المقالات

اين اصحاب التضحيات ؟

819 09:29:00 2011-04-19

احمد عبد الرحمن

يتميز تأريخ المواجهة مع نظام البعث الصدامي المقبور بأمتداده لعدة عقود من الزمن، ويتنوع صور واشكال المواجهة، وتعدد ميادينها وساحاتها، وشراسة تلك المواجهة ارتباطا بعاملين، الاول دموية واجرام النظام البائد وعدم تورعه عن فعل أي شيء من اجل استمرار بقائه في السلطة، والثاني شجاعة وصمود وارادة المعارضة العراقية، لاسيما تلك العاملة والمتحركة في الميدان.ولاشك ان التضحيات كانت كبيرة وعظيمة خلال مسيرة طويلة من المواجهة، ولعل سقوط نظام صدام عبر العامل الدولي قبل ثمانية اعوام ماكان له ان يتحقق لولا تبلور ارضيات ومناخات ملائمة للتغيير، بل انها جلعت التغيير امرا لامناص منه.وما بلور وهيأ الارضيات والمناخات لعملية التغيير هو الجهاد والنضال الطويل للمعارضة العراقية التي اثبتت انها تمثل رقما مؤثرا وفاعلا في رسم وتوجيه مسارات الامور، بحيث انه لم يكن ممكنا تجاوزها في كل المحطات والمنعطفات.واليوم ونحن نقطف ثمار التضحيات الكبرى في المراحل السابقة، من خلال اقامة النظام الديمقراطي واشاعة اجواء الحرية، وتكريس مفاهيم التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع، والعمل على انهاء كل مايمت بصلة الى العهدد البائد.لابد ان تكون من اهم وابرز الاولويات امام الدولة بمفاصلها المختلفة تكريم من وقفوا بكل شجاعة بوجه الظلم والتسلط والطغيان سواء في الاهوار او الجبال.. سواء في المدن او القرى.. سواء جنوب الوطن او وسطه او شماله او شرقه او غربه.والتكريم لاينبغي ان يقتصر على المظاهر المناسباتية ولا الاستهلاك الاعلامي والسياسي للماضي، وانما لابد من منح المجاهدين الحقوق المادية والمعنوية والاعتبارية التي تتناسب مع حجم التضحيات التي قدموها في ظل احلك واصعب واعقد الظروف.فالمتعارف عليه في كل الازمان والعصور تحرص الشعوب على تكريم اصحاب التأريخ المشرف والمواقف الشجاعة، بينما للاسف مازال الكثير من هؤلاء يعانون الاهمال والتغييب في العراق الجديد، ومازالوا محرومين من ابسط الحقوق التي ينبغي ان تمنح لهم.والانكى من ذلك حينما تنقلب المعايير والموازين ويقصى المضحون ويزاحون جانبا، في الوقت الذي تفتح الابواب وتمنح الامتيازات لمن كانوا في وقت من الاوقات يقفون في صف الجلاد ضد الضحية..وهذه بالفعل قضية خطيرة للغاية تستحق مراجعة واعادة نظر وتصحيح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك