المقالات

تحية فيلية الى الشيخ جلال الدين الصغير

911 10:08:00 2011-04-18

صلاح جوامير

مرة بعد أخرى يجلجل صوت الحق عاليا فوق كل الاصوات، وليصرخ بعلو صوته مناديا باحقاق الحق لشريحة الكورد الفيلية الذين وبصراحة قّل ناصريهم، إنه وبلا شك صوت شيخنا الجليل الشيخ جلال الدين الصغير حفظه الله وأدام ظله، وعّضد ساعده دوما في نصرة المظلومين.. أي والله جلجل صوت الشيخ جلال ونطق بحالنا ووصف رزايانا ومصائبنا وبيّنها أحسن تبيان.. في خطبة الجمعة السابقة المصادف: 1 جمادى الأولى للعام 1432هـ المصادف 15 نيسان 2011م.. وتكلم فيها عن ذكرى مأساة تهجير الاكراد الفيلية الأليمة ليوم 6 نيسان 1980

في مثل تلك الايام فقدنا أعزة لنا لا ينساهم القلب ولا يغيبون عن الوجدان، في مثل تلك الايام حلت بنا مصيبة أطاحت بنا والى يومنا هذا. ونحن والحق يقال عن أهله إن شيخنا الجليل (حفظه الله من كل مكروه ورعاه) فانه لطالما وقف الى جانبنا وجانب كل مظلومي العراق، وليس هذا بغريب على مَن تشرّب الشجاعة من «براثا» حيث صلى على أرضها الطاهرة أشجع فارس قارع الباطل، وليد البيت المكّي ويعسوب الدين علي أبن أبي طالب (ع)، لم يخشى الشيخ في خطبته بحقنا لومة لائم، وفصّل معاناتنا كما نعايشاها نحن بدقة ‪ وتكلم عن لسان حالنا‬ وأكثر.. وفصّل بكل تفصيل ما مررنا به في تلك الرحلة حين أبعدنا الطغاة عن الوطن، بعد أن أمعن في ظلمنا لهويتنا.فتحية من ألف قلب وقلب.

وهل يا ترى سمع من سمع من مسؤولينا والتفتوا الى صوت الضمير هذا؟ صوت قّل نظيره في هذا الزمن.. نحن نرقب عراقنا الحبيب عن بعد ويحزننا كثيرا أن نرى باننا ما زلنا - وأقولها بصراحة - هدفا مستساغا حين لم تنصفنا كل تلك القوانين التي من المفروض انها قد سُنت من ضمن ما سُنت لتضع الصحيح في مكانه ولتزيح الباطل وكاهله عن كل ضحايا النظام السابق، وإلاّ بنا نرى إن (الحق) أتانا مثلوماً، بل قد أتى جلادينا كاملاً قبل أن يصل الينا نحن منقوصا ومثلوما ومقلوبا.. وإذا بنا أرجعونا القهقري الى الوراء، وإذا بأنين أرواح شبابنا إزدادت وتيرته، ومصاعبنا في إسترجاع ما كان لنا قد تضاعفت، وتكدست في طريقنا وبقدرة قادر مواد وقوانين والله ما سُنت إلا لتأمّن فعلة الجناة وتحافظ لهم على ما غنموه أو ما وهبه لهم نظامهم الظالم.. نعم قوانين ما سُنت والله إلا لتجعل إسترداد حقوقنا إلاّ أمنية من أماني لا تتحقق!!..

أهذا هو العراق الجديد!! والله ليس فيه الكثير من أي جديد اللهم إلا ما نزر، أو ما حافظ على مصالح حرسهم القديم.. ألم يصف شيخنا الجليل واقع حال كل الذين ضحوا وجاهدوا، وليجد هؤلاء الضحايا ان أهل الحل والربط في العراق الجديد قد لم يحلوهّا لنا بل وربطوا على أمانينا وأحلامنا قيوداً وسلاسل.. أمامنا توضع شروط تعجيزية لا طاقة لنا بحلحلتها، شروط وضعتها أيادي بعثية خفية.. أيادي عادت الى الحكم وتغلغلت في أروقته وعشعشت تحت ستار ما يسمى اليوم بــ (المصالحة الوطنية) مشروع يراد به إستغفال سواد الشعب العراقي، وكأنه يقول لنا: ما عليكم هؤلاء الذين ذبحوكم بالامس!! سيذبحوكم عن قريب تارة ثانية، وبمباركة من كنا نضع فيهم ثقتنا!!.. حكومتنا منهمكة بالمصالحة الوطنية، ونسيت ان تصالح ضحايا النظام السابق؟

