عماد الاخرس
أصدرت قيادة عمليات بغداد قرارا يقضى بعزل ( حجر ) المتظاهرين المطالبين بإصلاح العملية السياسية في الملاعب الرياضية ومنعهم من ممارسة حقهم الدستوري بالتظاهر في ساحتي التحرير والفردوس !يتضح من قرار القيادة أعلاه بان المفكرين فيها قد اكتشفوا وبعد دراسة طويلة وعميقة بان المتظاهرين مصابون بأحد الأمراض النفسية والذي يستوجب عزلهم والحجر عليهم !!لذا جاء قرارهم بتخصيص أماكن عزل ( حجر ) بعيده عن مركز العاصمة بغداد ليمارسوا فيها الأفعال اللاإرادية التي تفرضها هذه الأمراض .. وعن سبب اختيارهم الملاعب الرياضية فهو تصورهم بأنه المكان الترفيهي الذي قد يريح أعصابهم ويسمح لهم بالتعبير عما في داخلهم وبالشكل الذي يخفف من حدة أعراضها !وكان الأجدر بهم اختيار مكان للتظاهر قريب من المنطقة التي فيها مستشفى ( الشماعيه ) التي كانت ولازالت مأوى للمساكين ممن شاءت أقدارهم أن يصابوا بمختلف الأمراض النفسية !حقا اكتشاف مفكري القيادة أعلاه بعزل المتظاهرين في الملاعب الرياضية كوسيلة للقضاء على استمرار تظاهرات الغضب الجماهيري يستحق الإسراع بمنحهم براءة الاختراع ولكن في مجال قمع الحريات !!
بعد هذه المقدمة أقول لقيادة عمليات بغداد ..
يبقى حق التظاهر دستوري مرتبط بالحرية الشخصية في اختيار وقت وأماكن التظاهر .. أما تحديد ذلك فهذا يعنى قمع واضطهاد واستهتار بأبسط حقوق الإنسان.وإذا كانت الحجة في إصدار قراركم هي حرصكم على أرزاق الباعة المتجولين كان الأجدر بكم توفير المكان المناسب لهم بعد أن أصبحت عرباتهم وأكشاكهم مصدر ضرر كبير تعرقل انسيابية حركة المشاة والعجلات وتُشَوِهْ جمالية مدينة بغداد.أما عن المحلات التجارية فتجمعات المتظاهرين أيام الجمع لن تعيق عملها بل على العكس وفرت دعاية إعلاميه لبضائعها ومنتجاتها .إن إصدار مثل هذا القرار غايته حصر المتظاهرين في أقفاص تحت السيطرة وهو دليل قاطع على إنكم لن تفهموا معاناة شعبكم ولن تصطفوا بجانبهم وحدود فهمكم للتظاهر لا تتعدى كون التظاهر حاله عدائيه للحكومة والمتظاهرين مجاميع مريضه نفسياً !ولأزيدكم علماً .. ليس هناك بين المتظاهرين من المصابين بأي داء ليتم عزلهم وحجرهم في ملاعب ذات أسوار عاليه ومقفلة الأبواب واغلبهم نخب خيره ومثقفه بكامل وعيها في فهم وتحليل الأحداث وحتى فوق مستوى الإنسان العادي وهم حريصون حتى الموت على استمرار العملية السياسية الديمقراطية ومؤمنون بان تظاهرهم تقويماً لها . إن الاستمرار في فهمكم للتظاهر بهذا الشكل الضيق البعيد عن الموضوعية يعنى التراجع عن الديمقراطية والتحفيز على تحويل المظاهرات من حالتها السلمية إلى حالة العنف التي يصعب السيطرة عليها .. وان تم ذلك وهذا ما لا يتمناه كل عراقي شريف وغيور فهذا يعنى سيل الدماء الذي ستدفع ثمنه الحكومة والمسئولين في قيادتكم آجلا أم عاجلا ولكم في بدء محاكمة مبارك وبن على وأزلامهم مثال على ذلك !عليكم التوقف عن علاج التظاهرات التي تفرضها تراكم أخطاء العملية السياسية وتأثيرها السلبي على المواطن والكف عن إتباع الأساليب الباليه مثل فرض حظر التجوال وغلق ساحات التظاهر وتخصيص الجيوش الجرارة لتطويق المتظاهرين واعتقالهم وغلق مقرات الأحزاب والاعتداء على الإعلاميين .. الخ .. إنها حلول لا تنفع للحد من التظاهر .أخيرا أقولها .. إن قراركم بعزل المتظاهرين في الملاعب خاطئ سيزيد الأمور تعقيدا ويسيء لانجازاتكم الأمنية وسعيكم الجاد لتوفير الأمن والاستقرار للمواطن العراقي .
https://telegram.me/buratha