المقالات

الألـغام .... آفـــة العصـر

763 10:04:00 2011-04-16

محمد عماد القيسي

اللغم هو ذلك الموت المدفون في باطن الارض الذي ينتظر فريسته من انسان او حيوان اومركبة حتى يتحول الى اشلاء متناثرة. وما زالت الالغام والذخائر غير المتفجرة تشكل عبئاً ثقيلاً على حياة المجتمعات في اكثر من اثني عشر بلداً حول العالم ومن البلدان الاكثر تضرراً نذكر(افغانستان،انغولا،اذربيجان،البوسنة،الهرسك،كمبوديا،ارتيريا،اثيوبيا،العراق،لاوس،لبنان،روسياالاتحادية، الشيشان، سريلانكا، فيتنام(

وينفق اكثر من 250 مليون دولار سنوياً على برامج مكافحة الالغام ويوظف الاف المهنيين في هذه العملية ومع ذلك تعتبر المواد المستخدمة لمعالجة مشاكل الالغام ضئيلة جداً. وفي التسعينيات جرت حملة عالمية لحظر الالغام المضادة للاشخاص وقد اسفرت عنها اتفاقية حظر الالغام المضادة للاشخاص عام 1997 المعروفة بمعاهدة (اوتوا) كما احدثت تحسينات هائلة في الاسس والتقنيات الدولية الخاصة بمكافحةالالغام.اما قصة الالغام في العراق، تبدا منذ الحرب العالمية الثانية عندماادخل البريطانيون هذا الموت للقضاء على الصراعات الداخلية وانتشرت في حقبة(الستينات والسبعينيات) من القرن الماضي.وازدادت هذه الالغام في فترة الحرب العراقية- الايرانية وتعددت المناشئ ومن ثم حرب الخليج عام 1990 بحيث اصبحت الحدود العراقية مع اغلب دول الجوار مزروعة بالالغام.واصبح العراق المتصدر الاول في المنطقة بعدد الالغام المزروعة. وما زاد من خطورتها عدم وجود مخططات او معلومات او علامات دالة.تقع الحوادث يومياً في جميع انحاء العراق بسبب تلك الالغام ولكن لايبلغ الا عن القليل منها. ولهذا ترك الاهالي اراضيهم الزراعية وخاصة المناطق المجاورة للحدود العراقية- الايرانية التي كانت بساتين خضراء من نخيل في الجنوب واللوزوالجوز في الشمال الى اراضي بور مزروعة بالموت. الالغام في المنطقة الشماليةنتيجة عدم استقرار هذه المنطقة منذ عقود وتعرضها الى الصراعات الداخلية لذازرعت فيها الالغام منذ خمسينيات القرن الماضي وتعد الزراعة فيها خطرة جداً لكونهاذات طابع جبلي صخري واسلوب الزرع على شكل دوائر تبدأمن القمة الى الاسفل (الشعاعي) او المبعثر لقطع الطرق بين القرى والمدن. وان اغلب هذه الالغام تنجرف نتيجةالامطار الكثيفة وتضيع معالمها بسبب الانجراف او كثافة الاعشاب التي تغطيالمنطقة.بعد عام 1990 ونتيجة استقرار الوضع في هذه المنطقة بدأت المنظمات الانسانية وفرق الازالة بالتوجه الى شمال العراق لازالة الالغام بتموين من الامم المتحدة من قبل برنامج النفط مقابل الغذاء.اضافة الى عدة شركات اجنبية في السليمانية واربيل فضلاً عن استعانتها بكادر محلي على الرغم من بطء العمل نتيجة لظروف المنطقة والفترة الزمنية التي مضت على زراعة هذه الالغام.الا ان جهودالخيرين وتكاتف الجميع، استطاعت فرق الازالة من تنظيف عشرات الكيلويات من الالغام ولكن الالاف من الكيلومترات لازالت بانتظار من يزيل عنها افة العصر الالغام. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ليث الموسوي
2011-04-18
تتمة للمشاركة الاولى :- هل يعقل ان دائرة لا يوجد فيها مدير عام ستطهر العراق من الالغام والمخلفات الحربية لماذا لا تحذو الحكومة العراقية حذو أقليم كردستان الذي يعمل مسؤولوه بجد مع الشركات الاجنبية والعالمية من اجل تنظيف مناطقهم متى ينتفض المسؤول العراقي في بغداد ، عدد الالغام 25 مليون لغم في العراق 70% او اكثر في المحافظات الجنوبية واذهبو الى بدرة وزرباطية والبصرة وميسان وذي قار والمثنى لتشاهدو حقيقة المأساة والارواح البريئة من البسطاء التي تسقط جاء هذه الافة .. لك الله يا عراق
ليث الموسوي
2011-04-17
اخ محمد تحية لك لكونك اثرت هذا الموضوع الذي يتسبب بموت الكثيرين جراء هذه الالغام ومخلفات الحرب وخصوصاً في المحافظات الجنوبية ولكن من دون فائدة فوزارة البيئة ووزارة الدفاع والداخلية في حرب من اجل الظفر بهذا الملف وهم من جهة والشركات الاهلية من جهه طبعاً مو من أجل الشعب بس من أجل الاموال واعتقد ان الدولة غير جدية واعتقد ان العراق لن يتمكن من الايفاء بإلتزاماته التي اقرها في اتفاقية اوتاوا وهذا ماذكره الوكيل كمال على قناه الفيحاء كما ذكر ان دائرة شؤون الالغام لا تملك الخبرة بل انها دائرة دون مدير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك