عبدالحق اللامي
في اول منجز كشف عنه بعد استلامه وزارة التخطيط، اعلن معالي الوزير انه همش وركن على جنب كل المؤسسات الرقابية العريقة والمؤسسة منذ بداية النظام السياسي الحديث في العراق مثل جهاز السيطرة النوعية والرقابة التجارية ومؤسسات الرقابة الصحية والاقتصادية ودوائر الكمارك وكل اللجان والهيئات والمؤسسات الوطنية التي كانت تدير وتشرف على خروج ودخول البضائع والسلع وتقرر مدى صلاحيتها وجودتها واوكل مهماتها الى شركات فرنسية وسويسرية لتقوم بواجباتها وتفحص المواد والسلع خارج العراق وتقرر صلاحيتها ومن ثم تعطي الضوء الاخضر بدخولها للسوق العراقية؟لماذا؟ وماهو العمل الذي سيناط بهذه الهيئات الوطنية وما سيكون واجبها؟ هل سيكون مصيرها مصير اخواتها من الهيئات والمؤسسات والصناعات التي الغيت واصبحت كوادرها العلمية والفنية ضائعة والحكومة تتحمل اعباء رواتبهم وتحتار اين ستضعهم فضاعت صناعتنا وتعطلت مصانعنا واصبحت آلياتها وبناياتها مجرد خردة تغطيها الاتربة ويأكلها التأكسد وتاهت الكفاءات المبدعة لكوادرها بين اروقة الخراب؟ولماذا هذا الهدر في الثروات التي ستمنح للشركات الاجنبية واكيد انها ثروات ضخمة لانها شركات اجنبية ومطربة الحي يقتلها الحرمان؟ أم ان هذه الشركات تقدم خدماتها لنا مجانا لوجه الله تعالى؟كيف نضمن يا سيادة الوزير ان ما توافق عليه هذه الشركات من سلع ومواد يتطابق مع اذواقنا وما تحتاجه بطوننا وبيوتنا وتعاليمنا الدينية والمجتمعية، وما مدى تأثيره على صحتنا وميزانيتنا؟ اليس الاجدر ان نوفر هذه الاموال الطائلة حتما ونضيفها على ميزانية البطاقة التموينية (المحتضرة) منذ عهد التغيير الديمقراطي ونعيد لها الحياة؟لقد وعدت يا سيدي الوزير الشركات الاجنبية بتقديم كل التسهيلات للتجار الاجانب حتى تدخل بضائعهم الى العراق فلماذا لا تقدمون هذه التسهيلات للتجار العراقيين مع فرض الشروط المقيدة والمشددة عليهم وهؤلاء ابناء الوطن وتسهل محاسبتهم وتغريمهم اذا اخلوا بالشروط ويصبرون اذا اخرت الوزارات استحقاقاتهم المالية كما فعلت سابقا وزارة التجارة بأثمان مواد الحصة التموينية.ان مؤسساتنا ودوائرنا الحكومية يا سيادة الوزير لها تاريخ يفخر به العراقيون وأن تهميشها واعطاء واجباتها للاجنبي هو غبن كبير لها ولكوادرها الادارية والعلمية فأعيدوا لها الاعتبار وطهروها من الطارئين عليها ممن ادخلتهم اتفاقات المحاصصة في اروقتها واقطعوا جذور الفساد والرشوة منها فأنها مؤسسات عراقية مشهود لها بالكفاءة حتى دخلها هؤلاء الطارئون، واعلموا وانت سيد العارفين ان الاجنبي مهما بلغت كفاءته واتباعه اساليب التطور والعلم يبقى عاجزا امام مشاعر الولاء الوطني والغيرة العراقية الاصيلة والاخلاص والحب لابناء العراق الجريح وان بحثكم عن بدائل للكفاءات والمؤسسات العراقية يؤشر ان وراء الاكمة ما ورائها ولخلل واضح في الرؤية والتعامل وكأنكم اتيتم متهيئين لتهميش الدور الاداري والعلمي والرقابي لهذه الكفاءات وخبرات المؤسسات التي امتدت عبر عقود انها وجهة نظر دفعنا لها حبنا واخلاصنا وحرصنا على كل ما هو عراقي اصيل.. مع تحيات وأمنيات المهمشين.
https://telegram.me/buratha