عادل العتابي
عاش شعبنا الابي اياما سوداء في سنوات مضت بعد تناحر وتقاتل ابناء الشعب الواحد فيما بينهم في وطن عرف وترعرع ابنائه في افضل صيغ التآلف والتحابب والاخوة بين كل الاطياف والاديان التي تتعايش في العراق منذ مئات السنين،وشهد الوضع العام في البلد تمحور البعض من مختلف المسميات حول جهة معينة اعتقد ذلك البعض انها تمثله لوحده من دون الاخرين،مع مرور الوقت بدأ العراقي يسمع عن مسميات غريبة عن الواقع العراقي وطيبة اهله المتناهية،لكن مع الايام ذهبت كل تلك المسميات واصبحت من الماضي البغيض وبقى العراق سالما معافى وما خاب من انتمى لهذا البلد وترك كل انتمائاته الاخرى جانبا،لان العراق باق والاخرون زائلون وراحلون.
تلك التجربة التي قتلتها وحدة العراقيين وحسن فطنتهم،ذهبت من دون رجعة لتعود الحياة في العراق من دون زرقاوي وبغدادي وانصار وغير ذلك من القاب ومسميات،واثبتت التجربة الكبيرة في التصدي للطائفية المقيتة في عراقنا الغالي بانه من الممكن ان يستفاد منها كل ابناء الوطن العربي الكبير،بل يمكن ان تفيد كل الشعوب في انحاء العالم المختلفة والتي تعيش شعوبها قتالا وتناحرا فيما بينها في وقتنا هذا ومنها ما يجري في ساحل العاج واندونيسا والفلبين وغيرها من الدول والامارات المنتشرة في العالم.
يبدو ان الاخوة في البحرين لم يستفيدوا من تجارب الاخرين ومن تجربة شعب العراق بالذات فظهرت عبارة ( نحن احفاد عمر) وبخط واضح على الجدران الداخلية لعدد من الحسينيات والجوامع في العاصمة المنامة والمدن البحرينية الاخرى،الغرض الاساس منها هو اثارة النعرات الطائفية واستفزاز للطائفة الاسلامية الشيعية في المملكة التي تشهد الان مسيرات من اجل التحولات الديمقراطية،
تلك العبارات ستجعل الشعب البحريني وليس غيره هو من يدفع الثمن،وبكل تأكيد فهو ثمن باهض،واذا ما كان كاتب تلك العبارة من اهالي البحرين فانه يعرف بان التعايش السلمي بين المذاهب والاديان في البحرين هو السبب الرئيس في احلال الامن والامان في تلك المملكة ومن دون ذلك التالف والتكاتف فان الحال لن يسر كل من هو حريص على البحرين ووحدتها وامنها وسيادتها،وسرعان ما ستاتي النتائج السلبية اذا ما كان الاخرون يسرون ويسعرون النار بهذا الاتجاه.
اما اذا كانت تلك العبارة مكتوبة من قبل افراد قوات درع الجزيرة القتالية فانها تعني بان الاخوة من الطائفة السنية في البحرين ليسوا باحفاد عمر وهم ليسوا بشجاعة وقوة افراد درع الجزيرة،وهذه اساءة اليهم جميعا،هذا اولا اما ثانيا فاننا نرحب باحفاد عمر في غير مكانها الحالي وهو البحرين وكما فعل الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب (رض) من خلال التوجه الى من يحتل الاراضي العربية ويقتل ابائها ويستحي نسائها ويدفن اطفالها تحت الانقاض وهو بلد معروف بحدوده واسمه وانه ليس ببلد البحرين على اية حال،
فلم يتوجه عمر بن الخطاب الى شعوب المسلمين في مشارق الارض ومغاربها بل كان همه الاول والاخير هو نشر الرسالة الاسلامية في كل بقاع العالم،ومن المعيب ان يسيء البعض من الجهلة للخليفة بن الخطاب بعد مئات السنين ليكتبوا بانهم احفاد عمر، ومن المخجل ان تكون تلك العبارة على جدار حسينية محمدية امنة مطمئنة تغفو في العاصمة المنامة او في اية مدينة عربية بحرينية اخرى،بدلا من كتابتها على جدران المقاومة في جنوب لبنان او غزة او اريحا او اية مدينة فلسطينية محتلة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي الغاشم. وكما اراد وعمل به الخليفة الثاني عمر بن الخطاب(رض) اثناء مدة خلافته.
https://telegram.me/buratha