عمر الجبوري
هذا النهج الذي تسير عليه مرجعيتنا الرشيدة منذ بداياتها عندما شرع المرجع الديني الكبير آية الله السيد محسن الحكيم (قدس) يؤسس لوجودها حيث كانت تتصدى بمواقفها للقضايا الحساسة المصيرية التي تمس مصير شعبنا ويكل طوائفه , حيث كانت تصدر البيانات اللازمة في المواقف الصعبة وتقدم الحلول المناسبة لتلك القضايا المصيرية وبكل هدوء وتروي حتى وصل الامر في بعض الاوقات الى تسميتها ب( المرجعية الصامتة ) وذلك لطول بالها وصبرها وترويها العميق , ولكنها وعبر كل العقود الماضية اثبت ومن خلال مواقفها انها صمام الامان ومفتاح الحل الاسلم للقضايا المصيرية وكانت منقذا حتى للحكومات السياسية التي كانت تحكم العراق ممن كان لديها التزام ديني فأن قادتها كانوا يلجؤون اليها من اجل ايجاد حلول لما يستعصي عليهم حله .وفي زمن طاغية العراق البائد وعندما شعر انها اصبحت خطرا عليه وعلى سياسته الدكتاتورية وتهدد وجوده وبقاءه فشرع وبشتى الوسائل الترغيبية والترهيبية الضغط عليها وعلى مواقفها اتجاهه واتجاه حزبه الظالم حيث كان لها موقف ثابت ضد كل من ينتمي الى هذا الحزب ألا انه فشل فأنتهج اسلوب جديد من خلال زج عناصر من اجهزته الامنية في داخل صفوف طلابها من اجل تشويه صورتها ويتمكن كذلك من اختراقها لمعرفة مواقف العلماء الاعلام من الحكومة الطاغية وحزب البعث ,, وبعد زوال النظام اخذ ازلام النظام الصدامي انتهاج اسلوب محاربة جديد لها عبر البث بين صفوف الشعب ان المرجعية الدينية وهم وانها لا موقف لها من احتلال العراق من قبل القوات الاجنبية لتأتي بيانات المراجع وتكون الصفعة على افواه المنافقين بأعلان مواقفهم من الاحتلال الغربي , وتأتي الصفعة الثانية عبر موقفها والحكمة التي تعاملت بها مع احداث النجف الاشرف والطريقة الحكيمة التي حلت بها تلك المعضلة واستطاعت من امتصاص الازمة فحمت العراق واهله من ما لا يحمد عقباه , ولتتوالى المواقف الرصينة الثابتة وخاصة بعد احداث سامراء الاليمة وما شهدته من تفجير لمرقدي الامامين العسكريين هناك حيث كان من الممكن ان يقاد العراق الى معارك ومطاحن اهلية لا يعلم الا الله الى اين سوف تتوقف وما نتائجها فكانت البيانات الصادرة من المراجع خير علاج لتلك الازمة الطاحنة وتمكنوا من وقف مزيف الدم العراقي وكذلك مواقفها من الانتخابات والتشجيع على المشاركة الفاعلة فيها وفي كل العمليات التي شهدها العراق وكانت اخرها الانتخابات الاخيرة وتوصيتها بضرورة المشاركة الفاعلة واختيار الافضل والاكفأ لتمثيل الشعب .وعندما شعرت بعدم جدية الساسة العراقيين في تقديم الافضل لأبناء العراق كان لها موقف جديد في مساندة ابناء الشعب في تظاهراته المعبرة عن الرغبة الحقيقية للإصلاح ولكن ركزت البيانات على ضرورة الحفاظ على النفس والممتلكات العامة لأنها ملك لجميع ابناء العراق ,, وجاءت المواقف المتباينة ومن بعض الكتل السياسية في معارضة رايها في ترشيح من لم يستطع ان يثبت كفاءته في المرحلة السابقة لتقف عندها وتبدأ في التدقيق والتمحيص حول سياسة هذه الكتل والتي وضعت مصلحتها الخاصة فوق كل اعتبار وعندما تقع في ازمة ما فأنها اول ما تلجا الى مكاتب المرجعية والعلماء الاعلام هذه هي مواقف المرجعية والتي روج لها اذناب البعث بأنها صامتة لا مواقف لها فما مواقفهم هم من الشعب العراقي ...
https://telegram.me/buratha