حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
تمر علينا هذه الأيام ذكرى الفاجعة الأليمة التي أحدقت بالشعب العراقي ، والشعب الكردي بالذات حينما أقدم النظام القمعي الصدامي المجرم على ضرب القرى الكردية في شمال العراق الحبيب بالأسلحة الكيماوية زعما منه إن هؤلاء خارجين على القانون . فسقط خلال هذه العمليات المشؤومة آلاف الشهداء من أبناء الشعب الكردي العزل بينهم الأطفال والنساء والشيوخ ، وظل اثر تلك العمليات يشكل كابوسا مخيفا عند العراقيين عامة والأكراد بصورة خاصة إذ إن ما أقدم عليه النظام القمعي وأزلامه وعلى يد السفاح المجرم ( علي كيمياوي ) جريمة يندى لها جبين الإنسانية وتقف أمامها جميع الشرائع والقوانين والأعراف مذهولة لحجم الكارثة الكبيرة التي ألمت بالناس العزل من أبناء الشعب الكردي . وكان للإعلام العراقي المسموم والإعلام العربي بل وحتى بعض وسائل الإعلام العالمية المأجورة الدور الكبير في تزييف الحقائق وخلط الأوراق ليتم توهيم العالم إن ما أقدم عليه النظام في ذلك الوقت كان عين الصواب ، ولكن مثل ذلك الأمر قد يخفى على من أعمى عينيه ذلك النظام المجرم لكن العالم قد علم بما لا يعلم به العراقيون آنذاك ، فكان حجم الفاجعة قد هز ضمير الإنسانية وكانت التنديدات والتظاهرات في الكثير من دول العالم التي لا تجيز قوانينها مثل تلك الجرائم المنكرة ، والتي شاهدت الأحداث والجرائم بحق الشعب الكردي من خلال الأقمار الاصطناعية وبالتالي كان هناك من ينقل الحقيقة المؤلمة التي ألمت بالشعب الكردي . إذا فعمليات الأنفال ذات الصيت السيئ وضعت الحسرات والإحزان في قلوب إخواننا الأكراد وتركت جرحا بليغا لن يلتئم . وكيف واغلب البيوت الكردية قد فقدت اعزاء لها في تلك المجزرة الرهيبة ، واننا إذ نتذكر هذه الفاجعة نقف بإجلال لكل الذين سقطوا جراء هذه الجريمة بل ولكل العراقيين الذين ذهبوا ضحية النظام القمعي المجرم .
https://telegram.me/buratha