الى ان الطرف المقابل وصل الى حد لا يمكنه ان يكبت دوافع الحقد المذهبي فتحول الى افعال غير منضبطة ومحسوبة حتى بالنسبة لعقلاء القوم, فهم يسمعون بإذن واحدة وينظرون بعين واحدة ويكيلون بمكيالين, فقد تركوا لب الاسلام وتعلقوا بالقشور, السؤال ما الذي جعل هؤلاء يحقدون على اتباع اهل البيت ( ع ) الى هذه الدرجة حتى تصل ان ينكروا حقيقة ان من شهد الشهادتين حرم ماله ودمه وعرضه؟ الجوب يمكن ايجازه بالتالي:1- الطبقة الحاكمة وعلماء البلاط يعمدون بالدفع الى هذا الاتجاه, من اجل المحافظة على مراكزهم وايجاد مبررات لتقصيرهم, وذلك من خلال وسائل الاعلام وعزل الشيعة وتكفيرهم في المناهج الدراسية و تعمد الحرمان بكل اشكاله( المالي والتعليمي وو..).2- توريث عامة الناس هذه الكراهية بقصد او بغير قصد الى الابناء, تعد هذه من اخطر الطرق التي تأسس لثقافة الكراهية من خلال سرد بعض الحوادث والتي قد تكون ليس لها واقع او اعطاء الاشارات التفسيرية وما شاكل.. ان هذه الطريقة تؤثر اكثر بكثير من الوسائل الاخرى.ان هذه الرواسب لا يمكن تحديدها في مكان معين وذلك من خلال تطور وسائل التواصل الاجتماعي وتكنلوجيا المعلومات, فالذي يحدث في باكستان او الهند او العراق او البحرين او السعودية او غيرها من بلدان العالم من قتل للشيعة او بث روح الكراهية في اوساط الطرف الاخر ليس منحصرا في تلك الدول, بل يؤثر بطريقة مباشرة على المسلمين في جميع انحاء العالم.نعتقد ان العلاج هو بيد كل مسلم يدين لله تعالى بدين الاسلام من خلال تشخيص نوعين من هذا الشر المطلق, وهما الطواغيت التي تتخذ من الاسلام سلاح لقتل المسلم, والنوع الثاني هم مذهب التكفير ( الوهابية ) الذين احلوا قتل المسلم الذي يشهد الشهادتين وتركوا بنوا صهيون في فلسطين يعيثون في الارض فسادا, بل انهم يقاتلون من يقاتل اسرائيل, فلم نسمع يوما ان تنظيم القاعدة نفذ عملية في فلسطين او تعرض لمصالح اسرائيل في العالم, على المسلمين ان يقرئوا ويثقفوا انفسهم من اجل معرفة دينهم في الدرجة الاولى وفي الدرجة الثانية ان يعرفوا من قام بأنشاء الحركة الوهابية؟ ومن زرع تكفير المسلمين في اصل نهجهم؟. وهذه مسؤولية الجميع لفرز هاتين المجموعتين عن امة محمد ( ص واله ),وقد تقع هذه المهمة على عاتق اخوتنا السنة اكثر من غيرهم, من اجل عزل هذه الجماعة الشاذة التي كفرت المسلمين جميعا وذلك لاعتبارين الاول ان هؤلاء يتحدثون باسم اهل السنة, والثاني ان يبرئوا ذمتهم امام الله و المسلمين انهم ليسوا منهم, و انهم احرار كما ارادهم الله تعالى يعبدونه ولا يعبدون الطاغوت كما هو حال علماء البلاط و اتباعهم ( الوهابية ).
https://telegram.me/buratha