خضير العواد
إن ظاهرة التهميش والإقصاء والعزل التي يعاني منها أتباع أهل البيت (ع) في أغلب الدول التي يتواجدون فيها كدول الخليج وباقي الدول العربية والإسلامية قد تعدت جميع المواثيق الانسانية , فأصبح أتباع التشيع يقتلون ويسجنون ويطردون من أعمالهم ولايوظفون في أغلب المراكز الحساسة أو الوظائف المهمة في الدولة وينفون من بلدانهم والأمر لم يصبح سراً أو خفاءاً بل علناً وإظهار هذه الأعمال أصبح من الدعايات المهمة للشخص لكي يكون مقرباً من الحكومات أو المؤسسات الدينية المتشددة في تلك البلدان , فهذه ثورة البحرين العظيمة التي أبهرت العالم بسلميتها وتفاني جماهيرها في المطالبة بحقوقهم المشروعة فخرجوا نساءً وأطفالاً وشيوخاً وشباباً كلهم ينادي لبيك يا بحرين , ولكن بسبب معتقداتهم وإتباعهم لمذهب أهل البيت (ع) نلاحظ جميع قوى المنطقة و في مقدمتهم المملكة العربية السعودية قد أرسلت جيوشها من أجل أبادة المنتفضين وردعهم بأعتى الطرق المجرمة ولماذا لايكون كذلك والجميع قد أعمى العيون وأغلق الأذان فهذه الفضائيات لاتغطي ثورة البحرين ولو بدقيقة واحدة من الوقت بل تناست أن هناك شعبٌ ثائر يطالب بحقوقه وبسبب صرخاته المدوية فأنه يقتل ويسجن ويعذب وتهدم دور عبادته من مساجد وحسينيات وهذا جميعه بسبب إنتمائه العقائدي أي إنتماء أغلب الشعب البحريني الى التشيع , أي يعامل الشعب البحريني معاملة عنصرية بغيضة و ألأمر لم يكن وليد اللحظة أو بسبب خروجه على الأسرة الحاكمة هناك ولكن الأمر له بعدٌ تاريخي لأن الشعب البحريني قد عانا ما عانا من تهميش وأقصاء منذ مئات السنيين , وهذا الذي يعاني منه شعب البحرين يعاني منه جميع الشيعة الذين يقطنون كأقليات في البلدان التي تحكمها حكومات تتبنى عقائد مختلفة لعقيدة أهل البيت (ع) كالسعودية والامارات وقطر ومصر وأفغانستان وباكستان وأندنوسيا وغيرها من الدول الأسلامية , وجميع أتباع التشيع يعانون من العنصرية والكراهية البغيضة بسبب العقيدة التي يعتقدون بها لذا على الجميع أن يناشدوا بأيقاف التميز العنصري ضد الشيعة وأن يحمل هذا الشعار في جميع المظاهرات وأن تنقل الرسائل والمطالب الى جميع مكاتب الامم المتحدة والمنظمات التي تهتم بمشكلة التميز العنصري , لأن هكذا عنصرية هوجاء يعامل بها الشيعة يجب أن تواجه وتجابه لأن حرية العقيدة والعبادة من أساسيات ميثاق الأمم المتحدة ولكن منظماتنا الانسانية والشخصيات العلمية والأقتصادية والقانونية لم يركزوا على المطالبة في إقاف أو التصدي لظاهرة التمييز العنصري والكراهية الدموية التي يعاني منها الشيعة في جميع أماكن تواجدهم , لذا علينا مواجهة هذه الكراهية والعنصرية في كل بلد يضطهد فيه الشيعة بشتى الطرق حتى نصل الى مبتغانا وهي الحياة الكريمة والعيش بسلام ,علماً أن هناك تجارب قد سبقتنا في رفع هذا الشعار وقد نجحت في الوصول الى أهدافها المنشودة كما هو الحال في جنوب أفريقيا و معادات السامية بالنسبة لليهود لذا علينا أن نستثمر تجاربهم الناجحة في هذا المجال وأهم شعار رفع في تلك التجارب لا للتميز العنصري ولا يترك أي باب إلا ويطرق لأن الفئة التي تقود هذه الحملات العنصرية ضد الشيعة لايمكن السكوت عليها وعلى أعمالها لأنها تريد حرق كل طريق للتعايش السلمي بين جميع الشعوب المسلمة إن كانت عربية أو غير عربية وهذه الحفنة من القيادات السياسية أو الدينية المدعومة من القوى الكبرى قد رفضت جميع الدعوات والشعارات الأخوية والوحدوية لأنها تضر بمصالحها وبقاءها في السلطة وكذلك تهدد مصالح قوى الإستكبار العالمي التي تساند بقاء الحكومات العنصرية في السلطة.أن الدعوات التي ترسل الى المثقفين أو المعتدلين من أخواننا أهل السنة كلها لم تلاقي النجاح لأن اصحاب الخط المتشدد العنصري من أهل السياسة أو الدين هم الأقوى مادياً ومعنوياً والشارع دائماً يتقبل التشدد والمغالات في الأشياء أذا كانت مصطبغة بصبغة دينية أوشرعية , لذا لا يوقف هذا المدد العنصري البغيض إلا إذا رفع شعار لا للتمييز العنصري ضد أتباع أهل البيت (ع) ونحاول أن يرفع هذا الشعار من جميع الطوائف الإسلامية سنةً وشيعة لأنه يخص التعايش السلمي لجميع الشعوب التي تسكن في بلدان المنطقة العربية أو الإسلامية لأن النار إذا أشتعلت فأنها تحرق الأخضر واليابس والله سبحانه وتعالى يقول"ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين"(الانفال/ 46) ويقول رسول ألله (ص)( من سمع مسلماً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم ) إذاً يجب أن يقول الجميع لا للتمييز العنصري ضد الشيعة في العالم الإسلامي .
https://telegram.me/buratha