علي صادق
أن من اولوليات شريحة الشباب الخريجين هو السعي وراء التعيين في الدوائر الحكومية لكي يجنوا ما صبروا عليه في المراحل الدراسية التي قضو فيها سنين من عمرهم وقد تتجاوز احيانا الخمسة عشر سنة من الابتدائية حتى التخرج في الكلية او المعهد، اما المعاناة والجهود التي بذلتها عوائلهم ليروا اليوم الذي اثمرت جهودهم في رؤيتهم لابنائهم يحصلون على شهادات يستطيعون ان يبنوا حياتهم بها وان يعوضوهم عبء السنين من جهد معنوي ومادي، وهذه هي رسالة الحياة المفروضة على الجميع.اما وبعد اختلال المعايير المتعارف عليها والتي كان لسماسرة التعيينات الدور الاساس في فساد شريحة كاملة من المجتمع نسمع ما يتناقله البعض عن اسعار التعيينات والتي تجاوزت الخمسة الاف دولار، فهناك من يستطيع ان يدفع المبلغ بغض النظر عن الجهة التي تقوم بهذا الفعل والتي تقف وراءها.نحن نعلم ان طريق الالف ميل يبدأ بخطوة، لكنها يجب ان تبدأ بخطوة مبنية على اسس صحيحة وصحية فان كان المتقدم على التعيين بدأ حياته بدفع مبلغ من المال (رشوة) من اجل التعيين لا نعلم ماذا سيجني بعد وصوله الى التقاعد.ولكن علامة الاستفهام هنا هي كيف سيعوض هذا المبلغ الطائل وماذا وضع في حساباته قبل ان يقدم على الوظيفة.. بالتأكيد انه ينظر اليها من جانب الاستثمار بانه اذا دفع هذا المبلغ سيرد له اضعاف، وليس من المرتبات الشهرية والمكافآت بل بالطرق الملتوية.. فالبذرة الحرام زرعت بداخله، اما بعد استرداده للمبلغ سيجد نفسه غارقا بالسحت السهل المنال تاركا خلفه جميع المبادئ والقيم والتي يعتبرها البعض اسطوانة قديمة.فكيف لنا ان نعالج ثغرة في المجتمع تتصدرها مجموعة من الموظفين المتعينين في السنوات الماضية والتي من جرائها اصبحت بعض الوزارات من اولى وزارات الدولة تعاطيا للفساد نتيجة تواجد هذه الفئة التي لا يمكن هدايتها.نحن نرى ان هذه الآفة التي ظهرت الى العيان في السنوات الماضية يجب معالجتها ومعالجة الادمان الذي اعتاد عليه البعض ووضع حدود لامتدادها كي لا تصل الى الجيل المقبل الذي ربما سيتأثر بما سمعه من المفسدين وبأن الوظيفة محط يد العابثين والمرتشين والمتاجرين بالوظائف وطريق سهل للحصول على الأموال، متناسين ان الوظيفة الحكومية هي المال العام وحق الجميع، وان هناك من يعمل بجد لتخليص المجتمع من هذه الآفة.
https://telegram.me/buratha