النظام السابق جرّدنا وبجرة قلم من كل شيء، ونحن اليوم نتراكض هنا وهناك في هذه المحكمة وتلك من أجل إن نعيد وريقات تثبت اننا كنا فعلا هناك يوما ما!!.. أو حتى ان نثبت بان لنا شهداء قضى عليهم النظام السابق، عشرات الشروط والشروط وعليك ان تحصل من الصفر على وثائق سلبها منك النظام السابق، واستملكها من سلبوا أملاكنا، فأصبحنا في حلقة مهزلة نتراكض ونقسم اليمين هنا وهناك على ان ذاك كان لي أو لوالدي و لجدي!! أو..!! ندفع الرسوم هنا وهناك ولتصل الى قبل نهاية الشوط وبعد ان بذلت الاموال والحلاوة والرشاوي وو.. لتفاجأ بمن يقول لك ان مستمسكاتك هذه أو تلك غير سليمة أو مزورة وإن حملت ختم الدائرة الفلانية أو العلانية؟؟.. لتقسم ألف يمين ويمين مرة أخرى بانك استحصلتها وفقا للقانون!! وسط لا مبالاة من الموظف.. كل ذلك لا يسعفك !! فالذئاب تنهش لحمك مرة بعد أخرى.. ولتبدأ كرّة أخرى من تقبيل الايادي والتوسل وبذل الهدايا والرشاوي!! وفي نهاية المطاف ينتهي بك الحال لتتخاصم انت ومن وُهبت له أملاكك بغير حق في محاكم أكثرها لم تضع في الحسبان أصل عدالة قضيتك، ولتعطيك حكما يدمي القلب، والحكومة العراقية تنظر الينا مفتخرة بقوانين إن لم نقل جائرة، فهي غير منصفة، وبعيدة عن عدالة السماء

أما عن جشع المحامين والمنتفعين فحدث ولا حرج..وهل هذا بغريب؟ كلا!! حين يتنصل أغلب نواب البرلمان حالما تصل القضية الى مناقشة قرار إعتبار إبادة الكورد الفيلية كجريمة إبادة جماعية ويتبخرون من قاعة البرلمان!!.. ماذا تتوقع؟ نواب ذبحبنا من ذبحنا حين طبلوا لنظام القائمة المفتوحة التي فتحت عليهم هم أبواب كنوز علي بابا، من دون أن ينطقوا بـ (إفتح يا سمسم) تلك الكلمة السحرية.. هذه هي خيرات القوائم المفتوحة والنفخ في حجم برلماننا الموقرولكن عن ماذا نتحدث؟ عن تلك المشكلة أو أختها؟ فالواحدة أنكى للجراح من أختها.. هل من المعقول ان يندم العراقي على انه ولد على هذه الارض؟ ويلعن الساعة التي أبصر النور فيها؟ لماذا يا ترى ان علينا نشتكي يوما بعد يوم ولسنة بعد سابع سنة، ولمرة بعد سابع مرة.. طبعا الحكومة مشغولة بترتيب بيتها، ولا يهمها إن أنصُف زيد أو مات عمرو همّا وغمّا..

وللحديث في الشجون من تواصل لا ينقطع.. والمشتكى الى الله خاصة من إخوة لنا في الارض حرمونا من حق العودة والمواطنة، وحرمونا حتى من أن نكّرم أو نهتدي الى قبور شهدائنا حين لم يعودوا يحسبون لآخرتهموتحية إجلال مرة أخرى لشيخنا العزيز، الذي لامست جبهته نفس مكان سجود جبهة الامام (ع) يومها حين صلى في مسجد براثا، كما لامست قبلهم جبهة ابراهيم الخليل (ع) نفس البقعة، فهنيئا لهم في نصرة الحق وأهله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي
2011-04-18
الله يحفظ سماحة الشيخ الكبير, هو بقلوب كل الاكراد الفيلية
عباس عيدان
2011-04-18
يا أخ صلاح.. لنا الله وتلك القلة الطيبة كأمثال الشيخ جلال الدين أدامه الله علينا ولا تعجب في عراق اليوم.. نعم تغير فيه القليل واسترجع الكثير من رائحة النظام السابق.. والضحايا من الكورد الفيلية وإخوانهم العراقيين الآخرين والمجاهدين، لا نقول انهم ينتظرون في الطابور لينصفوا .. بل وببركة ما يجري في العراق ليس لهم حتى شرف الانتظار!! فهم غدوا نسياً منسياً حين الحكومة مشغولة باسترجاع فلان وفلان من البعث، وتخصيص رواتب تقاعدية لفلان وفلان حتى بعد ان سرقوا منا قوتنا وقبلها سرقوا منا حياتنا.. الله المنتقم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك