المقالات

العراق وضبابية المستقبل

810 15:11:00 2011-04-17

عبد الكريم ابراهيم

مازالت العملية الديمقراطية العراقية فتية لم تنضج بعد، رغم مرور اربع سنوات ،كانت السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية على غير المستوى المطلوب الذي عول عليه الكثير من العراقيين .والاسباب كثيرة ومتداخلة ،بعضها ناجم عن تفكير بعض السياسيين بعقلية واسلوب المعارضة التي تحاول تصيد الاخطاء والازمات لجني مكاسب معينة ،وليس من اجل تقويم العملية السياسية ،وعدم قدرة بعض المسؤولين الحكوميين الخروج من العباءة الحزبية التي تحكهم تفضيل ولاء الانتماء الذي اوصلهم الى مقاعد الحكم على المصلحة الوطنية التي هي دائما في الذيل ،فضلا عن الهوة ما بين المواطن والمؤسسات الحكومية التي تتكلم فقط بلغة الارقام والمشاريع ،والتي لم يجن منها العراقيون سوى شبكات الفساد الاداري تنخر مفاصل القطاع الحكومي. وهنا لايمكن انكار بعض المكاسب الامنية التي حققتها الحكومة المنتهية ،ولكنها لا ترقى الى ما يمكن ان نطلق عليها مكاسب بمعنى الكلمة ، لان واجب الحكومة هو المحافظة على امن وسلامة المواطن ،خصوصا ان المسؤولين هم من انتدبوا انفسهم لهذه المهمة مختارين غير مجبرين ،وما يتحدث عنه هؤلاء من تقدم في الانجازات هو مبالغة كلامية لترطيب الاجواء الحارة ،ولااعتقد انها ستحسن صورتهم في انظار العراقيين ،لان العقل والمنطق يقولان :على الذي لايستطع القيام بواجبه ،التخلي لمن هو اقدر منه ! ، والعراق ماشاء الله مليء بعقول وكفاءات قادرة على ادارة البلد على احسن مايكون ،لو وفرت لها الفرصة لذلك .ولايمكن ان ينكر ان من اسباب تراجع الاداء الحكومي هو تداخل الصلاحات وضبابيات وتفسيرات الدستور الذي يمكن ان يؤول حسب المزاج ،فضلا عن التدخل من اجل رسم الخارطة العراقية الجديدة وتوجيها نحو الوجهة معينة ذات حسابات، المواطن بمنأى عنها .فقد العراقيوسبع سنوات من اعمارهم ،هم في وقت احوج ما يكونون اليها لعلاج الجراحات ونسيان الماضي الاسود الذي يبدو لايريد ان يفارقهم ،وفتح صفحة جديدة من الامال والاحلام الكثيرة وتدارك ما فات ،لكن هذه السنوات الاربع القادمة والتي مضى منها اكثر من سبعة اشهر ،كأخواتها السابقات التي ولت بسرعة دون ان نعرف منها شيئا يذكر.قد يقول البعض ان هذه قراءة مستعجلة ومتشائمة .وفق معطيات الاحداث يمكن القول ، ان اسباب التراجع مازالت قائمة ولم تتغير الى حد بعيد ،مهما اطلقنا على الحكومة القادمة ،حكومة شراكة ،حكومة توافق ،لان الصراعات حول تقاسم المناصب الحكومي جعلتها اضعف من التي مضت،لان درجة الغليان زادت عن ذي قبل،ما يعني حكومة عرجاء تقف حائرة امام المشكلات المهمة التي تحتاج الى سرعة الحسم وعدم التردد ، وتركز عملها على الامور الثانوية أو بالاحرى حكومة مطاطية تأكل الوقت ولاتعطي شيئا ،وعلى رأس المشكلة صلاحيات رئيس الوزاء واستحداث تشكيلات حكومية جديدة تحاول سلب بعض المؤسسات القديمة صلاحياتها ، فضلا عن كثرة الوزارات و الترشيح لها وفق المحاصصة والتي لابد ان تمر من بوابة التقاسم التي ساهمت في طفح شخصيات على ارض الواقع ليست بذي كفاءة ،فكانت النتيجة ما كانت !وضع مترد ،بشهادة المؤسسات الدولية مع مجاملة امريكية . اهم من كل هذا مشكلة المركز والحكومات المحلية وعدم وضوح الصلاحيات التي جعلت البعض يتصرف على هواه ،وهذه المشكلة ستتفاقم في المسقبل ،لوجود نزعات بالاستقلال في اتخاذ القرارات دون الرجوع الى استشارة المركز، وكل الاطراف تحاول تفسير الدستور حسب الهوى ! ربما تكون هذه نظرة سوداوية للامور، ولكن الجواب يكمن في ان العقلية التي يفكر فيها بعض السياسيين لم ولن تتغير خلال المدة القادمة ما يعني تكرارا لما سبق ،ربما تكون باسماء جديدة ولكن المحصلة هي نفسها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك