حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
يبدو إن ما حدث ويحدث في الخارطة العربية خلال الفترة القصيرة الماضية والتي تستمر بنجاح ساحق من تغيير في طبيعة الأنظمة الحاكمة وزيادة وتيرة التظاهرات والاعتصامات والمطالبة من قبل الشعوب العربية بتغيير شامل وكامل للأنظمة ساهم هذا الحدث في استبدال النظرة التي كانت تكنها هذه الأنظمة للعراق ، وبالذات بعد سقوط النظام القمعي الذي كان يحكم العراق لفترة طويلة استمرت حتى انهياره في التاسع من نيسان 2003 والذي أدى هذا الانهيار إلى خلق حالة من الفوضى عند بعض الذين لا يردون أن يستقر الوضع في هذا البلد ومن ثم تحقيق مآرب خارجية . وألان ولله الحمد فقد تم السيطرة على اغلب تلك الفوضى تدريجيا وفق نشر سياسة احترام الأخر وتطبيق القانون وفق ما يقره القضاء العراقي . وتم القبض على الكثيرين ممن سولت له نفسه العبث بأمن الشعب والوطن ، وبالتالي فان مسالة التوتر في العراق قد تضاءلت ولو أنها أخذت الكثير من أرواح الأبرياء وذهبت معها ملايين الدولارات من الأموال العراقية في جيوب وبنوك بعض أولئك المفسدين . وبعد أن قلت حدة الصراعات الطائفية في العراق وبدا العراقيون يرضخون للأمر الواقع في سبيل استمرار حياتهم وعودتهم إلى الطريق الطبيعي وهو خدمة الوطن كلا من موقعه رافق هذه التطورات في العراق تطورات أخرى وبشكل سريع وغير مسبوق في الوطن العربي ، فكان لسقوط الأنظمة في تونس ومصر وما يحدث ألان في ليبيا والبحرين وسوريا واليمن وغيرها من الدول العربية ــ ساهم ــ في تسليط الأضواء على العراق باعتباره ألان يعيش حالة من النمو والتطور أفضل بكثير مما يحدث في مثل تلك البلدان التي كان بعضها ربما سببا في كل الإرهاب الذي حدث في العراق . فالعراق ألان بات من البلدان التي ينظر لها الأشقاء العرب بكل أنظمتهم إلى انه يمكن أن يتولى زمام المبادرة العربية الجديدة من خلال عودته وبقوة إلى الظهور في العالم العربي .
https://telegram.me/buratha