صلاح السامرائي
كل الاقتصاديات العالمية تولي اهتماما كبيرا للقطاع الزراعي وتعمل على تطويره لما لهذا القطاع من اهمية في سد حاجة المجتمعات من السلة الغذاء التي يوفرها للشعب وللمردود المادي الذي يعود بالفائدة للاقتصاد لان القطاع الزراعي ليس حالة عارضة او مرحلة نفعية منقطعة يمكن التوجه اليها وانما حالة مستديمة يركن اليها لما توفره من احتياجات المجتمع ومتطلباته المتعددة في هذا الجانب . ويعتبر العراق من البلدان التي تتمتع بكل مقومات نجاح هذا القطاع وذلك لتوفر المياه الضرورية للزراعة وايضا الاراضي التي تعتبر من اخصب الاراضي في العالم لانتاج مختلف انواع المحاصيل وبدليل ان التراب العراقي تم بيعه في امريكا لما يحمله من مواد الخصوبة الثرة بمختلف المواد ناهيك عن الايدي العاملة والخبرة في هذا الجانب حيث ان هذا القطاع يمكن ان يقضي على البطالة المستشرية بين الشباب ويعمل على النهوض بكثير من القطاعات الاقتصادية الاخرى وكل ما يحتاجه هذا القطاع هو ادارة صحيحة توجه الامكانات الموجودة الوجهة التي تحقق افضل الانجازات كما ويمكن التوجه الى الاستثمار المحلي والاجنبي لتطوير القطاع الزراعي ومراجعة بعض الاجتهادات التي فرضها النظام السابق من قبيل تشجيع الاقطاعيات المنفردة التي عمل عليها ومنح الاراضي الزراعية بعقود طويلة الاجل من دون استصلاحها واليوم اصبحت املاك لايمكن تجاوزها بل تم استثمارها في مجالات غير مجدية مثل اقامة محطات للبنزين او كراجات لغسل السيارات او معامل لصناعة البلوك وغيرها التي لاتعود بالفائدة المطلوبة وفي ظل كل هذه الظروف نلاحظ غياب وزارة الزراعة وعدم وجود سياسة واضحة تنتهجها لتطوير هذا القطاع المهم وتسخير ما متوفر من مستلزمات للنهوض به وحالة الاهمال التي اصيب به القطاع الزراعي كما هو الحال في بقية القطاعات الاخرى جعل الامور تسير نحو الاسوء فظاهرة التصحر التي اصبحت اليوم حالة شبه عامة هي في حقيقة امرها ليس نقص في الموارد المائية وانما جاءت نتيجة لسوء الادارة وعدم العمل بعقلية علمية يمكن ان تنتهج افضل الوسائل لتحقيق النمو والتطور في هذا القطاع الحيوي ان ما يشهده العراق اليوم من تدهور تتحمله الحكومة وبالذات الوزارة المعنية بهذا الشأن والوزارة المرتبطة بها من حيث التخصص أي وزارة الموارد المائية . ان العراق استمد هذه التسمية لكثرة عروق الاشجار فيه وبنيت اقدم الحضارات الانسانية في واديه الذي حمل اسم اعظم نهرين وهما دجلة والفرات ونحن اليوم بخلافاتنا السياسية وتخلفنا واهمال وتناسي وطنيتنا نمحو كل هذا التاريخ ونرميه وراء ظهورنا ولصالح من .... ؟ وبالتالي تستحق وزارة الزراعة ان يكون اسمها الجديد وزارة القحط والتصحر وبكل جدارة .
https://telegram.me/buratha