صلاح السامرائي
ان عالم السياسة عالم غريب والجميع فيه يدعي انه يمثل سياسات معتدلة وشعوب حيادية وكيانات طموحة وانه الامل المنشود والمنقذ والايمان بفكره يجعل الاخرين يلامسون الخير وتصيبهم البركة وكل هذا بفضل التسديد الالهي لانهم مع الله والشعب وفي حقيقة الامر ان الجميع يكذب ويطالبون الاخرين ان يصدقوهم .وفي ظل المودة السياسية التي غزت العالم ( مودة الديمقراطية ) جعل الجميع يهتفون بها وانهم هم ممارسوها باصولها الحقة من دون غيرهم , وحتى اعتى دكتاتور ايضا ينادي بها وانها نهجه المتبع وللاسف الشعوب تهتف لهتافهم وتصفق لحماسهم .. والمعروف للجميع لفظة الديمقراطية تعني حكم الشعب أي اساس قرارات الحاكم ومتبنياته نابعة وناتجة عن الشعب ولا يعني نظرة فردية اجتهادية ينساق اليها الشعب كما يحصل في كثير من بلدان العالم وتصدر قوانين وقرارات وتطبيقات في كثير من الاحيان تتعارض مع مصلحة الشعب ولكن بالرغم من ذلك الحكومة هي التي تفرض ارادتها من دون الرجوع الى الشعب المغلوب على امره .اما القمة العربية التي تتضارب اخبارها بين انعقادها في بغداد وبين عدم انعقادها المهم وبعيدا عن آراء السياسيين المبررة بفلسفة دبلوماسية استطلعنا رأي الكثيرين ومن شرائح مختلفة ووجدنا ان راي الاغلبية ان هذه القمة لايمكن ان تقدم للعراق شيأ والاسباب معروفة واهمها ان جامعة الدول العربية لم تقدم للشعوب العربية فضلا عن العراق أي شيء منذ تاسيسها ولحد الان بل هي عبارة عن منظمة صورية شكلية واعضائها غير منسجمين وتسودهم الخلافات وقرارات هذه المنظمة غير ملزمة لاعضائها هذه في حالة السلم فكيف الحال والبلدان العربية مشحونة ضد انظمتها التي لاتمتلك الشرعية الحقيقية مما لايؤهلها لتمثيل شعوبها ومصالحها .. ماذا يمكن ان تقدم هذه القمة للعراق ؟ مسبقا يمكن التوقع انها ستعمل على البقاء الامريكي في العراق وتعزز وجوده وتمديد الاتفاقية الامنية وهذا هو المحور الذي ستقوم عليه القمة المرتقبة وهذا ما يخص الشأن العراقي ولان الخروج الامريكي من العراق بعني اضعاف حلفائها في المنطقة من قبيل دول الخليج وفي نفس الوقت يعني تحسين الموقف الايراني وهذه المخاوف التي تراود الحلفاء لامريكا فالقضية قضية وجود وارتباط كما يقول شكسبير ( اكون او لا اكون ) وليس خدمة العراق والمنطقة العربية كل هذه التصورات هي عبارة عن أراء شعبية يتناقلها معظم الناس ويتحدثون عنها كما يتمنون على الحكومة العراقية الديمقراطية المنتخبة من قبل الشعب ان لاتبني أمالا على انعقادها لان الجامعة العربية وقممها لاتمنح الشرعية لاي حكومة ومن الاولى ان تصرف ملايين الدولارات على البناء والمشاريع وتقديم الخدمات للشعب العراقي وليس على الذين ترفضهم شعوبهم وهولاء الفاقدي الشرعية يصلحوا ذات بينهم وفاقد الشيء لايعطيه اضافة الى انهم لم يجتمعوا يوما على خير الامة وناسف ان يتم هذا على ارض العراق الجريح من فعالهم اتجاهه وعلى حد قول (( شايبنا )) ( هذولة مجربين بالشينات ) .
https://telegram.me/buratha