احمد الركابي
منذ عام كامل أصيب فلاح المشعل رئيس التحرير السابق لجريدة الصباح بهستريا غريبة تجسدت في التصريحات الموتورة في وسائل الإعلام المختلفة وفي مقدمتها الفضائيات المأجورة والمواقع الالكترونية غير الموثوقة يعبر من خلالها عن أزمة داخلية معروفة الأهداف تتمثل بردة فعله لطرده من جريدة الصباح التي نقلته من مندوب يستجدي الأخبار من فنانات الدرجة العاشرة إلى رئيس تحرير أصبح بين ليلة وضحاها ومن خلال صفقات فاسدة وفضائح مالية وعلاقات مشبوهة يمتلك العقارات في بغداد وعمان ودبي وأماكن أخرى لا يعلمها إلا الله وما لم يملكها إلا كبار المستثمرين وكلنا نعلم إن الرجل لم يكن يملك شيئا قبل إن يتولى إمبراطورية الصباح وسطوه على إعلاناتها واستغلال موقعه لإبرام صفقات ومقاولات يضرمها بأسماء أقاربه وتشمل كل الوزارات وفي مقدمتها وزارة التجارة وأمانة بغداد .
فلاح المشعل وهذا ليس ادعاء لأنه موثق في جريدة الصباح نفسها كان بوقا لنوري المالكي وحكومته وكل الوزارات التي كان يتغازل معها أو يشتمها تمهيدا للحصول على العقود المليارية حتى إن مقربين منه كانوا يسمونه فلاح المنشار فهو يقبض حين يصعد منشاره ويقبض حين ينزل منشاره بالشتائم والهجاء فلكل موضوع كان ينشر في الصباح له ثمن يقبضه المنشار الذي ضحك على الجميع وفي مقدمتهم مجلس الأمناء الذي لم يكن أمينا في فضح المشعل وتواطأ معه في السكوت على فساده ولم يطبق عليه مبدأ من أين لك شقق عمان وقصورك في شارع فلسطين ومعاملك الخاصة بالزفت والمطابع الحديثة وسيارات الهمر ولم يسال عن شهادته المزورة من كلية الفنون الجميلة وهم يعلمون انه لم ينهي دراسته في معهد الفنون الجميلة والجميع يعرفون انه فشل باجتياز السادس الإعدادي ولا ندري كيف انتظم الآن كطالب في قسم الإعلام في جامعة الإمام الصادق .
ومجلس الأمناء غير الموقر لم يسال المشعل عن سيارات الهمر التي وفرها له جواد البولاني وملايين الدولارات التي تسلمها للدفاع عن الحزب الدستوري وأموال أخرى كان مصدرها الإمارات العربية والسعودية المعنية بإسقاط الحكومة الشيعية في العراق سواء كانت مالكية وحتى العلاوية ، لان المطلوب حكومة تابعة للحزب الدستوري وصاحبه البولاني الذي تهيئه دول الخليج أن يكون رجلهم في العراق ما بعد حكومة المالكي .
ولعل من الغريب أن يتحدث الفاسد عن الفساد أمثال فلاح المشعل الذي حول الصباح في حينها إلى مطية للإيجار يمتطيها كل من يدفع ونحن جميعا اطلعنا على مواقفه المتذبذبة ومعه شلته المنافقة التي زرعها في الصباح خلال أزمة مصرف الزوية فذكر في الافتتاحية الأولى أنها جريمة منظمة قامت بها جهة نافذة لكن الافتتاحية في اليوم الثاني قال إن البعض فهم الافتتاحية الأولى بطريقة مخطئة وان الجريمة حادث فردي وعادي وذكر في الافتتاحية الثالثة بعد أن التقى مع ( ذيله التافه ) احمد عبدالحسين بنائب رئيس الجمهورية عادل عبدالمهدي الذي اتهموه بجريمة المصرف وبتوزيع البطانيات الملوثة بدماء الأبرياء بان هذا الرجل هو رمز لحرية التعبير في العراق وانه أعطى للعملية السياسية ولم يأخذ منها ، وفي الافتتاحية الرابعة دعا المشعل السيد السيستاني للتدخل ..!!! ، ويبدوا من كل هذه الافتتاحيات إن المشعل عرض استقلالية الصباح إلى المهانة والمذلة وجعلها تعبر عن هواجسه ومخاوفه الشخصية وليس صوتا لدولة العراق كما يطالب الآن وهو بعيدا ومطرودا عنها .
ولعل من غرائب هذا الزمان إن فاقد الشيء يدعي امتلاكه والدفاع عنه ، إننا ندعو هذا الرجل لخضوعه اختبار بسيط في فن التحرير الصحفي الذي تجريه نقابة الصحفيين العراقيين وأننا على ثقة مطلقة بأنه سيرسب وبامتياز وندعوه أيضا إن كان صادقا أن يظهر للناس كتاباته قبل عام 2003 لنعرف مقدار شجاعته وكفاءته المهنية ودفاعه عن الذين يتهمونه بإجراء حوارات مع الفنانات والفنانين مقابل ثمن يعرفه الآن العديد من زملائه والجميع يعرف إن الزميلة فردوس العبادي هي التي كانت تعيد صياغة مواضيعه في ألف باء وحجم الأخطاء الإملائية وركاكة الجمل غير البلاغية ، ونعرف أيضا الشبهات التي تحوم حول دوافع تلك الحوارات الصحفية المدفوعة الثمن وهي اقرب إلى الإعلان من الإعلام .
ولابد لنا أن نتساءل هل إن رئاسة تحرير الصباح تدر كل هذه المليارات أم إن هذه الأموال هي حصيلة توظيف الصباح لخدمة الأغراض الانتخابية لهذه الجهة أو تلك ولعل حجم علاقات صاحبنا مع المستثمرين والمفسدين واستغلاله لمنصبه لتقريبهم من كبار المسؤولين لمنحهم العقود كونهم واجهات له ويعملون لمصلحته .
إن تاريخ المشعل يؤكد بأنه من أسرة فقيرة الحال وانه قبل عام 2003 لم يمتلك سوى سيارة برازيلي ولا يمتلك عقارا أو حمارا فما الذي غير الأحوال بعد أن أصبح رئيسا لتحرير الصباح وهبط في توزيعها من خمسين ألف نسخة إلى دون العشرين بعد حولها إلى صحيفة نفاق ودجل وهو الآن يبكي عليها ويذرف دموع التماسيح ويدعي بأنها أصبحت بوقا من بعده ولا يعترف بأنه حولها في زمنه إلى فرقة موسيقية كاملة تتفوق على كل الفرق العراقية حتى إن بعض الظرفاء أطلق على الصباح في حينه بأنها تحولت إلى فرقة فلاح للفنون الشعبية .
ندعو مخلصين الزميل المشعل ( المنشار ) لمراجعة تصريحاته ومطابقتها مع مواقفه حينها سيدرك حجم الأكذوبة التي يعيشها وانه أصبح مصدرا للتندر وان القنوات التي تحتفي به وتتبنى تصريحاته مثل البغدادية والشرقية وغيرها تنظر إليه وكأنه قرقوز تحركه خيوط خفية لعل أقواها الخيط البولاني وخيط آخر يعبر عن الشعور بالنقص والدونية والإسقاطات الذاتية وكأنه يصرخ عبر ثرثراته الإعلامية بأنه بريء من كل الموبقات السابقة والصفقات اللاحقة وصدق من قال إن كنت لا تستحي فعليك أن تقلد سلوك فلاح المشعل خريج فرقة ملايين للفنون الشعبية .
https://telegram.me/buratha