عادل العتابي
تاريخ الحبيبة بغداد مع القمم العربية يتحدد باستضافتين فقط،كانت الاستضافة الاولى في اواخر عام 1978 وبعد تلك القمة باقل من عام واحد وبفعل فاعل اندلعت الحرب العراقية الايرانية واستمرت لاكثر من ثماني سنوات،ذهب ضحيتها العشرات من ابناء العراق ومن كل المحافظات والقرى والمدن والقصبات، والاستضافة الثانية كانت في شهر ايار من العام 1990 وبعد ثلاثة اشهر جاء غزو البلد الشقيق الكويت وبفعل فاعل ايضا من قبل قوات النظام المباد،وعانى العراق من ويلات ذلك الغزو ليومنا هذا،اذ يدفع شعبنا مبالغ ضخمة من التعويضات الى دولة الكويت،اليوم فان القمة العربية المقبلة والتي من المقرر انعقادها في العاصمة الحبيبة بغداد في وقت لاحق ،ستكون اللاستضافة الثالثة لبلدنا العزيز للقادة والروساء والملوك والامراء العرب،ومع ان البعض يقول بان (الثالثة ثابتة) فاننا في العراق نضع الايادي على القلوب خوفا من الاستضافة الثالثة اذ قد تحل الكارثة الكبرى ببلدنا اذا ما حضر اصحاب السمو الى القمة ،لكن الوقائع تشير الى عدم امكانية انعقاد القمة في بغداد،لاسباب عديدة منها ان مصر بلد الجامعة العربية والمسؤولة عن القمة العربية لاتعرف ان كان الرئيس حسني مبارك سيحضر هذه القمة ام يحضرها احد قادة الجيش؟ اذ ان الشعب المصري البطل في طريقه لاجتثاث الحزب الوطني وعدم السماح له بمزاولة نشاطه السياسي،وربما سيحضر القمة اي مسؤول في مصر يبقى حرا طليقا من دون ان تستدعيه لجان النزاهة للتحقيق معه وبيان مصدر ثرائه،او ان التمثيل المصري في القمة سيكون لاحد الثوار الابطال من رجال الثورة المصرية؟ الرئيس معمر القذافي لايتمكن من الحضور الى القمة او القمم اللاحقة سواء كانت عربية او افريقية بسبب ثورة الجرذان والمقملين والمخدرين والقذرين على نظامه في كل شارع وزنكة وساحة ومدينة ،وقد يسمح لوزير الخارجية الليبية التاسع عشر بحضور القمة اذا ما استمر الثوار بمحاربة ومقاتلة نظام القذافي واستمر وزراء الخارجية المعينين حديثا بتقديم استقالاتهم والالتحاق بالثوار،الرئيس زين العابدين بن علي في حيرة من امره بين ان يكون في القمة ممثلا لدولة تونس او ان يرد على اتهامات الفساد المالي والاداري والسياسي من قبل لجنة النزاهة في بلده ،وبين المطالبين باجتثاث حزبه من المشهد السياسي التونسي.علي عبدالله صالح لن يكون جاهزا لحضور القمة العربية فالشعب هناك يريد تغيير النظام واسقاط عبدالله،ولسان حاله يقول :كيف اسلم من الثورة حتى احضر القمة ،اذ انه رغم تواجده في البلد لحد الان الا ان الشعب يريده ان يرحل فكيف الحال اذا سافر الى بغداد لحضور القمة ومن يضمن له العودة الى اليمن والى كرسي الرئاسة اذ ما تم قفل ابواب مطاري صنعاء وعدن بوجهه؟عبدالله الثاني يستنجد بأخواله البريطانيين لانقاذه ونظامه في الاردن من الثوار ومظاهراتهم التي تريد اصلاح النظام كبروفة لاول مرة ثم سرعان ما تتغير مطالبهم باسقاط النظام ورحيل الملك كمطلب نهائي.ملك البحرين ومعه ملوك دول الخليج العربي تفكر بشطر قوات درع الجزيرة الى قسمين متساويين القسم الاول يحضر كحمايات للملوك والامراء في بغداد كونهم يخشون العاصمة الحبيبة بغداد رغم كونها الاجمل في كل الدنيا،اما القسم الاخر من الدرع الهمام فانه سيبقى في البحرين لصد عدوان الشعب البحريني ذلك الشعب المجاهد والمكافح ضد الفساد والتمييز العنصري والشوفيني المتمثل بممارسات رجال الدولة والسلطة والشرطة،اما الملك السعودي عبدالله فان الجميع لايريد حضوره الى القمة لانه سيقرأ كلمته على طريقة الحاج راضي (رحمه الله) (اه ديكي نحباني للو) وربما تستمر كلمته لايام من دون ان يفهم احد الحاضرين منها شيئا،وستفرد لها المساحات الكبيرة في المواقع الالكترونية للتندر والاستهزاء،لذا فان هذه القمة وبهذا الحضور وبهذه المنة وبتلك النتائج لانريدها.
https://telegram.me/buratha