محمود شاكر شبلي
غريب ومؤسف أمر بعض البرلمانيين العراقيين .. وغرابتهم طبعا قد جاءت من غرابة أفعالهم وأقوالهم.قبل يومين صرح أحد البرلمانيين من على شاشة التلفزيون ( وقد يكون هو الجياشي نفسه) بأن ضربات (المقاومة الشريفة) ستخرج الأمريكان أذا تم التمديد لبقائهم .أي مقاومة شريفة يتحدث عنها هذا الذي يسمّى (برلماني). هل هم لصوص حارث الضاري أم قتلة شعبنا من البعثيين أم بهائم تنظيم القاعدة أم غيرهم؟ ماهذه الجرأة على التصريح بالأنتظام في صفوف الأرهابيين والقتلة من قبل بعض البرلمانيين؟البرلماني (خالد الجياشي) هو مثال مؤسف اخر..فقد جاء في الخبر(اكد عضو للجنة حقوق الانسان والتحالف الوطني خالد الجياشي"الشعب العراقي له حق في الثورة والانقلاب ضد النظام الحكومي في حال عدم الالتزام بمواعيد الانسحاب الاميركي بموجب الاتفاقية الموقعة بين البلدين".) ثم يضيف الخبر (وقال الجياشي في تصريح صحفي اليوم" ان ما يدور من أحاديث "عن احتمالات تمديد بقاء هذه القوات في العراق بعد هذا الموعد "يجعلنا نشارك في هذه الثورة مقارنة بما يحدث في بلدان العالم من تظاهرات داعية الى الحرية الحقيقية للعراق. وكانت معلومات صحفية قد اشارت الى موافقة رئيس الوزراء نوري المالكي بتمديد فترة بقاء القوات الاميركية في العراق ما بعد الموعد المحدد لانسحابها نهاية العام الجاري)وبعد حديثه عن الأنقلاب والثورة يستطرد البرلماني المحنك المنتخب ويقول (هذه المعلومات لا تمثل اية حقيقة على ارض الواقع كون تمديد بقاء القوات الاميركية في هذه الاتفاقية ليست من صلاحيات رئيس الوزراء، خارج سياق التفويض البرلماني بعد المصادقة على الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة، وحصر ذلك بخروج القوات الاميركية في الموعد المحدد نهاية العام الجاري ) يبدو ان السيد البرلماني (المنتخب) أفرغ مافي جوفه من سموم, وسطر ما يجول بخاطره من أفكار مريضة وما يعشعش بعقله من أمنيات خائبة , بأشارته الى (الثورة والأنقلاب) الذي يعيدنا الى زمان قد ولّى بلا عودة ( زمان البعث الخائب وأزلامه الجهلة المجرمين) ,الذين لا يخلو سطر يسطرونه أو جملة ينطقونها من كلمة الثورة أوالأنقلاب اللواتي يعبّد طريقهما بالجماجم والدماء ,ثم ناقض نفسه وأشار الى أن قضية التمديد هي من أختصاص مجلس النواب وهي ليست من أختصاص وصلاحيات رئيس الوزراء. بغيضة من القاموس البعثي الملطخ بدماءأبناءنا ؟ السيد خالد الجياشي هو عضو لجنة حقوق الأنسان وعضو التحالف الوطني.. وهو يظن ويدّعي أن من حقوق الأنسان هو القيام بثورة وأنقلاب ضد الحكومة المنتخبة لغرض جلب الحرية الحقيقية للعراق كما يدّعي. من قال لك(ياعضو لجنة حقوق الأنسان ) أن الأنقلاب العسكري والثورة الدموية هما حقان مكفولان في ظل نظام ديمقراطي برلماني منتخب؟ ومن قال لك أنهما يجلبان الحرية ؟ولك في الأنقلابات المتكررة في تاريخنا الحديث خير مثال على أنها جلبت الموت والدمار والطغيان بدل الحرية الحقيقية. ولك أيضا في سير اخواننا العرب وأنقلاباتهم خير مثال على انها جلبت الخراب والدمار وسلطت الطغاة على الرقاب.وأذا لم تكن الأنتخابات والديمقراطية والسيطرة على الموارد والدستور وحرية الفرد والتعبير هي حرية حقيقية , فما هي الحرية الحقيقية برأيك؟ماهذه اللهجة الجديدة للبرلمانيين العراقيين وكيف ظهرت ومن بدأها؟سؤال نوجهه لمجلس النواب وللحكومة العراقية !!.
https://telegram.me/buratha