المقالات

مكاتب المفتشين العموميين بين الدعم والإلغاء

1175 19:54:00 2011-04-20

مـــهدي زايــــر جــــــــاسم

بدأ الحديث يكثر و الأصوات تتعالى للمطالبة بإلغاء مكاتب المفتشين العموميين، لاسيما أصوات البرلمانين و الكتل السياسية، تارة بإلغاء هذه المكاتب والاستفادة من الأموال المخصصة وتارة أخرى بتحويلها إلى مديرات عامة داخل الوزراة ، لاحول لها ولاقوة!! تكون خاضعة لسلطة الوزير يسيرها كيفما يشاء.

لا أعرف لماذ هذا التوقيت في طرح مثل هذة المبادرات الجرئية للحديث حول هذا الموضوع الحساس والخطير ،هل لأن كل الكتل السياسية لديها وزراء في الحكومة وتتخوف من كشف قضايا فساد في هذه الوزرات ،أو لأن الشعب ضغط بشكل كبير على الحكومة والبرلمان ومطالبته في كشف الفساد ومحاكمة المفسدين الذين نهبو المال العام.

حينما تزور الكونجرس الأمريكي ستجد مقولة مشهورة معلقة تقول,' السلطة تفسد والسلطة المطلقة تفسد مطلقا.' وقد نشأت فكرة البرلمان للوقاية من السلطة المطلقة ومنع الفساد المدمر المرافق لها. وقد اشتهر الجنس البشري حينما تنعدم التشريعات والمحاسبة الصارمة, ومنذ بدء الخليقة, بعدم الاستقامة, وتكرار الخطيئة, مع ما يرافقه من فساد ينخر التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكم من دولة غنية بمواردها البشرية والطبيعية, انتهت ودمرت , بسب ديكتاتورية سلطاتها وفسادها الحكومي الكبير .

ومع سقوط النظام عام 2003 استبشر العراقيون خيراً في تحسين أوضاعهم المعاشية ،والقضاء على الفساد المستشري في جسد الدولة الذي دمرته آلة الحرب المستمرة التي جلبها الطاغية المخلوع ، وقد أسس (بريمر ) الحاكم المدني للعراق مكاتب المفتشين حسب الأمر (57) وأنشأ هيئة النزاهة حسب الأمر (55) من أجل الحد من الفساد وليس القضاء عليه، وأدت الهيئات الرقابية دوراً بارزاً في محاربة الفساد،فهل جزاؤها الإلغاء أم دعم استقلالها وتخصيص ميزانية مستقلة وإبعادها عن سلطة الوزير .

فمن أكبر التحديات التي تواجهه برلمان اليوم هي تراكمات الماضي. فيتساءل البعض هل ستراجع البرلمانات نبش الماضي, وقذف الاتهامات الانتقامية يمينا ويسارا, لتخلق الخلاف, وتضعف جسور الثقة بين رجال الماضي وشباب المستقبل, وتشل العمل الحكومي الذي بني على مدى عقود طويلة, أم ستتجنب تضييع الوقت, وتتوجه لبناء المستقبل؟ وهل سيحتاج بناء المستقبل إلى تشريعات مدروسة,لتكملة التنمية الاجتماعية والاقتصادية, لخلق النظام والانضباط, والوقاية من الفساد الحكومي الكبير ،وتهيئة البيئة الصالحة للمحاسبة البناءة الحكيمة البعيدة عن الحقد والانتقام ،ودعم الهيئات الرقابية ودعمها مادياً ومعنوياً لتكون قادرة على مواجهة الفساد الإداري والمالي ؟

على البرلمان أن يتريث في اتخاذ مثل هذه القرارات ،لأن الشعب يطالبهم بإقرار القوانين وتفعيل الخدمات ،ودعم عمل الهيئات الرقابية في حربها ضد الفساد ومراقبة عمل الحكومة هذا يخلق جسور ثقة مع الفئات المختلفة من الشعب للاستفادة من خبراتها, كما ستحافظ على وحدة الشعب وتستفيد من الوقت لبناء المستقبل. ويتهم البعض التجارب البرلمانية الوليدة بأنها تحاول إرضاء منتخبيها بمعارضة الحكومة, وشل عملها باستجوابات إعلامية, بدل العمل معها كشريك في بناء المستقبل بوضع التشريعات اللازمة لمنع تكرر أخطاء الماضي, ومراقبة تنفيذها بعدالة وانضباط.

. والسؤال, هل يمثل النائب وجهة نظره الخاصة في البرلمان, أم هو يمثل التوجهات الشعبية؟ أو وجهة نظرالحزب الذي أوصله السلطة ، وهل يجب أن يتفرغ البرلمان لوضع التشريعات اللازمة لتنمية البلاد الاجتماعية والاقتصادية؟ وهل سنفصل القضايا الدينية والطائفية عن البرلمان, ؟ أم سيفتي كل واحد منا في كل شيء ونخلط الحابل بالنابل, ونخلط الدين بالدنيا؟

وهل ستضع البرلمانات القوانين اللازمة للوقاية من التلاعب بالمال العام, ؟هل سيذعن البرلمان القرار الحكومة في تاجيل النظر بالقوانين الخاصة بهيئة النزاهة وقانون مكاتب المفتشين العموميين وقانون ديوان الرقابة المالي، رغم أنها قرأت قراءة أولى،أم سيمضي قدما في إقراره كما صرح رئيسه في وسائل الإعلام.

والسؤال للقارئ العزيز أليس هناك مسؤولية كبيرة أمام المواطن العراقي أيضا؟ فهل من مسؤوليته اختيار أعضاء البرلمان من كفاءات نزيهة ذات خبرة وحكمة تستطيع التعامل مع تحديات الألفية الثالثة, وتشارك في تحقيق طموحات شعبنا ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك