عباس المرياني
الكل يتذكر كيف أن تركيا وإيران وقفت موقفا حازما في عام 2003 ورفضتا السماح للقوات الأمريكية والبريطانية والقوى الأخرى المتحالفة معهما من استخدام الأراضي والأجواء الخاصة بالبلدين والمساهمة في القضاء على نظام الطاغية صدام وحزبه الدكتاتوري ليس حبا بنظام البعث الكافر بل لقناعات راسخة في قيادة البلدين بان استقدام قوات أجنبية لا يخدم مصلحة الشعب العراقي بقدر ما يخدم أعداء العراق خاصة في دول الجوار العربي والتي لا ترى في عراق مستقر عنصر اطمئنان لوجودها..وآلا في حسابات الملفات العالقة بين العراق ودول الجوار الشائكة فان أكثر الدول التي تتمنى القضاء على صدام ونظامه الكافر هي جمهورية إيران الإسلامية لان صدام تحمل آثام كل العرب والعالم باستثناء روسيا والصين وسوريا وكوريا الشمالية وليبيا وخاض حربا ظالمة استمرت ثمان سنوات كلفت البلدين الكثير أثبتت فيها الوقائع والتحقيقات الدولية وشهادة أصدقاء الأمس ان غطرسة صدام وحقد الإعراب القومجيه وخوف الظلمة على عروشهم من الخطر القادم من مبادئ الثورة الإسلامية الإيرانية التي قادها الإمام الخميني(قده) بالإضافة إلى المصالح الدولية والأطماع الاستعمارية لأمريكا وحليفتها دائما وأبدا لندن هي الوصفة السحرية التي أشعلت شرارة الحرب.ولا يمكن لأي شخص أن يتصور حجم الحرب الإعلامية والكلامية التي كانت ستوجه الى إيران من قبل صالح المطلك ومحمد الدايني وعبد الباري عطوان وجاسر الخاسر والوفي داود البصري وقناة الشرقية والبغدادية والجزيرة والقوة الثالثة والرابعة وهكذا إلى ما لا نهاية لو أنها سمحت لأمريكا من استخدام مجالها الجوي والأرضي وضرب الأراضي العراقية ولانبرى مئات المتسكعين والفاشلين من الحقوقيين والمحامين الأعراب ومعهم محمد صبحي ورمزي كلارك والحكومة البلاروسية والجميلة رغده وغيرهما ممن ملأ جيوبه وباع شرفه بصفقات كابونات النفط المخجلة للتباكي على الشعب العراقي ومظلوميته وضحاياه..... لكن ألسن الجميع قد أخرست ووجد العاطلين والمرتزقة من الجبناء والبغايا أنفسهم أمام صمت مطبق في الدفاع عن الشعب العراقي وهو يتعرض لإبادة جماعية قادتها أمريكا وبدعم كامل من دول الخليج تتقدمهم السعودية بكل عهر ملوكها ليس لان الشعب العراقي طلب منهم ذلك بل لأنهم وجدوا في الخلاص من نظام صدام فرصة لالتقاط الأنفاس وترتيب أوراقهم للمرحلة القادمة طالما ان وجودهم مستمر بفضل مباركة أبناء العم سام ووجود القواعد والمحميات الأمريكية في مياه وأجواء وأراضي وشرف ممالك الخليج.ويمكن التأكد من نوايا دول الخليج في مساعدة الشعب العراقي من عدمه أيام الانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991 والتي فقدت الحكومة المركزية سلطتها في أكثر من أربعة عشر محافظة وكيف ان هذه الدول ورغم إذلال صدام لهم الا أنهم وقفوا إلى جانبه لاسباب طائفية وخذلوا الشعب العراقي ومعهم أمريكا وجعلوه نهبا لجرائم صدام وزبانيته.كما ان أكذوبة أحزاب المعارضة العراقية في الخارج وإنها كانت السبب في قدوم القوات الأجنبية مردود على من يتبنى هذا المنطق الفارغ لان دول الخليج والاردن ومصر لم تسمح للقوات الأجنبية باستخدام مجالها الجوي والبري والبحري لما حدث ما حدث كما ان الأرشيف الإعلامي ووثائق المعارضة العراقية في الامم المتحدة وخاصة الإسلامية الشيعية والتي كانت تتمثل بقمة الهرم بقيادة شهيد المحراب آية الله السيد محمد باقر الحكيم والتي كانت تؤيد مبادرة الشيخ زايد والمتمثلة بتنحي صدام وتشكيل حكومة انتقالية يشارك فيها الجميع دون السماح للقوات الأجنبية باحتلال العراق وتغيير النظام فيه.ان ما قامت به دول الخليج ومعهم الأردن ومصر في عام 2003 يعتبر جريمة إبادة بحق شعب العراق لأنهم مهدوا للقوات الأجنبية من احتلال العراق ونهب ثرواته وقتل شعبه باستخدام جميع الأسلحة المحرمة دوليا.وليس هذا فقط بعدما أسفر بياض الصبح عن الدول الداعمة للإرهاب ضد أبناء الشعب العراقي وطوال السنوات التي تلت سقوط نظام صدام وراح ضحيتها عشرات الآلاف من الأبرياء وتحميل هذه الدول مسؤولية المذابح التي تسبب بها ألزرقاوي والمصري والبغدادي وجرذان الصحراء من مهلكة ال سعود كما تحملت ليبيا جريمة لوكربي وعوضت ضحايا جريمة المقرحي وهذا ملف أخر يمكن تقديمه إلى محاكم العدل الدولية بالإضافة الى جريمة مشاركة هذه الدول في حربها ضد العراق وإلزام هذه الدول بدفع تعويضات للإضرار الجسيمة التي لحقت بالعراق .لم يتبقى أي غبش او ضباب على فرز مواقف دول الخليج ضد الشعب العراقي ولنا في تركيا وإيران وسوريا اذا بقيت على وضعها قوة وعمق استراتيجي وتحالف قوي تتوفر فيه كل عوامل النجاح والبصق في وجوه تعبنا من تحمل آثامها وغطرستها وجهلها خاصة بعد ان كشفت هذه الدول عن وجهها القبيح بعد أحداث البحرين وطلبها إلغاء القمة في بغداد العزيزة والتي لا تتشرف بان يطأ أرضها قتلة ومجرمين ومخنثين
https://telegram.me/buratha